المجتمع المدني يتحرك من أجل استرجاع جماجم أوائل الشهداء من فرنسا
أعلنت جمعية مشعل الشهيد أمس عن شروعها في إطلاق عريضة لجمع توقيعات المواطنين الجزائريين للمطالبة باسترجاع جماجم رفات المجاهدين الذين استشهدوا في بداية الحقبة الاستعمارية والذين ما تزال فرنسا تحتجزهم في بعض متاحفها منذ أكثر من قرن ونصف من الزمن كما لو كانوا أشياء.
وأوضح محمد عباد رئيس جمعية مشعل الشهيد في تصريح للنصر على هامش منتدى الذاكرة الذي انعقد بمقر يومية المجاهد أن الأمر يتعلق بحشد الدعم الشعبي ودعم تنظيمات المجتمع المدني والمنتخبين من أجل دعم أي تحرك رسمي لاسترجاع جماجم الشهداء المقدرة بحوالي 36 جمجمة والمتواجدة على مستوى متحف الإنسان بباريس، انطلاقا من قناعة الجمعية بأن أي تحرك رسمي في هذا الاتجاه يجب أن يدعم بمطلب شعبي.
وذكر المتحدث بأن جمعية مشعل الشهيد أرادت إطلاق مبادرتها بشكل رمزي من منتدى الذاكرة بمناسبة الذكرى 54 لاستقلال البلاد، بحضور عدد من المجاهدين والشخصيات الوطنية وممثلين عن المجتمع المدني، مشيرا إلى أن أول الموقعين كان العلامة الشيخ محمد الطاهر آيت علجت وعائلة بن علال وهو أحد الشهداء الموجودة جمجمته في باريس، وأضاف عباد ‹› إن هدفنا هو دعم مبادرات وتحركات الدولة الجزائرية وفي نفس الوقت فتح مجال آخر للضغط على فرنسا وحملها على التعجيل بإعادة جماجم أوائل الشهداء من أجل إكرامهم بدفن يليق بتضحياتهم، وفي التربة التي سقوها بدمائهم، باعتبار أن فرنسا تترك الخيار المتعلق بإعادة هذه الجماجم إما من خلال التحركات الرسمية أو من خلال مساعي وتحركات أحفاد هؤلاء الشهداء، لذلك – يضيف عباد – ‹› فنحن نعمل على الجانبين، ونسعى لجمع توقيعات أحفاد الشهداء المعنيين باسترجاع جماجمهم وتكليف الأستاذة المحامية الناشطة فاطمة الزهراء بن براهم ترافع من أجل مسعانا ونيابة عن أحفاد الشهداء››
و أشار المتحدث إلى أن العريضة المشار إليها موجهة في ثلاث نسخ على التوالي، لعموم المواطنين والمنتخبين والمنظمات والجمعيات، مبرزا بأنه سيتم رفعها للجهة المعنية خلال منتدى حول المقاومة من المزمع عقده أواخر شهر سبتمبر المقبل.
من جهة أخرى، أشار عباد إلى أن الموقعين على العريضة يهيبون بالسلطات العمومية كي تتحرك وبسرعة من أجل تحقيق هدف استرجاع جماجم أبطال المقاومة الشعبية الجزائرية التي تم تهريبها إلى فرنسا، والتي تتعلق بجماجم الشهيد محمد لمجاد بن عبد المالك المدعو الشريف بوبغلة والشيخ بوزيان زعيم امقاومة الزعاطشة 1849 وموسى الدرقامي وسي مختار بن قويدر التيطراوي وكذا الرأس المحنطة لعيسى الحامدي نائب الشريف بوبغلة وكذا رأس محمد بن علال بن مبارك أحد نواب الأمير عبد القادر.
وفي ذات الصدد، أكدت المحامية فاطمة الزهراء بن براهم، أن القوانين الفرنسية تساعد على استرجاع الرؤوس والرفاة باعتبار أنها تقر أن ‹› كل إنسان ميت له الحق في دفن محترم››، مشيرة إلى أنها تتابع هذا الملف منذ سنوات. أما أستاذ التاريخ بجامعة الجزائر 2 الدكتور محمد لحسن زغيدي فأشار إلى رمزية المناسبة التي تم اختيارها من أجل إطلاق المبادرة المشار إليها وهو يوم 02 جويلية، ذكرى الاستفتاء التاريخي على سيادة البلاد. ع أسابع