حنون تنتقد الدبلوماسية الموازية وتدخل رجل أعمال في عمل الوزراء
اعتبرت الأمينة العام لحزب العمال لويزة حنون، أمس الجمعة، أن المشهد في البلاد أصبح يوحي «بوجود دولة موازية للدولة الرسمية ودبلوماسية موازية للدبلوماسية الرسمية «وأضافت أن هذه الدبلوماسية الموازية تمثل مصالح زمرة صغيرة تتحدث باسم الدولة الرسمية.
وأوضحت لويزة حنون خلال عرضها للتقرير الافتتاحي للدورة العادية للمكتب السياسي للحزب بالعاصمة، أن «الدبلوماسية الموزاية» تلتقي بمسؤولين أجانب وفي مقدمتهم مادلين اولبرايت للحديث باسم الدولة وعرض خدمات «الأوليغارشيا» التي تنتفع كما قالت، من قروض ضخمة ومن التسهيلات الضريبية عكس الشباب الذين استفادوا من عقود صغيرة وأضافت «أن رجل أعمال يتصرف كرئيس دولة يلتقي الوفود الأجنبية ويقدم التوجيهات للوزراء»، منتقدة في نفس الوقت، ما سمته بالتوجه المتناقض الذي يميز سياسات الدولة ونقص الرؤية والوضوح، الأمر الذي يؤدي حسبها، إلى فتح الباب أمام الضغوطات الأجنبية والشركات متعددة الجنسيات، واعتبرت رئيس مجلس الأعمال الجزائري الأمريكي،» أنه في خدمة مصالح هذه الشركات وتدخل في الشؤون الداخلية» ،على خلفية تصريحاته بمراجعة القاعدة الاقتصادية 49-51.
من جانب آخر قالت حنون، أن وزير الصناعة يعتبر النموذج البولندي، بأنه ناجح فيما يخص «الانتقال الاقتصادي»، حيث انتقدت في هذا السياق الإعلان عن مجمعات صناعية جديدة، و شددت على ضرورة وضع حد للفوضى والتداخل بين القطاعات وإحداث قطيعة في العلاقة بين الدولة والشركات العمومية فيما يخص التمويل والتسيير . وندّدت الأمينة العامة للحزب، في هذا الإطار، بما اعتبرته «فتح رأس مال الشركات العمومية للمفترسين و بالخوصصة المقنعة»، داعية وزير الصناعة، إلى «توضيح الأمر لإرجاع الطمأنينة للعمال» وأضافت بأن القاعدة 49-51 تم تحريفها لصالح القطاع الخاص و أوضحت أن الدولة الجزائرية أصبحت في «وضع خطير و تعاني من هشاشة غير مسبوقة» في ظل التناقضات الصارخة الموجودة ونهب الأملاك العمومية وتزايد ملفات الفساد .
وعادت حنون للحديث عن الأوضاع الجارية في مدينة عين صالح، وقالت «أن في الظاهر تتعلق الأوضاع بالتعبئة ضد الغاز الصخري «، مضيفة بأن الأمر يترجم وجود مشاكل جدية لم يتم التكفل بها في مختلف الجوانب. واعتبرت حنون أن هناك مكونات من الشعب تشعر بالاضطهاد وهي بحاجة إلى الاعتراف بها من قبل الدولة ومن قبل المجتمع، داعية في هذا السياق، إلى التعجيل بالتقسيم الاداري الجديد واجراء اصلاح دستوري عميق «من أجل إبطال كل القنابل الموقوتة من خلال مسعى اندماجي لفائدة كل مكونات الشعب» ودافعت حنون عن إطارات سوناطراك، وأكدت أن لديها الخبرة والتجربة للحفاظ على البيئة، وأكدت على ضرورة الاستمرار في النقاش وتوضيح مسألة استغلال الغاز الصخري من قبل الخبراء والخروج من الانسداد الحاصل منذ 3 أشهر.
و بشأن تأكيد رئيس الجمهورية على ضرورة تعزيز الجبهة الداخلية للأمة للتصدي لأية محاولة ترمي إلى زعزعة استقرار البلاد، قالت المتحدثة ،أن تشكيل جبهة داخلية يتطلب معالجة المسائل السياسية المطروحة والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتعجيل بالإصلاح السياسي وإخراج دائرة عين صالح من وضعها.
وتطرقت حنون إلى قطاع التعليم العالي، حيث طالبت بوقف الانحرافات الشاملة في القطاع على حد تعبيرها، واعربت عن انشغالها للوضع السائد في قطاع التربية ودعت إلى إيجاد مخرج من خلال التفاوض.
كما ذكرت نفس المتحدثة أن اللجنة المركزية لحزبها قررت وضع الحزب في حالة استنفار شاملة نظرا للرهانات المطروحة ، خصوصا في ظل «المخاطر التي تحدق بالدولة المركزية والانحرافات التي تهدد ديمومتها واستمراريتها» .
مراد ـ ح