على النظام وضع اليد في اليد مع المعارضة للمضي بالبلاد إلى بر الأمان
قال رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري أمس أن النظام السياسي الحالي لابد له من وضع اليد في اليد مع المعارضة لأجل المضي بالبلاد إلى بر الأمان، والخروج من الأزمة في غضون السنتين القادمين وهذا من خلال صنع قصة نجاح جميلة يشارك فيها جميع الجزائريين، منتقدا في نفس الوقت ذات النظام الذي قال أنه فشل في بناء اقتصاد قوي رغم إنفاق حوالي 800 مليار سنتيم خلال 15 سنة الماضية ومعدل النمو لم يتجاوز 3.8 بالمائة. رئيس حركة مجتمع السلم أكد في تجمع شعبي بالمسيلة بمناسبة مظاهرات 11 ديسبمر 1960 قال بأن «هذا النظام السياسي الذي حكم البلاد طيلة 52 سنة، وما زال يحكمنا باسم تسميات الشرعية الثورية، الاشتراكية والرأسمالية وبعدها باسم مكافحة الإرهاب والمصالحة الوطنية وبعدها البحبوحة المالية، واليوم يريدون أن يحكمونا باسم التقشف من باب مقولة «حاكمينكم ،حاكمينكم»، مشيرا إلى رفض هذا المنطق الذي أوصل البلاد إلى هذه النتيجة التي لم تخرجنا من التبعية للمحروقات.
وأضاف مقري أنه «بات من الصعب تقبل أية أعذار سوى الإقرار من قبل هذا النظام السياسي بالفشل» منتقدا تعاظم الفساد وبلوغه عنان السموات والأرض على حد وصفه مشيرا إلى بعض القضايا الشائعة ومنها فضيحة سوناطراك والخليفة التي قال أن أسرارها لا تزال مخفية وكذا إحكام رجال الأعمال الفاسدين قبضتهم على الجزائر التي لابد أن تكون ملك لجميع الجزائريين البسطاء الذين يسيرون إلى الهاوية، متسائلا في ذات الصدد عن موقع القطاع الخاص من هذه المعادلة.
ودعا منشط التجمع الشعبي النظام السياسي إلى التعقل وتقبل اقتراح المعارضة بالتوافق والتخلي عن سلوك التعنت وحب الهيمنة و»تخشان الرأس»، لأن ذلك يشكل حسبه خطرا على مستقبل البلاد خصوصا وأن القدرات المالية التي كانت تستغل في تهدئة الجبهة الاجتماعية لم تعد موجودة ولذلك وجب في الوضع الراهن إشراك الطبقة السياسية في العمل على تحقيق تنمية اقتصادية حقيقية من خلال وضع اليد في اليد والمضي إلى مرحلة انتقالية وباستعمال الموارد المالية القليلة المتبقية. مقري أشار إلى أن المرحلة الانتقالية بمعارضة رشيدة ومسؤولة وعاقلة كما هي عليه اليوم، من شأنها أن تمر بالبلاد إلى بر الأمان وصناعة قصة نجاح جميلة، وهنا طالب النظام السياسي بالكف عن استغفال الشعب وتخويفه من المعارضة لأن من بيده الحكم هو المسؤول الوحيد عما وصلت إليه البلاد، داعيا الشعب الجزائري إلى الضغط السلمي على النظام، لأننا في حركة مجتمع السلم يقول مقري لا نريد أن نرى الجزائريين مشردين عن وطنهم كما في بلدان عربية شقيقة وهذا الكلام موجه يضيف إلى الشباب الذي تلقى المسؤولية على عاتقه في بناء وطن قوي. وأوضح رئيس حركة مجتمع السلم في الأخير بأن غايتنا ليست التصادم مع أي كان أو محاسبة هذا أو ذاك بقدر ما نسعى إلى العمل جميعا في مصلحة الشعب الجزائري ومن أجل ضمان المستقبل معا وليس من خلال الأوامر الفوقية التي أوصلت البلاد إلى هذا المأزق.
فارس قريشي