رؤساء دوائر ميلة يتهمون الإدارة المحلية بعدم مرافقتهم
اتهم رؤساء دوائر ولاية ميلة مصلحة التنشيط المحلي التابعة لمديرية الإدارة المحلية بالولاية بالغياب في الميدان، الأمر الذي حرم موظفي و أعوان البلديات من تأطير وتوجيه وتنشيط الجماعات المحلية في هذا المجال، وهو ما انعكس حسبهم سلبا على الفعل التنموي بالبلديات و جعلها لا تعرف كيف تثمن أملاكها و تخلق استثمارات جديدة و تحسن مواردها المالية. لكن مدير الإدارة المحلية رد على الانتقادات معتبرا غياب مصلحة التنشيط لا يفسر عدم إعداد كثير من البلديات لميزانياتها.
في ذات السياق اشتكى رؤساء الدوائر خلال لقاء مجلس الولاية المنعقد نهاية الأسبوع من غياب التجانس في طريقة العمل المطبقة عند أعوان مصالح وزارة المالية العاملين على مستوى الدوائر، قائلين أن ما هو متاح عند هؤلاء في دائرة معينة ممنوع في دوائر أخرى، مشيرين إلى ضعف تجهيز مقرات الدوائر بالتجهيزات المكتبية و قدم الموجود منها، ونفس الشيء بالنسبة لإقامات الدولة التي يسكنون بها و تأوي عائلاتهم، حتى أن رئيس دائرة شلغوم العيد قال أنه يستحي من استقبال ضيوفه في إقامته.
مدير الإدارة المحلية في رده على المشتكين تساءل عن العلاقة بين عدم إعداد بعض البلديات منها شلغوم العيد، أولاد اخلوف، بن يحيى عبد الرحمن و العياضي برباس للميزانية الإضافية للسنة المالية الجارية حتى هذه الساعة برغم مقاربة السنة عن نهايتها و بين عدم تدخل مصلحة التنشيط المحلي، معترفا في ذات السياق أن هذه الأخيرة بما تتوفر عليه من أعوان لم ترق بعد في عملها للمستوى المطلوب، متسائلا إن كان أعوان المصلحة الحاملون للتكوين الجامعي فقط قادرون على منح الإضافة اللازمة لزملائهم في البلديات وقد تلقوا نفس التكوين تقريبا في ظل اختيار الموظفين من ذوي التجربة و الخبرة الخروج للتقاعد، و كذا بعد تعطيل العمل بمراكز التكوين الإداري التي كانت تمنح أعوان الدولة في الجماعات المحلية الحد الأدنى من التكوين.
وحول تجهيز مقرات الدوائر و الاقامات قرر الوالي تشكيل لجنة برئاسة المفتش العام للولاية وعضوية ممثل عن مصلحة الوسائل بالولاية و ديوان الوالي لحصر النقائص وضمان تجهيز قاعدي موحد بين الجميع، بينما ذكر مدير الإدارة المحلية أن إدارته منحت للدوائر بولاية ميلة ما لم يستفيدوا منه طيلة عشر سنوات، و لم يخف المسؤول عدم تحمسه لتجهيز إقامات رؤساء الدوائر في ظل تعليمات ترشيد النفقات.
والي ميلة بمناسبة اللقاء أعلن عن فتح ورشة خاصة بالتنشيط المحلي تتولى اللجنة المنبثقة عنها تشخيص واقع البلديات و وضع آليات و برنامج عمل خاصة بالتنشيط المحلي، بإشراك كل القطاعات المعنية بالتنشيط قصد خلق حركية جديدة و دفع البلديات إلى الاهتمام بأملاكها و رصدها و تثمينها و التوسيع من الاستثمارات لتحسين مداخيلها، مشيرا في السياق أن الكثير من البلديات تؤجر أملاكها لخواص بدنانير معدودة ليقوم هؤلاء بإعادة كرائها لخواص آخرين بالملايين، و يتم ذلك في ظل سكوت أو تواطؤ من القائمين على أملاك الدولة متعهدا في السياق بأنه سيعطي للأداء حقه من خلال تشجيع الكفاءات وتمكينها من الارتقاء لمناصب عمل أعلى.
و في ختام اللقاء تقرر تولي الأمين العام للولاية جمع أعوان مصالح وزارة المالية العاملين على مستوى الدوائر في ورشة تكوين تتكفل بتوحيد طريقة العمل عبر دوائر الولاية و مرافقة الحركية التنموية والمشاريع الجاري تنفيذها بها. إبراهيم شليغم