الجزارون نجوم بصلاحية يوم واحد
تسابق العديد من العائلات الزمن عشية عيد الأضحى للحصول على موعد مؤكد مع جزار قريب من الحي، وهو موعد يتطلب من البعض حجزا مسبقا بثلاثة أيام أو أربعة قبل العيد، لضمان سويعة من وقت الجزار الذي يتحول في هذه المناسبة، إلى نجم طيلة صبيحة العيد، يتهافت عليه الطلب و يخطب وده الكثيرون.
جزارون نجوم يصبح الحصول على موعد من أحدهم عملة نادرة قبيل عيد الأضحى، بالرغم من أن المهنة تسير نحو الانقراض، كما يردده أصحابها دائما، لكن في أيام العيد يتطلب حجز خدمات جزار معين، إغراءات كثيرة من قبل الزبون، كرفع تطوعي لتسعيرة الذبح أو وعد الجزار بالحصول على جزء من الأضحية، و يتعلق الأمر عموما بأحشاء الخروف، و بالرغم من أن نجومية الجزارين مؤقتة تنتهي صلاحيتها بمجرد انقضاء صبيحة العيد، إلا أن الأيام التي تسبق ذلك، تعرف ارتفاع أسهمهم و زيادة شعبيتهم، خصوصا لدى الأسر التي كانت متعودة على نقل أضاحيها إلى المذابح البلدية، و التي أصبحت تفضل الجزار على المذبح، بسبب طوابير الانتظار الطويلة و غياب شرط النظافة أحيانا.
و بالرغم من أن الكثير من أرباب الأسر، يفضلون نحر أضاحيهم بأنفسهم، إلا أن نسبة كبيرة من الموظفين على وجه الخصوص، باتوا يميلون إلى الاستعانة بخدمات جزار متخصص لكسب الوقت و تخفيف أعباء الذبح و السلخ و التقطيع، حتى و إن كان ذلك يتطلب دفع مبلغ يصل أحيانا حتى 4000 دج، و هو مبلغ يعتبرونه ثانويا، مقارنة بالجهد الذي تتطلبه عملية الذبح، كما أن الجزار يختزل الوقت عادة و ينهي تجهيز الأضحية في أقل من نصف ساعة، بينما يتطلب منهم الأمر ساعتين أو أكثر.
بالمقابل فإن العديد منهم يضطر لطلب خدمة الجزار، نزولا عند رغبة زوجته التي تفضل الحصول على أحشاء الخروف نظيفة مبدئيا وهو ما يقوم به الجزار، عكس الزوج.
الجديد هذه السنة مقارنة بالسنوات الماضية، هو دخول شباب من بينهم طلبة جامعيين في منافسة على النجومية مع الجزارين، فالمهنة الموسمية استقطبت العديد منهم ، خصوصا مع تزايد الطلب على خدمات الذبح، إذ انتشرت على جدران المحلات و البنايات في شوارع قسنطينة إعلانات كثيرة لشباب يستعرضون خدماتهم في الذبح و السلخ و تقطيع الأضاحي، مقابل تسعيرة تتراوح بين 1000 و 2000 دج و ذلك حسب نوعية الخدمة، إما الذبح و السلخ فقط، أو تنقية أحشاء الأضحية و تقطيعها.
و الملاحظ أن المهنة استهوت هذه السنة شباب كثر من بينهم جامعيين، نشروا أرقام هواتفهم على صفحات الفايسبوك للتواصل مع الراغبين في الاستفادة منها، مؤكدين تفرغهم التام صبيحة العيد و استعدادهم للتنقل الى الأحياء و حتى البلديات و الضواحي، بالاعتماد على إمكانياتهم الخاصة، وذلك طلبا للكسب حتى و إن اضطرهم ذلك للتضحية بالأجواء العائلية وقضاء العيد في التنقل من منزل الى آخر.
نور الهدى طابي