أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، لدى إشرافه باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى...
يمثل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني « نتنياهو» و وزير دفاعه السابق» غالانت» بتهمة ارتكاب جرائم ضد...
تعد الضجة الكوميدية التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة بوعلام صنصال، دليلا إضافيا على وجود تيار «حاقد» ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوّت...
أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن التمور الجزائرية بكل أنواعها تمكنت...
الجزائريـون لا يكتبـون الرسائـل إلا إلى المسـاجين
ارتبطت الرسائل في أذهان الجزائريين منذ سنوات بالحبيب و القريب، ولطالما كانت تستهل بالتحية و السلام، فالرسالة لم تكن فقط وسيلة لنقل الأخبار أو إيصال وثائق الحالة المدنية و غيرها، بل كانت أيضا عربون محبة و جسرا للوصال، و لأهميتها البالغة في حياة الأفراد فقد تغنى بها الفنانون، لكن «البرية» التي صمدت أمام الهاتف الثابت، خسرت أمام الهاتف النقال و من ثم الإنترنت، ليبقى استخدامها منحصرا فقط على المعاملات الإدارية، أما خلاف ذلك فلا أحد يستقبل رسائل خطية اليوم سوى المساجين.
يكتبهـا العشـاق و ينتظـرها المساجيـن
فيصل مصباح، ساعي بريد في قسنطينة، يعد أحد أقدم سعاة البريد الذين عاشوا المرحلة الذهبية للرسالة، و قد أكد بأن الجزائريين لم يعودوا يكتبون لبعضهم، منذ أن انتشر استعمال الهاتف النقال، أما مع دخول الإنترنت حيز الاستغلال الواسع، فإن الرسالة الشخصية تكاد تنقرض، و نادرا جدا ما تقع عيون سعاة البريد على رسالة في شكلها القديم، موجهة إلى شخص معين و لا تكون عبارة عن وثائق أو إعذارات أو استدعاءات أو نتائج مسابقة توظيف و غير ذلك من الرسائل ذات الطابع الإداري.
محدثنا أكد بأن الرسائل الشخصية قليلة جدا لا تتعدى رسالة أو اثنتين في السنة، تكون عادة رسائل شاعرية من حبيب إلى حبيبته أو العكس، أما رسائل المعايدة و التهاني و تبادل الأخبار فقد انقرضت، و ذلك يحز في نفس الكثير من الناس حتى الشباب، حيث قال ساعي البريد:» في أحيان كثيرة يوقفنا بعض الأشخاص ليحدثونا عن زمن الرسائل الجميل، حتى أن البعض يخبرنا بأنه يشتاق فعلا لتلك الأيام و يتوق لتلقي رسالة، و منهم من يمازحنا بالقول: أحضروا لنا رسائل ودية حتى و إن كنتم أنتم أصحابها، أكتبوها بأيديكم و أحضروها إلينا».
و أضاف محدثنا:» قبل سنوات كنا نسلم عشرات الرسائل يوميا من الأهل إلى ذويهم في الغربة و العكس، أو من أبناء في الخدمة العسكرية إلى ذويهم و حتى أصدقائهم و حبيباتهم، عدد الرسائل الودية كان يزيد في المواسم و المناسبات و يبلغ ذروته خلال رأس السنة الميلادية، كنا نوصل بطاقات معايدة جميلة جدا، وكان الجميع ينتظر وصول ساعي البريد بفارغ الصبر، كم عشنا لحظات سعادة و فرح مع أشخاص تلقوا رسائل من أحبائهم بعد انتظار، وقد كانت أياما جميلة، أما اليوم، فلم نعد نسلم سوى فواتير الكهرباء و الغاز و الرسائل و الردود الإدارية».
من جهته، أوضح جمال طالبي، رئيس مصلحة المراسلات بالقابضة الرئيسية بوسط مدينة قسنطينة، بأن أغلب الخطابات الشخصية التي تستقبلها و تحولها المصلحة سنويا، هي رسائل موجهة للمساجين يرسلها إليهم ذووهم و أصدقاؤهم و أحباؤهم.
90 في المائـة من المراسـلات إداريــة
بالرغم من أن غالبية الجزائريين لا يزالوا يكتبون الرسائل بخط اليد و يرسلونها عبر البريد العادي، إلا أن نوعية المراسلات مختلفة بشكل كبير، وحسب رئيس مصلحة المراسلات، فإن الخطابات الإدارية تشكل نسبة 90 في المائة من الرسائل التي يتم تحويلها سنويا بمعدل 50 ألف رسالة تقريبا، بين الإدارات و بين الإدارات و الأفراد، بينها رسائل موجهة إلى الخارج أو مرسلة منه و هي عموما وثائق خاصة بإجراءات التقاعد، أما النسبة المتبقية و هي 10 بالمائة، فتقسم إلى صنفين الصنف الأول عبارة عن طرود و رسائل بين الأفراد و هي عادة وثائق إدارية و قد تكون رسائل ودية شخصية، و تشكل نسبة 3 في المائة، أما 7 في المائة المتبقية فهي خطابات شخصية مرسلة إلى مساجين. و أكد من جهته مدير بريد ولاية سطيف حاليا و قسنطينة سابقا السيد بوجعطيط عبد الوهاب، بأن الجزائريين تخلوا عن استعمال الرسائل للتواصل الودي، و أصبحوا يفضلون الهواتف و وسائل التواصل الاجتماعي، و هذا النوع من الخطابات نادر جدا، لدرجة لا تتعدى 1 في المائة، أما غالبية المراسلات فهي إدارية محضة.
نور الهدى طابي