أدويـة كـورتيكـويد مستـوردة مـن غـانـا تـهدد مستهـلكيهـا بـالقصـور الكلـوي
حذر أطباء وصيادلة من دواء مستورد من غانا يتم الترويج له بمحلات بيع الأعشاب، موجه للتسمين السريع، يظهر تحت تسميات مختلفة منها «لوتاب»، مشيرين إلى خطورة هذه الأقراص المنتمية إلى عائلة «الكورتيزون» التي توصف للمريض إلا باستشارة طبية لأثارها الجانبية العديدة، سيما القصور الكلوي.
فظاهرة تسويق أدوية الكورتيكويد خارج الصيدليات لازالت مستمرة وسط غياب الرقابة لمحلات بيع الأعشاب التي زاد انتشارها في السنوات الأخيرة، مع تضاعف اهتمام الزبائن بالمستحضرات العشبية، مما شجع البعض على تسويق أدوية خطيرة تحت غلاف مكمل غذائي مثلما هو الحال بالنسبة لدواء «ديكسون»الذي يتعاطاه بعض الراغبين في زيادة الوزن، سيّما الفتيات المقبلات على الزواج، حيث أكد عدد من الأطباء استمرار رواج هذه الأدوية رغم التحذيرات المتكررة للمختصين من هذه المستحضرات المجهولة المصدر و التي يتم استيرادها من الهند و الصين و غانا.
الدكتورة بولمدايس طبيبة عامة أكدت للنصر أنها استقبلت عددا من الفتيات أكدن تعاطيهن لهذا الدواء بهدف زيادة الوزن، مؤكدة إصابة بعضهن لتشوهات ناجمة عن السمنة غير الطبيعية وبشكل خاص آثار تمدد الجلد، مشيرة إلى خطورة الإفراط في تناول هذا النوع من الأدوية الذي عادة ما يحدد الطبيب فترة العلاج بها و غالبا لا تتجاوز الخمسة أيام حسب عدد من المختصين الذين تحدثت إليهم النصر، لكن الباحثين عن الخدود الممتلئة يستهلكون الدواء بكل حرية و دون وعي، معرضين صحتهم للخطر بسبب الآثار الجانبية العديدة للكورتيزون أو الديكساميتازون، ذكر الأطباء أهمها ، كارتفاع ضغط الدم، تكوّن رواسب الدهون في الوجه و البطن و الرقبة، تزايد احتمال الإصابة بداء السكري، خلل في الغذة الكظرية و غيرها من الأعراض التي تتفاقم مع مرور الزمن.
وسبق أن دق الأطباء ناقوس الخطر بخصوص انتشار تعاطي الأدوية من نوع الكورتيكويد بعد رواج تسويقها بمحلات بيع الأعشاب بطريقة غير قانونية بمبالغ تتراوح بين 450و 600دج، في حين أنه لا يتم بيعها بالصيدليات إلا بوصفة طبية.
ومن جهتها أكدت الدكتورة حسينة بوشريط متابعتها لحالات تسببت لهن مستحضرات اقتنينها من محلات بيع الأعشاب، اتضح فيما بعد بأنها تحتوي على الكورتيكويد في مشاكل صحية ظهرت أعراضها في البداية في شكل حمى وغثيان وضعف الشهية وانخفاض مستوى السكر الدم وحتى جفاف البشرة، مشيرة إلى بيع هذه الأدوية في علب وقارورات يتم تغيير تسميتها ولونها وشكلها، كلما تم الكشف عن أي نوع يتم بيعه بطريقة غير قانونية.
من جانبه أكد رئيس مجلس أخلاقيات الصيادلة لناحية الشرق كمال بغلول بأن هذه الأدوية المحظور بيعها دون وصفة طبية وخارج الصيدليات، تباع بكل حرية عند باعة الأعشاب، رغم الحملات التحسيسية المنظمة من قبل المختصين ضد فوضى تسويق المنتجات الصيدلانية، موعزا ذلك إلى غياب الرقابة بسبب نقص المفتشين الصيدلانيين رغم أهميتهم في عمليات المراقبة سواء على مستوى مديرية الصحة أو مديرية التجارة، مشيرا إلى خطورة هذه الأدوية التي باتت تدخل عن طريق «الكابة» من مختلف الدول خاصة غانا، الهند والصين.
و عن خطورة هذا النوع من الأدوية قال كمال بغلول بأن أخذ الكورتيكويد دون حاجة الشخص إليها لمرض ما مضر بالصحة، لكونها تضعف الكلى بمرور الوقت و قد ينتهي مستهلكها أمام آلة غسيل كلى، مشيرا بأن الأطباء بالولايات المتحدة الأمريكية يتشاورون فيما بينهم بالمستشفى مثلا قبل وصفها للمريض، كما يلزمون المريض بإجراء عدد من التحاليل المكثفة قبل وصفها له بالنظر لخطورتها.
و أضاف محدثنا بأن باعة الأعشاب غير مسموح لهم ببيع الأدوية بل المكملات الغذائية و بعض المستحضرات العشبية و عليه فإن بيع الأدوية مهما كان نوعها يعد خرقا للقانون و على الجهات المعنية التدخل للحد من ذلك، لأن الأمر تجاوز الحدود، بانتقال هؤلاء من بيع خلطات السمنة المتكوّنة من الكورتيكويد إلى بيع الديكساميتازون علنا، و هو ما وصفه بالتجاوز الخطير الناجم عن فوضى تسويق المنتوجات الصيدلانية ليس فقط على مستوى باعة الأدوية بالجملة بل حتى بالصيدليات التي تحوّل أصحابها إلى تجار يبحثون عن الربح في ظل انتشار ظاهرة كراء شهادات الصيدلة لغير الصيدليين و التي ندد بشأنها مجلس أخلاقيات الصيادلة حسبه. مريم/ب