أعرب الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الاثنين بالكويت، لدى استقباله من طرف...
أكدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أمس الاثنين، الشروع في معالجة انشغالات طلبة العلوم الطبية، من بينها رفع مبلغ المنحة الدراسية ومراجعة...
شهدت العيادة الطبية المتخصصة في جراحة قلب الأطفال ببوسماعيل أمس الاثنين إجراء عمليات جراحية على حالات معقدة، أشرف عليها طاقم طبي إيطالي متخصص...
أطلقت شركة سونطراك مسابقة وطنية مفتوحة لتوظيف خريجي الجامعات والمعاهد والمدارس الأكاديمية في المجالات التقنية، بالشراكة مع الوكالة الوطنية للتشغيل. وبحسب ما...
طوابير للحصول على أظرفة الزكاة و سلوكات مهينة في حق معوزين
يتكرر المشهد سنويا مع كل مناسبة عاشوراء، بالمنطقة الصناعية بالما بقسنطينة، أين تمتد طوابير المعوزين أمام مداخل عدد من المؤسسات الخاصة المتعوّدة على منح الزكاة للفقراء، غير أن الحصول عليها حسب بعض المساكين الذين تحدثت إليهم النصر ليس دون ثمن، لأن ثمة من أصحاب المال من لا يتوانى عن سبهم و شتمهم بعبارات نابية.
نساء و رجال تظهر عليهم الفاقة و يحفهم الفقر، تختلف حكاياتهم و معاناتهم لكن هدفهم ذلك اليوم واحد، هو الفوز بمبلغ و لو بسيط من مال الزكاة التي يتصدّق بها بعض الميسورين من أصحاب الشركات الخاصة، باختلاف مجال إنتاجهم و نشاطهم التجاري. حيث وقف ما يقارب الأربعين شخصا رجالا و نساء في طوابير في انتظار وصول المزكين لتوزيع مبالغ من مدخراتهم.
عمال ينافسون الفقراء على الزكاة
بوصولنا إلى المنطقة الصناعية، لفت انتباهنا عدد من النساء الملتحفات بالملاية السوداء و يغطين وجوهن ب»عجار»، كن تجلسن بالقرب من مستودع للخمور، و بدا عليهن ملامح البؤس والحاجة، عرفن بأن صاحب المحل سيقوم بتوزيع الزكاة على الفقراء، فجئن لأخذ حصتهن، مثلما ذكرت إحداهن و هي سيدة في عقدها السادس قالت أن الفاقة لا تترك لهم وقتا للتفكير في مصدر تلك الزكاة و من مانحها و المكان التي تمنح فيه، لأن الحاجة للمال تدفعهم لقبول أي درهم يصل إلى أيديهم. و أضافت المرأة قائلة بأنه رغم عملها كعاملة نظافة بإحدى المؤسسات تضطر كل سنة لطلب الزكاة، لأن عليها ديون الإيجار و فواتير الكهرباء و الغاز و كذا الماء الذي قطعته عنها شركة سياكو لعدم تسديدها لعدة فواتير متتالية، الشيء الذي دفعها للمجيء اليوم إلى هذا المستودع عسى أن تستفيد من مبلغ يمكنها من تسديد و لو جزء من الديون الكثيرة التي عليها.
و لم يخف أحد الواقفين بطابور الرجال تقاضيه لمرتب شهري من عمله كعون حراسة بإحدى المؤسسات التربوية، غير أن دخله البسيط الذي لا يكفي لسد حاجيات أفراد أسرته الثمانية، حمله لطلب الزكاة وذلك لخامس سنة على التوالي مثلما قال.
و ذكرت امرأة بنبرة تذمر بأن «الحقرة» هي من حملتها لمد يدها و طلب «العشور» كما قالت مسرة بأنها عملت لثماني سنوات بشركة خاصة اكتشفت بعد بلوغها سن التقاعد بأنها لم تكن مصرحة بصندوق الضمان الاجتماعي.
سيدة أخرى كانت هي الأخرى تغطي وجهها بوشاح، قالت أن مرض أبنائها الثلاثة، جعلها تقبل الصدقة من أي كان لعجزها عن سد رمقهم و تلبية حتى أبسط حاجاتهم، و ذكرت محدثتنا بأنها في البداية وجدت صعوبة في الوقوف بالطابور و انتظار الزكاة أمام مرأى الجميع، لكن مع الوقت تعوّدت على الأمر و وجدت نفسها تتسابق للحصول عليها لثالث مرة على التوالي من ثلاثة مزكين لا يتأخرون عن إخراج الزكاة في مثل هذه المناسبة.
سب و شتم و كلام بذيء ثمن الحصول على الزكاة
و عبّر بعض المعوزين الذين كانوا يتلهفون لأخذ حصتهم من الزكاة أمام مؤسسة خاصة، عن حالة الذل التي يعيشونها بسبب تصرفات بعض المزكين الذين لا يتوانون في سبهم و شتمهم بالكلام البذيء قبل منحهم مبلغا مهينا قال البعض أنه لا يتجاوز الـ600دج، فيما اعترف آخرون بأنه يصل أحيانا إلى 5000دج.
و قال أحد المواطنين بأنه لم يكن يشعر بحالة الهوان و الانكسار التي بات يشعر بها اليوم، أمام تمادي بعض المزكين في إطرابهم بالألفاظ النابية، و اتهامهم بالطمع و اللهفة و أخذ مكان أشخاص يستحقون في نظرهم الزكاة أكثر منهم.و إن كان في الزكاة تطهير للأموال و تربية للأنفس و إحداث للتوازن الإنساني و إضفاء العدالة الاجتماعية، فإن طوابير الفقراء و هم يتوسلون للحصول على ظرف من أظرفة الزكاة التي يتصدق بها الميسورين تعكس واقعا مؤسفا يترجم تفاقم الفقر.
مريم/ب