باشرت الدوائر الوزارية وضع مخططات عمل قطاعية، تنفيذا للتعليمات التي وجهها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وتتضمن ترتيبات لتنفيذ البرنامج الرئاسي الذي التزم به الرئيس تبون أمام الشعب في رئاسيات سبتمبر الماضي، وهي المخططات التي سيتم عرضها أمام مجلس الحكومة ثم مجلس الوزراء، تباعا للشروع بالسرعة القصوى في التنفيذ الميداني.
تعكف عديد الدوائر الوزارية على وضع ترتيبات لتنفيذ خارطة طريق عمل الحكومة التي حددها رئيس الجمهورية في أول اجتماع للوزراء بعد تعيين الحكومة الجديدة، من خلال تحديد الأولويات التي سيتم التركيز عليها خلال الأسابيع القادمة، والانطلاق بداية من جانفي المقبل في تنفيذ المخططات القطاعية الواردة في مشروع قانون المالية 2025، والتي تسمح بتجسيد البرنامج الرئاسي خلال الخمس سنوات المقبلة.
وبهذا الخصوص، أكد وزير المالية، لعزيز فايد، التزام دائرته الوزارية بالعمل على ضمان حوكمة صارمة موجهة نحو النتائج، لصالح تسيير مالي شفاف وفعال. وذلك خلال اجتماع تنسيقي حول النصوص التطبيقية لتدابير قانون المالية لسنة 2025 ومتابعة عقود الأهداف والأداء للمديرية العامة للجمارك.
وبخصوص المحور الأول لهذا الاجتماع، وفي أعقاب العرض الذي قدمته المديرة العامة للضرائب حول الوضعية العامة للنصوص التطبيقية المرتبطة بقانون المالية لسنة 2025، شدد الوزير على ضرورة استكمال إعداد هذه النصوص لضمان التنفيذ الكامل والفعال لتدابير القانون فور دخوله حيز التنفيذ.
وفيما يخص المحور الثاني المتعلق بعقود الأهداف والأداء، أكد وزير المالية على ضرورة إدراج هذا المحور بشكل منهجي في جدول أعمال الاجتماعات التنسيقية، لضمان تقييم شامل لجميع الهياكل. كما أشار إلى أن عقود الأهداف والأداء تندرج ضمن مقاربة شاملة للأداء ترتكز على ثلاثة أبعاد رئيسية على غرار، الشفافية والحكامة الجيدة، فعالية وكفاءة العمل العمومي وكذلك جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
وقد أشاد الوزير بالنهج الذي اعتمدته المديرية العامة للجمارك في تنفيذ عقود الأهداف والأداء، ودعا باقي هياكل الوزارة إلى الاستفادة من هذه التجربة، مع دراسة سبل تعميم هذا النظام. وأوضح أن هذه المقاربة تهدف إلى ترسيخ ثقافة الأداء والتنسيق بين مختلف هياكل الوزارة، وتعزيز تكامل الجهود وتبادل أفضل الممارسات.
تكثيف الخرجات الميدانية وتسريع إنجاز المشاريع
بدوره ترأس وزير النقل، السعيد سعيود، بمقر الوزارة، اجتماعا تنسيقيا بحضور إطارات الإدارة المركزية، ومسيري المجمعات والمؤسسات القطاعية. حيث تطرق إلى التحديات الكبرى التي تواجه هذا القطاع الحيوي وضرورة النهوض به، وفق إستراتيجية وورقة طريق محكمة نحو عصرنته وترقية أدائه باعتباره قطاع خدماتي بامتياز، وكذا عصب التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وقد دعا الوزير كافة الإطارات والمسيرين إلى تكاتف الجهود، وبذل المزيد، والعمل بالتنسيق قصد تحقيق الأهداف المسطرة، كما أمر بتكثيف الخرجات الميدانية، وذلك قصد الوقوف على وتيرة انجاز المشاريع التي ينفذها القطاع، خاصة المتعلقة بالسكك الحديدية والطرقات والمشاريع التي لها اثر على تحسين ظروف تنقل المواطنين والتي يوليها الرئيس أولوية قصوى.
من جانبه، ألح وزير السكن والعمران والمدينة، محمد طارق بلعريبي، على ضرورة الاهتمام بالمشاريع السكنية قيد الإنجاز والمتوقفة، بالإضافة إلى إطلاق المشاريع التي لم تنطلق بعد، وذلك خلال اجتماع تقني عقده بمقر الوزارة.
وشدد الوزير، بحضور الإطارات المركزية والمدراء التنفيذيين لقطاع السكن بولاية جيجل، إلى جانب المديرين العامين لوكالتي “عدل” و”التعمير”، على أهمية وضع خطة واضحة لرفع العراقيل التي تواجه المشاريع السكنية بعديد الولايات على غرار ولاية جيجل. وأشار الوزير إلى أن زيارته للولاية ستشمل تفقد المشاريع المتأخرة بهدف اتخاذ قرارات صارمة لتسريع وتيرة العمل.
وأوضح أن هذه القرارات ستطبق على المستوى الوطني لتحسين أداء القطاع وإطلاق جميع المشاريع المتوقفة، بما يعزز الثقة في سياسات السكن والتنمية العمرانية.
من جهتها، عقدت وزيرة التضامن والأسرة وقضايا المرأة، صورية مولوجي، بعد استلام مهامها، خلفا لكوثر كريكو التي استلمت بدورها حقيبة وزارة العلاقات مع البرلمان، جلسة عمل مع إطارات القطاع، أين أسدت توجيهات من أجل تعزيز جودة التكفل بالفئات الهشة.
واستهلت وزيرة التضامن والأسرة وقضايا المرأة، صورية مولوجي، مهامها الجديدة، بزيارات ليلية فجائية، لمؤسستين تابعتين للوزارة. وحلّت صورية مولوجي،خلال زيارتين فجائيتين، بمؤسسة الطفولة المُسعفة بالأبيار، وكذا بدار المُسنين بسيدي موسى.
كما أشار وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، محمد عرقاب، إلى أولويات القطاع وخارطة الطريق لتجسيد الأهداف المسطرة في عدد المجالات، على غرار قطاع المناجم، من خلال تعزيز استكشاف واستغلال الموارد المعدنية الوطنية، مع التركيز على مشاريع كبرى مثل الحديد بغار اجبيلات، والفوسفات بتبسة وسوق أهراس، والزنك والرصاص بوادي أميزور.
وفي مجال الطاقات المتجددة، سيتم التركيز على تنفيذ البرنامج الوطني للطاقات المتجددة لإنتاج 15,000 ميغاواط بحلول عام 2035، وتعزيز مكانة الجزائر كفاعل إقليمي رئيسي في مجال الهيدروجين الأخضر. مع تعزيز الشراكات الدولية " مواصلة توسيع التعاون مع المؤسسات الوطنية والدولية لدعم الابتكار والتنمية المستدامة في كلا القطاعين".
لا مكان للمتقاعسين
ويولي رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أهمية كبيرة لتجسيد برنامجه الرئاسي بالسرعة اللازمة والصرامة المطلوبة في التنفيذ بالتكلفة المحددة بعيدا عن أي زيادة في الأعباء، وهو ما أكد عليه في عديد المناسبات، وحرص على تجسيده من خلال اختيار مسؤولين يتمتعون بالكفاءة اللازمة على إدارة الملفات المعقدة والحسم في القرارات.
كما يحرص الرئيس تبون على تفادي العثرات السابقة في التنفيذ بسبب تقاعس مسؤولين في أداء المهام، وهو ما أكده خلال اجتماع للوزراء سبق التعديل الحكومي، حيث أبدى الرئيس عبد المجيد تبون، امتعاضا من التراخي المسجل في بعض القطاعات، وأمر، فيما أمر، بمراجعة جذرية لتنظيم تسويق المنتوج الوطني إلى المواطن والتحلي باليقظة أمام كل ما من شأنه خلق الندرة.
وجاء ذلك بعد الاستماع لعرض مشترك لوزراء التجارة والصناعة والفلاحة يتعلق باليقظة حول الندرة، حيث أمر الحكومة بمراجعة جذرية لتنظيم تسويق المنتوج الوطني إلى المواطن، من خلال سنّ قانون يتم فيه استعمال نظام تسقيف الأسعار بمراسيم عندما يتعلق الأمر بأسعار غير معقولة للمنتوجات في موسمها.
وسجل تبون تراخيا في عزيمة العمل لدى البعض، ما استدعى لفت نظر أعضاء الحكومة، آمرا إياهم باستفاقة وانتباه والقيام بتحديد المسؤوليات، وذلك وفاء للمهام الموكلة إزاء المواطن الذي ينبغي أن يكون الشغل الشاغل لكل موظف عمومي، كما أمر الحكومة بتوخي أعلى درجات الحذر وتكثيف الرقابة ورفعها إلى مستوياتها العليا بوضع المنتجات الغذائية والفلاحية والأدوية أولوية الأولويات.واعتبر محللون، بان غضب الرئيس من أداء بعض القطاعات الوزارية ذات الصلة بيوميات المواطنين وانشغالاتهم، يبرز بوضوح المهمة التي تنتظر الوزراء الجدد المطالبين بوضع معالجة انشغالات المواطنين اليومية على رأس أولوياتهم وعدم التقصير في أداء المهمة المكلفين بها ضمن الطاقم الحكومي والحرص على التضامن ضمن الجهاز التنفيذي الذي يشرف على إدارته الوزير الأول المطالب بمتابعة دقيقة لمشاريع الرئيس التنموية وتجسيد التزاماته على ارض الواقع
ع سمير