الدكاترة جنوا على المسرح و أب الفنون مجبر على الخروج إلى الناس
• قوى إقليمية اخترعت داعش للقضاء على ما تبقى من الحضارة العراقية
انتقد المسرحي و الناقد العراقي فارس الماشطة ما أطلق عليه اسم ظاهرة»الدكترة» في مجال المسرح، معتبرا الشهادات العليا أسلوبا جديدا للبحث عن مصدر رزق، لم يخدم المسرح و لم يساهم في حل مشاكله، مضيفا بأن توظيف ممثلين في قمة الإبداع أولى من توظيف مئات الدكاترة و علّق بقوله بأن أهم الأسماء اللامعة في مجال النقد المسرحي لا يحمل أصحابها شهادات عليا.فارس الماشطة الذي كانت له تجربة طويلة بالمسرح الجهوي بقسنطينة، قبل اختياره الهجرة إلى هولندا خلال العشرية السوداء، تطرّق إلى واقع الركح اليوم و قال أنه يواجه خطرا حقيقيا و أن البديل يتمثل في المسرح الغنائي و الأعمال الاستعراضية الضخمة و الحية، كما تحدث عن مستقبل المهاجرين بالخارج في ظل انتشار الإسلاموفوبيا و عبّر عن يأسه من استعادة المسرح العراقي لمكانته لعوامل كثيرة نستعرضها في هذا الحوار.
حاورته: مريم بحشاشي/ تصوير: شريف قليب
-النصر: كيف وجدت قسنطينة بعد أكثر من 20سنة من الغياب؟
-فارس الماشطة: رائعة كما تركتها، بل ازدادت جمالا بالمنشآت الجديدة ومدنها الجديدة، تجولت فيها كالعادة في الصباح الباكر، يحملني الشوق لكل زاوية فيها وطبعا أسرعت لتناول الحمص في أول يوم وصلت فيه.
أنا فخور بتجربتي مع ممثلي مسرح قسنطينة
- سنعيدك إلى الثمانينات و بداية التسعينات لنسألك عن سر تميّز و إبداع المسرحيين الجزائريين في تلك الفترة رغم عدم حيازة معظمهم لشهادات عليا أو متخصصة؟.
- صحيح لم يكن معظم الممثلين المسرحيين لديهم شهادات و لم يتابعوا دراسات عليا أو متخرجين من معاهد للتكوين المتخصص، لكن شغفهم و خبرتهم بفضل التربصات الكثيرة التي استفادوا منها في زمن كان فيه الفعل المسرحي في قمته، حفزهم على الإبداع، و في نظري التكوين الفني يرتكز على الخبرة العملية على الخشبة، لأن النظري رغم أهميته يبقى من شأن النقاد و الدارسين، أما بالنسبة لأبناء الخشبة فهم أبناء الفعل المسرحي، و كنت فخورا بتجربتي مع هذه الكوكبة من الممثلين الذين استفدت منهم كثيرا، كما استفادوا هم أيضا من خبرتي.
- لكن الجيل الجديد لا تنقصه فرص التكوين و التربص، و مع هذا لم يضف أعمالا مميزة للمسرح كما فعل من سبقوه، ما تعليقك؟
- طال غيابي عن قسنطينة التي غادرتها في 1995 نحو هولندا، لذا لا يمكنني الحكم بموضوعية على ما حدث طيلة الفترة الماضية، لكن ما لاحظته عند عودتي و من خلال ورشة التكوين التي نظمها مسرح قسنطينة، ذلك الحماس الكبير لشباب و شابات على مستوى عال من الثقافة و الخبرة المسرحية، لدرجة وجدت أن مهمتي اقتصرت على تثبيت المفاهيم، لأن بعضهم يفعلون أمورا كثيرة و يتقنونها دون معرفة تسميتها، و هو ما ينقصهم لأن الفعل المسرحي تسمية و تثبيت لبعض المفاهيم الأكاديمية.
مستوى مسرح الطفل يبعث على التفاؤل- لماذا في رأيك لم يتمكن مسرح قسنطينة الذي أنجب أسماء لامعة في فترة السبعينات و الثمانينات، من الحفاظ على بريقه و تقديم أسماء أخرى قادرة على استلام المشعل؟
- رغم أن إقامتي بهولندا لم تمكنني من متابعة أخبار المسرح الجزائري عن كثب منذ فترة طويلة، لكن يمكنني الجزم من خلال ما رأيته في فترة قصيرة خلال تواجدي بقسنطينة هذه الأيام ، خاصة في مجال مسرح الطفل الذي وجدت لدى محترفيه فكرا إخراجيا ممتازا، يبعث على التفاؤل صراحة، مقارنة بالمسارح العربية أذكر منها على سبيل المثال المسرح العراقي الذي هو اليوم متوقف تماما.
- لكن ما حدث و يحدث في العراق يبرره عامل اللاإستقرار الأمني و الحروب؟
- توّقف الحركة المسرحية في العراق ليس لها مبررا، لأن المسرح الوطني يحتوي على ما يقارب الألف عامل، بين مخرج وممثل و تقني، و مع هذا لا ينتج، في الوقت الذي يزخر فيه الواقع بمادة دسمة و ملهمة للإبداع و المعالجة، أنا شخصيا وجدت أن المسرح الجزائري و رغم الظروف التي مرت بها البلاد، لا يزال فيه حركة و إشعاع و تفكير و تحضير.
عزوف الجمهور عن حضور العروض المسرحية ظاهرة عالمية
- رغم الموقع الاستراتيجي لمسرح قسنطينة بقلب المدينة يبقى عزوف الجمهور بمن فيهم النخبة على ارتياده مقلقا...
- المشكلة لا تخص الجزائر وحدها، بل المسرح العالمي كله في خطر، بسبب التكنولوجيا الحديثة، فالمشاهد يمكنه تنزيل و متابعة ما يروق ذوقه، دون مغادرة بيته، سواء من الأعمال الكلاسيكية أو الحديثة العالمية و المحلية، و المسرح أمام أسئلة خطيرة فعلا، لولا فكرة العرض الحي بالأعمال الاستعراضية الموسيقية الضخمة التي تجمع بين المسرح و الأوبرا و الفرجة المبهرة و يشارك فيها أكثر من 70ممثلا و كورال ضخم، لاختفى المسرح، فهذه العروض لا زالت تستقطب الجمهور، رغم أسعار تذاكرها الخيالية التي تزيد عن 100 دولار أو 70أورو، و إن كان الأمر يختلف من دولة إلى أخرى، حسب عراقة الحركة المسرحية فيها كفرنسا التي لا يزال قلب أب الفنون ينبض فيها، فيما تحوّلت مسارح هوليوود إلى فضاءات للأعمال الاستعراضية و الكوميديا الموسيقية.
- نفهم من كلامك أن مستقبل المسرح مهدد ولا أمل في استعادة مكانته، أم ثمة حلول يمكن اللجوء إليها لإنقاذه؟
- أشعر بالإحباط عند التفكير في ذلك ، لكن أرى أن ثمة حل قد تكون له نجاعة و يكمن في ضرورة الاهتمام بالطفل لخلق جيل ينتشي بالعرض الحي، و هناك حل آخر، لكنه مكلف جدا و لا يمكن تجسيده إلا إذا تبنته الدولة و هو خروج المسرح و توجهه نحو الجمهور، بدل انتظار قدومه، لكن ذلك سيكون صعبا في الجزائر أمام الظروف المعيشية الصعبة التي يعانيها الكثير من الفنانين، عكس زملائهم في كثير من الدول الأخرى كشمال أوروبا ،مثلا كهولندا و السويد و الدانمارك و غيرها من الدول الإسكندنافية أين يتمتع مبدعوها بنظام اجتماعي خارق للعادة، و هناك حل آخر يقوم على تبني التكنولوجيات العالية في العروض المسرحية.
المسرح الجزائري في مصاف المسارح العالمية
- كناقد مسرحي، أين تصنف المسرح الجزائري؟
-بأسماء مخرجين عمالقة كعبدالقادر علولة وشريف عياد وعزالدين مجوبي والطيب دهيمي ومحمد بن قطاف و بوقرموح وغيرهم ،أراه في مصاف المسارح العالمية.
- كل الأسماء التي ذكرتها من الجيل القديم، أنفهم من كلامك أنه لم يعد كذلك؟
- بالعكس هناك إرادة و اهتمام متزايد بالمسرح في أوساط الشباب و حتى العنصر النسائي، فنحن في عصرنا لم يكن معنا بمسرح قسنطينة سوى يامينة و فاطمة حليلو.
- ميل المسرحيين الجزائريين للاقتباس كان أكبر من النصوص القادمة من أوروبا الشرقية و تفاعل الجمهور معها كان أكبر، رغم فلسفتها العميقة لماذا؟
- عوامل عديدة ساهمت في ذلك، بحكم التوجه السياسي و التركيبة الاجتماعية المتأثرة بالتجربة الاشتراكية، لكن الأمر تغيّر الآن، و اهتمامات الناس لم تعد كما في الأمس و الحياة باتت أكثر تعقيدا و مواضيع جديدة فرضت نفسها.
- ما أكثر شيء أعجبك في تجربتك بالمسرح الجزائري؟
- أفتخر إلى اليوم بتمسك هذا المسرح باستخدام الدارجة الجزائرية في عمليات الاقتباس، و هو ما يعكس علاقته و قربه من الشعب و بالفعل راقني ذلك كثيرا، لأن احتكاكي بالجمهور و الشعب الجزائري عموما، جعلني أوقن بأنه يحتاج إلى الحفاظ على عفويته و تلقائيته، كما في الشارع طبعا مع تهذيب اللغة، كلما تطلب ذلك.
الاستفادة من التكنولوجيا أكبر رهان أمام كتاب النصوص المسرحية
- ماذا عن النصوص المسرحية و الرهانات التي يواجهها المؤلفون اليوم؟
- أكبر رهان هو في معرفة كيفية الاستفادة من التكنولوجيات الحديثة و مواقع التواصل الاجتماعي و التقنيات الجديدة و استغلال الانستغرام و الفايسبوك و اليوتيوب و توظيفها لفائدة المسرح و أنا شخصيا قمت بتجربة أعتبرها ناجحة و قد عرضتها باليابان و تحمل عنوان «صور من العراق»و التي بنيتها على دردشة عبر الويب بين قريبتين هما في الواقع من عائلتي ابنتي زينب و ابنة أخي اللتين كانتا تتحدثان عبر الانترنت، واحدة تنعم بالحياة الهادئة و الأمن و الثانية تعاني تحت الحصار، و هذا ما جسدته و نقلته على الخشبة من خلال شاشة عملاقة كانت تظهر عليها رسائل كل واحدة و كلما انقطع الكهرباء في العراق تحوّل المشهد إلى مشهد داخلي. وقد راقت الفكرة الجمهور الياباني و ثمة من بكوا لشدة التأثر لمأساة العراقيين حينها.
- باعتبارك ناقد، كيف تقرأ واقع الكتابة المسرحية اليوم بالعراق و الوطن العربي عموما؟
- لا بأس بها، لكنها لا تتناسب للأسف مع اسم العراق الكبير و العريق في مجال المسرح، و إن كانت هناك تجارب شابة لا بأس بها، غير أنها لا ترتقي إلى الأسماء القديرة كقاسم محمد.
«الدكترة»جنت على المسرح العراقي
-هل أنت متفائل بعودة المسرح العراقي؟
-لا، لأن هناك ظاهرة بعراق اليوم و التي أراها في تقديري سيئة و المتمثلة في كثرة المعاهد الفنية و كثرة «الدكترة»(الحاصلين على شهادات الدكتوراه) ،ماذا سيقدمه مثلا مائة دكتور للمسرح، فالأفضل توظيف 100ممثل راق . حتى لو انزعج من كلامي الكثيرون، فأنا أجد بأن شهادة الدكتوراه اليوم، تحوّلت إلى مصدر بحث عن الرزق و ليس السعي وراء البحث العلمي المعمق، فما الفائدة من أبحاث لا تخرج من حيّز الجامعة و لا تساهم في تطوّر المسرح و حركيته و لا يكاد يعرف منها إلا القليل جدا، بل بالعكس أهم أسماء الناقدين الفاعلين في هذا المجال لا يحملون شهادة الدكتوراه، و الظاهرة نفسها مسجلة في الجزائر، مثلما بلغني به الزملاء.
واجهت صعوبات في تقديم مسرح يجسد معاناة العراقيين بالمهجر
- كيف تعيش النخبة العراقية بالمهجر مأساة العراق؟
عشنا الموت الكامل و أنا عن نفسي أعيدت لي الحياة في الجزائر، قبل هجرتي إلى هولندا التي رغم إيوائها لما يقارب من 50 ألف عراقي، باعتبار الهجرة كانت كبيرة إلى هذا البلد، وجدت صعوبة في بعث مسرح أصوّر فيه معاناتي ومعاناة أبناء بلدي بالمهجر و أعبر من خلاله عن الشوق للوطن و أرثيه على طريقتي و أعالج ما يحدث به بعين و رؤى مغايرة.
بين مأساة الأمس أو اليوم، الجرح مستمر في نزيفه و ازداد حدة مع داعش أو المسخرة الكبرى التي ساهمت في دخولها دول إقليمية، للقضاء على ما تبقى من الحضارة العراقية، و ذلك من خلال تدمير المعالم الأثرية ،حتى أجمل المساجد و الكنائس تهدم بالموصل، فضلا عن التذبيح و التنكيل باسم الإسلام، الذي لا يمت له هؤلاء المجرمين بصلة، و اعتقال كل الحريات و مساحات التفكير، فاللعبة واضحة و العراق وقع ضحية مؤامرة عالمية و إقليمية، و إلا بما نفسر كل تلك الكوكبة من السيارات ذات الطراز العالي و كل ذلك التنظيم المحكم الذي ظهرت عليه هذه المجموعات الدموية و من ساعدها على دخول العراق؟ أسئلة كثيرة إجاباتها واضحة و بوادر الخيانة فيها جلية، من خلال انسحاب أعضاء الحكومة كالأقزام، ورغم كل ذلك أنا مقتنع بأن هذه اللعبة الساذجة ستنتهي قريبا، و إن حصرت الحديث عن مأساة العراق اليوم مع داعش، فإن ظواهر سلبية كثيرة مثيرة للاستغراب وراء نكبة عراق اليوم.
لم أعان و أسرتي من الإسلاموفوبيا في هولندا
- لماذا حسب رأيك يجد داعش مناصرين له في عديد الدول الإسلامية؟
-من خلال تجربتي في أوروبا و متابعتي للأحداث بنظرة تحليلية على التماس، يمكنني القول بأن المغرمين بهذا الفكر الظلامي هم أشخاص محبطين، عطلة، مرفوضين من المجتمع، فاشلين على كل المستويات حتى العاطفي، مما جعلهم كتلا من العقد استغلها المحنكون في الدراسة النفسية - اجتماعية للفرد في الانتقام من المجتمعات العربية و الإسلامية، في حرب خططت منذ البداية لضرب الحضارات.
- كيف ترى مستقبل المهاجرين في الخارج في ظل تزايد انتشار الإسلاموفوبيا؟
- أظن الأمر يختلف من بلد إلى آخر، فالوضع في فرنسا يختلف عما هو موجود في هولندا التي لا يزيد عدد سكانها عن 16مليون نسمة، و شعبها متسامح و متعايش مع الأجانب و الأقليات و الأديان إلى أبعد الحدود، و أنا شخصيا لم أعان من مشكلة اسمها إسلاموفوبيا، و كل أفراد أسرتي، ابني و ابنتي، متفاعلين في المجتمع الهولندي مثلي تماما حتى إن لم أتمكن من السيطرة على شعوري بألم الغربة و إن لم يشعرني أحد بأنني غريب.
شعرت بأنني «آلان دولان» لدى عودتي إلى قسنطينة
- ألم تفكر في العودة إلى العراق أو الجزائر التي كانت بلدك الثاني بعد مغادرتك لمسقط رأسك؟
- زرت بلدي مرات عديدة في السنوات الأخيرة، لكنني وجدت نفسي منسيا، لأنني غادرت أرضي عام 1979، و لا يعرفني تقريبا إلا البعض من الجيل القديم، صراحة أنا معروف بالمسرح الجزائري أكثر مما أنا عليه بالعراق، و صدقا فكرة الانتقال من بلد إلى آخر، لم تعد تحمسني بعد أن بلغت من العمر عتيا، و باتت لي جذور بالتقادم هناك و صحتي و جسدي لن يسمحا لي بخوض مغامرة جديدة حتى لو كانت عودة إلى بلدان يسري عشقها في دمي. بالمناسبة أشكر كل من احتضنني بمسرح قسنطينة و رحب بعودتي من أبسط تقني، إلى مدير المسرح و الجمهور و الفنانين، شعرت من حفاوة استقبالهم لي و كأنني النجم «آلان ديلون»(يضحك)، صراحة رأيي عن وفاء الجزائريين لن يتغيّر.
- لديك الكثير من المقالات النقدية ألم تفكر في نشرها في مؤلف خاص؟
- كتبت الكثير من المواضيع و المقالات النقدية، و فكرة جمعها و نشرها في كتاب موجودة، لكن الظروف حالت دون ذلك و الحمد لله على نعمة فايسبوك الذي منحنا فرصة النشر و إبداء الرأي و مناقشته مع المهتمين و المختصين، و بالمناسبة أستغل الفرصة لأشكر كل من فتح لي الباب لنشر مقالاتي بجريدة النصر العتيقة في التسعينات، و أخص بالذكر علاوة جروة وهبي والراحل مصطفى نطور، و قد تشرفت بنشر مساهماتي مع الأسماء الإعلامية اللامعة في النصر.
م/ب
فارس الماشطة
مسرحي ناقد عراقي ولد في بابل في الرابع من ديسمبر 1950 أكمل دراسته الثانوية في الإعدادية الشرقية ببغددا عام 1967 تحصل على بكالوريوس رياضيات من كلية العلوم جامعة البصرة بدرجة جيد و ذلك عام 1971.تحصل على دبلوم إخراج و تمثيل من معهد الفنون الجميلة ببغداد بامتياز سنة 1977، عمل مدرسا للرياضيات في ثانويات بغداد و الجزائر ما بين 1971 حتى 1987، عمل مخرجا مسرحيا محترفا في المسرح الجهوي بقسنطينة ما بين 1987 حتى 1992، عمل أستاذا لمادة الإخراج المسرحي بكلية الفنون و الإعلام بجامعة الفاتح بليبيا.مثل في عديد الأعمال المسرحية أبرزها البيانو، عروس بالمزاد و السؤال من إخراج جعفر نيوز، ممثل و مخرج في عديد من الأعمال في الخارج أبرزها «الحكواتي»، «سلام عليكم»، «طقوس بابلية»، «صور من العراق». يقيم منذ 20سنة بهولندا التي هاجر إليها قادما من الجزائر.