محللـون وخـبراء متفـائـلـون بتطـبيق اتفـاق الجـزائـر حـول سـوق الـنـفط
توقع محللون ومختصون في سوق النفط العالمية أن تقوم منظمة الدول المصدرة للنفط « أوبك» بخفض إنتاجها في الاجتماع المقرر نهاية الشهر الجاري في فيينا، تطبيقا للاتفاق المصادق عليه من قبل الأعضاء في الجزائر نهاية شهر سبتمبر الماضي. و حسب سبر للآراء أجرته وكالة الأنباء الأمريكية المختصة في مجال المال والأعمال والاقتصاد «بلومبرغ» شمل 20 محللا وخبيرا في مجال النفط، توقع هؤلاء قيام دول «أوبك» خلال اجتماعها في فيينا في 30 نوفمبر الجاري، بخفض إنتاجها كما اتفق عليه في الجزائر قبل شهرين، وإن تم ذلك فسيكون أول خفض منذ ثماني سنوات.
وفي هذا الصدد أعرب محللو بنك «أمريكا ميريل لينتش» عن ثقتهم في تنفيذ اتفاق الجزائر في الاجتماع المقرر يوم 30 نوفمبر في فيينا من أجل وقف تراجع أسعار الذهب الأسود التي تعرف هبوطا حادا منذ سنتين.
و أشارت وكالة «بلومبرغ» إلى وجود محفزات قوية قد تدفع وزراء النفط للدول الـ14 الأعضاء في الأوبك إلى الالتفاف حول اتفاق الجزائر، و تحديد سقف إنتاجها بين 32.5 و 33 مليون برميل في اليوم من خلال إلغاء إنتاج ما بين مليون أو مليون و 600 ألف برميل في اليوم. وقد التقى 11 وزيرا للنفط ممثلا لأطراف «أوبك « في اجتماع تشاوري غير رسمي لهم في الدوحة أمس في إطار العمل على تجاوز الخلافات في هذا الشأن، و قد مثل الجزائر في هذا الاجتماع وزير الطاقة نور الدين بوطرفة، وقال وزير النفط والصناعة القطري محمد بن صالح السادة أن دولا من خارج أوبك ستشارك في هذا الاجتماع التشاوري غير الرسمي دون أن يذكرها. و أوضح في تصريحات صحفية له في ختام الاجتماع الوزاري الـ 18 للدول المصدرة للغاز أن الهدف من الاجتماع التشاوري غير الرسمي في الدوحة هو التشاور والوصول إلى تفاهم بشأن أوضاع سوق النفط حاليا. من جهته، تحادث وزير الطاقة، نورالدين بوطرفة أول أمس، بالدوحة مع عدد من نظرائه في الدول المصدرة للنفط، منهم الوزير القطري للنفط و الصناعة محمد بن صالح السادة حول آفاق تطبيق اتفاق الجزائر التاريخي الموقع في 28 سبتمبر الماضي، وقد تناول اللقاء السبل الكفيلة بتحقيق توافق بين الدول الأعضاء حيال آلية عادلة ومتزنة ومتساوية تحضيرا للاجتماع الوزاري رقم 171 لندوة منظمة الدول المصدرة للنفط المرتقبة في 30 نوفمبر الجاري بالعاصمة النمساوية. وكان لقاء الجزائر الذي نال موافقة أعضاء أوبك في 28 سبتمبر الماضي قد نص على تحديد سقف لإنتاج أوبك يتراوح بين 32.5 و 33 مليون برميل يوميا بداية من مطلع جانفي من العام المقبل. وبالنسبة للاجتماع الوزاري الـ 18 للدول المصدرة للغاز، فقد اختتمت أشغاله أول أمس، بالعاصمة القطرية الدوحة باعتماد المشاركين استراتيجية طويلة الأمد ونظرة مستقبلية لآفاق سنة 2040، وخلاله تم الاتفاق على تفويض المجلس التنفيذي للمنتدى لوضع خطة عمل للخمسة أعوام المقبلة لتنفيذ الإستراتيجية طويلة المدى التي تحدد الرؤية والمهمة والأهداف الإستراتيجية للمنتدى، حسب ما صرح به وزير الطاقة والصناعة القطري على هامش اللقاء. وقد مثل الجزائر في هذا الاجتماع وزير الطاقة نورالدين بوطرفة الذي أكد دعم الجزائر للإستراتيجية التي وضعها المنتدى على المدى الطويل باعتباره منتدى معترفا به عالميا ويحظى بالمصداقية، ومن شأنه أن يفضي إلى تطابق وجهات النظر ومواقف مشتركة لترقية الغاز الطبيعي كخيار رئيسي في المزج الطاقوي عموما، لكونه غير مضر بالبيئة، وكذا لوفرته و نجاعته أيضا. وقال بوطرفة في هذا الصدد « أنا على يقين أن الدول المنتجة للغاز ستضافر جهودها وستتوصل للسبل والوسائل الكفيلة بالحفاظ على مصالحها المشتركة والجماعية».
إلياس- ب