الجيش لن يخلّ بالدستور و أطراف تنسج أوهاما لضرب سمعة المؤسسة العسكرية
• تماسك وانسجام الجيش حال دون تحقيق مآرب أعداء الجزائر
أكدت مجلة «الجيش» لسان حال المؤسسة العسكرية، بأن الأطراف التي طلبت من الجيش علنا «الإخلال بالدستور»، ليتسنى لها تحقيق ما عجزت عن تحقيقه بالطرق القانونية والديمقراطية، مدفوعة بمصالح ضيقة وشخصية، هي ذاتها التي تميل اليوم لنسج أوهام وقصص تمس بمصداقية الجيش وانضباطه والتزامه بأداء مهامه الدستورية. ودعت إلى جبهة داخلية قوية ومنسجمة وملتفة حول المجهودات التي يبذلها الجيش الوطني الشعبي.
ردت مجلة «الجيش»، بقوة على الأطراف التي دأبت على دعوة الجيش للتدخل مجددا في المجال السياسي وتجاوز مهامه الدستورية، وأكدت هيئة التحرير في مقال تضمنه العدد الأخير لشهر نوفمبر، رفض المؤسسة العسكرية الزجّ بها في صراعات سياسية وشخصية لا تعنيها، وقال كاتب المقال، أن الجيش يصطف اليوم «في صف واحد مع الشعب الجزائري للدفاع عن السيادة والوحدة الوطنية». وأكدت مجلة «الجيش» أن تعميق الوحدة الوطنية وتحقيق الانسجام الوطني للمحافظة على امن واستقرار وتنمية وسيادة الوطن مرهون بالتفاف الشعب بمختلف فئاته وقواته المسلحة حول المجهود الوطني.وتحدثت «الجيش» عن المحاولات المتكررة للزج بالمؤسسة العسكرية في الصراعات الدائرة سياسيا، وقالت أن التلاحم بين الجيش الوطني الشعبي، والشعب الجزائري، والوفاء للوطن، أعمق وأقوى من «أن تهزه أي محاولات يائسة لزرع الفتنة والبلبلة»، وأشارت إلى الأصوات التي تعالت «بالأمس القريب» والمدفوعة من مصالح قالت المجلة أنها «ضيقة» و مصالح «شخصية»، تطالب الجيش علنا بالإخلال بالدستور والقانون ليتسنى لها تحقيق ما عجزت عن تحقيقه بالطرق الدستورية والقانونية.و أكدت بأن كل تلك المحاولات اليائسة «فشلت»، ما دفع تلك الأطراف التي «تميل دائما إلى الاصطياد في المياه العكرة» إلى التعبير عن تخيلاتها وتمنياتها وأوهامها، بخلق ونسج «قصص خيالية تمس بمصداقية و وحدة الجيش وانضباطه والتزامه بأداء مهامه الدستورية. وفي سياق متصل، قالت المجلة، بأن الجيش مدرك أن قوة وتماسك وانسجام تشكيلاته ومؤسساته و وحداته قد حالت دون تحقيق «مآرب أعداء الجزائر وأغراضهم الخبيثة»، لا سيما في هذه الظروف المحفوفة بالمخاطر والتهديدات على مختلف الجبهات، والتي تتطلب التفاف مختلف القوى الوطنية حول المصلحة العليا للوطن.واعتبرت كاتب المقال، بأن الجزائر في حاجة ماسة اليوم، إلى وحدة وطنية صلبة وجبهة داخلية قوية ومنسجمة ومتوافقة وموحدة وملتفة حول المجهودات التي يبذلها الجيش الوطني الشعبي، في سبيل المحافظة على السيادة الوطنية وحماية الحدود ومحاربة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود، مضيفا بأن الجيش وقف سدا منيعا ضد انهيار الدولة بالتعاون مع أبناء الوطن، وأوضح قائلا «لولا المواقف الصارمة والمخلصة والوحدة التي أبداها خلال السنوات الماضية، وبالتعاون مع أبناء الوطن المخلصين، لانهارت الدولة وسقطت الجمهورية تحت ضربات التطرف والإرهاب»، مؤكدا مواصلة الجيش مهامه للقضاء على بقاياه الإجرامية.
وأكدت المجلة، في السياق ذاته، أن الجهود الكبيرة التي يبذلها الجيش في أداء مهامه الدستورية، ودوره الكبير في صون السيادة الوطنية والدفاع عن الوطن والمواطن «لا ينكرها إلا جاحد» في ظل وضع إقليمي ودولي يتسم بعدم الاستقرار. وأضاف كاتب المقال قائلا «ففي الوقت الذي تتعالى فيه بعض الأبواق التي يستهويها التطاول وزرع بذور التفرقة من حين لأخر»، يواصل الجيش تنفيذ مهامه الدستورية بكل عزيمة وثبات وصدوق للحفاظ على السيادة الوطنية والدفاع عن حركة البلاد. واعتبرت أن الاهتمام الذي توليه القيادة العليا للجيش، في ظل دعم رئيس الجمهورية، هو دليل على الحرص الكبير على الحفاظ على الاستعداد الدائم لصد محاولات كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن والمواطن، الذي يبقى الشغل الشاغل للقيادة العسكرية. وأكدت افتتاحية المجلة ، في السياق ذاته، بأن الجزائر اعتمدت على مقاربة أمنية متعددة الأبعاد، في ظل الظروف غير المستقرة والتغييرات الإقليمية والدولية السائدة، وهي مقاربة تعتمد على مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه، وكذا الاهتمام بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية التي تتطلب الأمن والاستقرار، والعمل على أن يسود الانسجام الاجتماعي لتفادي الشروخ الاجتماعية التي تؤدى عادة إلى العنف والتطرف وتصدع الجبهة الداخلية. كما شدّدت عزم الجيش على أداء مهامه الدستورية في حماية السيادة الوطنية والدفاع عن الحدود ومكافحة الإرهاب لتواصل الجزائر مسيرتها التنموية. للإشارة، تضمن العدد الأخير من المجلة، ملحقا خاصا بمناسبة الذكرى الـ 62 لاندلاع الثورة التحريرية.
تحييد 10 إرهابيين وتوقيف 40 عنصر إسناد خلال سبتمبر الماضي
وفيما يتعلق بحصيلة عمل الوحدات الميدانية في مكافحة الإرهاب وأشكال الجريمة لشهر أكتوبر الماضي، تمكنت الوحدات التابعة للجيش من القضاء علي 4 إرهابيين وتوقيف 6 إرهابيين آخرين، و 40 عنصر دعم للجماعات الإرهابية. كما قام أفراد الجيش باكتشاف وتدمير 50 مخبأ لمجموعات إرهابية. كما أوقفت 87 متاجرا بالمخدرات و 226 مهربا و 457 مهاجرا غير شرعي، كما حجزت 1,2 كلغ من الكوكايين و أزيد من 12 ألف كلغ من الكيف المعالج. و فيما يتعلق بالأسلحة، تمّ حجز بندقية رشاشة ورشاش من نوع «بي.تي.كا» ورشاشين ثقيلين من عيار 12,7 مم، و42 بندقية آلية كلاشنيكوف و أسلحة أخرى و 28 قنبلة يدوية ولغم تقليدي الصنع، كما حجزت 17 صاروخا خاصا بالحوامات وسلة لإطلاق الصواريخ، 6 قذائف هاون ومخازن للذخيرة وطلقات من مختلف الأعيرة.
أنيس نواري