إرث إنساني يحتضر في قبو منسي بقسنطينة
بمقر بلدية قسنطينة، داخل سرداب مظلم كان يُعذب فيه الجزائريون وقت الاستعمار، تتكدس أطنان من المجلدات و الكتب العلمية و الأدبية التي يزيد عُمر بعضها عن 400 سنة.. النصر دخلت هذا القبو المنسي الذي يجهل حتى موظفو البلدية الكثير مما يكتنزه، لتكون شاهدة على «مجزرة» لحقت محتويات نادرة وجدناها مدفونة وسط الغبار، و اكتشفنا أن العديد منها تعرّض للتلف و تآكل بفعل الرطوبة و عبث الفئران و الحشرات في صفحاته، التي يبدو أنها لم تُقلّب منذ عقود طويلة.
روبورتاج: ياسمين بوالجدري
أيام قليلة بعد الاحتفال بعيد العلم الموافق لـ 16 أفريل، و في إحدى دورات المجلس الشعبي الولائي المنعقدة سنة 2013، كشف نور الدين بدوي والي قسنطينة آنذاك و وزير الداخلية و الجماعات المحلية الحالي، أن «أطنانا» من كتب العلامة عبد الحميد بن باديس “لا تزال مرمية” بقبو بلدية قسنطينة، حتى أنه ذهب حينها إلى وصف واقع الثقافة بقسنطينة بالمبكي، عندما كانت هذه الولاية قد بدأت لتوّها تحضيرات ماراطونية لاحتضان تظاهرة عاصمة الثقافة العربية.. هي تصريحات اعتُقد، في ذلك الوقت، أنها ستُحّرك مسؤولي البلدية من أجل نفض الغبار عن محتويات هذا القبو، و استغلالها على الأقل لإثراء فعاليات التظاهرة..
بعد انقضاء 7 أشهر عن اختتام التظاهرة و مرور 3 سنوات كاملة على تلك التصريحات، قرّرت النصر دخول ذاك القبو “اللغز”، و قد كان هدفنا في البداية النبش في محتوياته لكي نتأكد إن كانت كتب و مؤلفات العلامة ابن باديس لا تزال مرمية هناك و معرفة ما يوجد بداخله.. اتصلنا بالأمين العام للبلدية قبل ساعات من ترقيته إلى منصب رئيس دائرة بولاية أخرى، و طلبنا منه الترخيص لنا بدخول المكان من أجل إعداد روبورتاج، فوافق دون تردّد و رتّب لنا موعدا مع مسؤول الأرشيف الذي سيحضر خصيصا من ملحقة البلدية بسيدي راشد من أجل مرافقتنا.
طلبة يمزّقون الصفحات من أجل البحوث!
في اليوم المحدد، توجهنا إلى مقر بلدية قسنطينة، تلك البناية الشامخة المُطلّة بهندستها الأوروبية المميزة على شارع زيغود يوسف وسط المدينة، و التي يجهل الكثيرون أنها تخبئ بين أسوارها العتيقة ثروات منسية مهددة بالاندثار.. التقينا هناك بمنير صطيفي رئيس مكتب الأرشيف، و قد تطلّب وصولنا إلى القبو الخروج من البوابة الرئيسية إلى جهة الواجهة اليسرى للبلدية، أين توجد على بعد أمتار قليلة بوابة حديدية صغيرة اضطررنا للإنحاء من أجل دخولها.
عند دخول القبو وجدنا في البداية بهوا ضيّقا جدا، وُضع به مكتب و جرائد قديمة مال لونها للأصفر و بجانبها وثائق لُفّت بالكرتون، فتحنا بعد ذلك بابا آخر أضيق من الأول، لنجد أنفسنا داخل حجرة نزلنا إليها عن طريق الدرج و لا تتعدى مساحتها 15 مترا مربعا.. المكان كان يعج بالكتب التي تم صفّها في رفوف خشبية بشكل منظم و حسب محتواها، و قد أخبرنا مرافقنا أن الحجرة تحتوي على أرشيف قديم لليوميات الوطنية، كالنصر و الشعب و الجمهورية، إضافة إلى الجريدة الرسمية من سنة 1975 حتى 2004، و كذا مجلدات قواميس أغلبها باللغة الفرنسية و بعضها كُتب بالإيطالية، تم جلبها من المكتبة المركزية بالطابق الثاني، بسبب امتلائها هي الأخرى بالكتب.
و رغم التنظيم الذي ميّز المكان، إلا أننا لاحظنا أن هناك كتبا بدأت تتآكل و قد غطى الغبار بعضها.. سألنا مرافقنا عن السبب، فأخبرنا أن نقص الإمكانيات و عدم تطابق المعايير العالمية المعتمدة في حفظ الأرشيف، مع ما هو معمول به بمقر البلدية، أدى إلى تآكل الكتب، خاصة فيما يتعلق بدرجة الرطوبة و الإضاءة، إضافة إلى وجوب استعمال رفوف معدنية و ليس خشبية، لمنع تكاثر الحشرات بين أليافها.
هذه المكتبة الصغيرة كانت مفتوحة للباحثين و الطلبة، لكنها مغلقة منذ عامين بسبب إحالة المسؤول عنها على التقاعد و كذلك نتيجة ما تعرضت له الكتب من إتلاف متعمد من طرف بعض الطلبة، الذين لا يترددون في تقطيع الصفحات و أخذها معهم لاستعمالها في البحوث، عوض نقل ما هو مُدّون عليها، في سلوك غير حضاري لم يجد له الإداريون تفسيرا، ما جعلهم يحرصون على عدم ترك الطلبة بمفردهم يتصفّحون المجلدات.
تعذيب متواصل و الضحية.. كتاب!
علمنا من رئيس مكتب الأرشيف أن هذه الحجرة ليست الوحيدة التي توضع بها الكتب، و بأن هناك غرفا أخرى صغيرة متصلة مع بعضها البعض يُمكن الدخول إليها عن طريق بوابة بداخل هذه الحجرة، فطلبنا منه أن يفتحها لنا حتى نتوغل أكثر في المكان، بمجرد فتح الباب صدمتنا رائحة الرطوبة القوية و رذاذ الغبار المتناثر و كأن تلك الغرفة لم تفتح منذ سنوات طويلة، و قد اكتشفنا بداخلها أعدادا كبيرة من الكتب و المجلدات و المجلات، بعضها كان مرميا أرضا و متناثرا على رفوف تآكلت هي الأخرى، كما أن لون جدران الحجرة مال إلى السواد، فيما يُخيّل لمن يرى السقف أنه سينهار في أية لحظة، بحيث سقطت أجزاء كبيرة منه و اهترأت بفعل التسربات الآتية من أنابيب مياه الصرف الصحي، كما لاحظنا في السقف أعمدة حديدية معقوفة في أسفلها، سألنا مرافقنا عن سبب وجودها هنا، فأخبرنا أنها كانت تستعمل وقت الاستعمار في تعذيب الجزائريين، و يبدو أن ذلك كان يتم بتعليق أجسادهم كما يُفعل بالشاة بعد ذبحها.
في تلك اللحظة، أحسسنا كأن هذا المكان اختير للاستمرار في ممارسة التعذيب، لكن هذه المرة في حق الكتب و ليس البشر، فأينما ولّيت وجهك تجد داخل هذا القبو مجلدات اهترأت أغلفتها و أخرى ممزقة أو مكدسة فوق بعضها البعض، مثلما يُفعل تماما مع النفايات عند إلقائها في سلة المهملات، و يزيد الوضع سوء بالنسبة للكتب الموضوعة في الرفوف السفلية التي تكاد تلامس الأرض و تلك الموضوعة بالأعلى، بسبب تعرضها بشكل أكثر للغبار و المياه.
مُجلّدات يونانية قديمة تتأكل وسط الغبار و الرطوبة
قمنا بأخذ بعض الكتب من الرفوف للاطلاع على مضمونها، و كلما كنا نفعل ذلك كانت كتل الغبار المكدسة عليها تسقط و تتناثر.. الكثير مما وجدنا كان يعود إلى سنوات قليلة بعد الاستعمار الفرنسي، و يتعلق الأمر على وجه الخصوص بالجرائد الرسمية و كتب القانون و الإدارة، التي يبدو أن الفرنسيين تركوها عند خروجهم من الجزائر، قصدا أو عن غير قصد، بهذا المبنى الذي بناه الاستعمار و سماه “أوتيل دو فيل” أو “دار البلدية”.
وجدنا مجلدا كان غلافه قد اهترأ و انفصل عن الكتاب تقريبا، أما صفحاته فقد اصفرت و تمزقت أجزاء منها، عند فتحه تفاجأنا بأنه عبارة عن معجم لاتيني- إغريقي كُتب سنة 1552 و يتألف من قرابة ألف صفحة، حيث رُسم في صحفته الأولى رمز يتوسطه صليب أحيط بعبارة كانت مُدونة باللغة اللاتينية و تعني “بهذا الرمز سوف تنتصر”، و هي جملة يقول المؤرخون أن الإمبراطور قسطنطين الأول كان يستعملها، لتصبح فيما بعد رمزا للجمهورية الثانية بفرنسا، عندما أصبح نابوليون بونابارت إمبراطورا عليها سنة 1852.
وجدنا أيضا مُجلّدا كبيرا وضعيته لم تكن أسوأ من الذي قبله، حيث كُتب أيضا باللغة اللاتينية و عنوانه “أرتيس ميديكيناليس» التي تعني “فن الطب” و هو عبارة عن موسوعة مُدعّمة برسومات للأدوات التي كانت تستعمل في الجراحة و الطب، و يبدو حسب الرموز المدونة عليها أنها تعود إلى القرن السادس عشر..
في كل مرة نفتح فيها كتابا و نُقلّب أوراقه، كانت الدهشة تتملّكنا أكثر لمحتواه الذي قد لا نجده في كبرى جامعات الوطن و ربما في دول أوروبية.. لم نكن نصدق أن بين أيدينا كنوزا تاريخية تُركت للإهمال بهذا الشكل، حتى أننا وجدنا حشرات العنكبوت قد عششت في المكان و بين الصفحات، و قد تفاجأنا أكثر عندما أخبرنا رئيس مكتب الأرشيف، أنه يطلع لأول مرة على هذه الكتب القيّمة، التي وجدنا بينها أيضا مجلدات قديمة جدا حول حملات نابليون بونابارت و أخرى تتحدث عن الحضارة المصرية.
العنكبوت يعشش بين الرفوف
خلال تفحصنا لمحتويات القبو، لاحظنا كرتونا من الحجم الكبير مرميا في الأرض و قد اسود لونه و تلف تقريبا، اعتقدنا للوهلة الأولى أنه ألقي أرضا لعدم الحاجة إليه، لنكتشف عند رفعه أنه غلاف مجلد كبير الحجم كان تحته مجلد آخر، انتشلناهما بصعوبة بعد أن التصقا بالأرضية، و تبين لنا أن أحدهما عبارة عن موسوعة قديمة جدا يبدو أنها سقطت من الرف أين توجد موسوعات بنفس الشكل و الحجم، لكنها لم تُرفع و تُركت للحشرات و الفئران لتعبث في أوراقها، حيث تبين لنا أن الموسوعة تختص في علم النبات و الحشرات حسب الرسومات القليلة التي تمكنا من معاينتها، بعد أن اسودّ لون الصفحات و تآكل نصفها تقريبا، فيما كان المجلد الآخر أسوأ حالا، حيث تلف بشكل شبه كلي و كأنه استُعمل كمنشفة في تنظيف المكان.
في نهاية القبو كانت هناك حجرة صغيرة و مظلمة اضطرنا للاستعانة بضوء الهاتف النقال لرؤية ما بداخلها، لأن المصباح تلف منذ مدة و لم يتم إصلاحه، فربما ظن القائمون على المكان أن ليس هناك حاجة للأضواء من أجل إنارة كتب اعتُقد أنها انطفأت بوضعها في القبو.. مظاهر العشوائية كانت أكبر بكثير مما شاهدناه من قبل، فقد وجدنا لفائف جرائد و كتبا و مجلات مبعثرة أرضا، فيما كانت الحشرات قد التهمت جزءا كبيرا من ورق الكتب التي كانت موضوعة في رفوف اهترأت هي الأخرى و غطاها الغبار، حيث كان معظمها في مجالات القوانين و الحقوق و المواثيق المعمول بها قبل قرون، إضافة إلى كتب قديمة في السياسة مكتوب أغلبها باللغة الفرنسية و بعضها بالعربية و اللغات الآسياوية، إضافة إلى روايات بلغة موليير.
رئيس مكتب الأرشيف ببلدية قسنطينة
عامان آخران و تختفي هذه الكتب و إخراجها من القبو ضروري
رئيس مكتب الأرشيف قال أن كل هذه المحتويات قد تختفي و تتلاشى تدريجيا إذا تُركت على هذا الحال لسنتين أخريين، لأن الصفحات متكونة من مادة السيليلوز و حمض كيميائي يؤدي مع الوقت إلى تآكل الورق، حيث يصفرّ لونه ثم يجفّ، ما يؤدي إلى تكسّره ثم تلفه، سألنا مرافقنا عن سبب هذه الوضعية الكارثية و لم تُركت الأمور لتصل إلى هذا الحد، فأخبرنا أنه سبق له أن تحدث مع الأمين العام للبلدية السابق في هذا الشأن، و طلب منه تحويل كل هذا الأرشيف إلى مكان آخر مناسب أكثر، فحتى تنظيفه و تنظيمه مرة أخرى داخل القبو لن يكون مناسبا، بسبب شدة الرطوبة بالمكان و ضيقه، لكن الفكرة لم تتجسد، خاصة بعد تحويل الأمين العام إلى منصب رئيس دائرة بولاية أخرى، مضيفا أن نقص الإمكانيات و الموظفين زاد من تأزم الوضع، حيث أن أغلب العمال استُعين بهم في الأرشيف الإداري الذي يتطلب لوحده جهدا كبيرا، و هو وضع جعله غير مطّلع على محتوى 30 بالمائة من الكتب الموجودة بالقبو، لعدم جردها و غياب مختصين للقيام بذلك في السنوات الماضية. خرجنا من القبو بمشاعر امتزجت فيها الحسرة بالدهشة، إلى درجة أننا لم ننتبه للغبار و الأوساخ التي ملأت ثيابنا و يدينا و نحن نُقلب الكتب وسط كل ذلك الزخم العلمي، و بالرغم من عدم العثور على كتب ابن باديس التي سمعنا عنها قبل سنوات، و لم نعرف إلى أين أخذت، إلا أننا اكتشفنا كنورا أخرى قد لا تقل أهمية عما كنا نبحث عنه.. كنوز لم يُرد لها أن تخرج للنور و تُركت للإهمال في مدينة العلم و العلماء التي احتضنت قبل أشهر حدثا ثقافيا عربيا، و التي تضم عدة جامعات كان من المفترض الاستعانة بأساتذتها من أجل انتشال تلك الكتب و استغلالها، أو على الأقل تحويلها إلى المكتبات الجامعية لكي يستفيد منها الطلبة..ما شاهدناه جعلنا نتساءل عن سبب هذه “الجريمة» الثقافية و التاريخية التي ارتكبت في حق إرث إنساني كان يُفترض أن يُحفظ لُتنقل معارفه للأجيال القادمة، و هو سؤال قد لا يعرف إجابته إلا الأميار المتعاقبون على بلدية قسنطينة طيلة العقود الماضية.
الخبير الدولي و المدير السابق للأرشيف الوطني عبد الكريم بجاجة للنصر
أعددت تقريرا عن وضعية الأرشيف ببلدية قسنطينة قبل 20 سنة و هذه شروط حفظه
علمنا خلال إجراء الروبورتاج أن المدير السابق لأرشيف ولاية قسنطينة عبد الكريم بجاجة، أعدّ تقريرا مفصلا عن وضعية أرشيف البلدية في بداية التسعينيات، حيث رفعه آنذاك للإدارة و تضمّن نصائح و توجيهات مهمة حول كيفية الحفظ، لكن هذه الوثيقة ظلت حبيسة الأدراج و لم نتمكن حتى من الإطلاع عليها، و يبدو أن مصيرها لم يختلف كثيرا عما وقع للكتب المكدسة اليوم بقبو البلدية.
اتصلنا بالسيد عبد الكريم بجاجة الخبير الدولي في الأرشيف بالإمارات العربية المتحدة و المدير السابق للأرشيف الوطني الذي عمل لأزيد من 17 سنة بولاية قسنطينة، حيث أخبرنا أن كل ما يمكنه قوله في هذه القضية، أنه قام بدورة استطلاعية سنة 1990، قصد تقييم وضع الأرشيف في البلدية و فروعها العشرة، مضيفا أن هذه التقارير يُفترض أنها موجودة في البلدية أو أرشيف الولاية، حاولنا أن نعرف منه مضمون هذه التقارير، لكنه أخبرنا أن وقت طويلا جدا مرّ على إعدادها و لا يمكن تذكّر كل تفاصيلها، خاصة أنه غادر منصبه في قسنطينة سنة 1991.
السيد بجاجة قال أن حفظ الأرشيف بصفة عامة يجب أن يكون وفق المعايير المعمول بها عالميا، باعتماد نظام جديد يشمل خاصة المعالجة العلمية للأرشيف و نقله من مكان إلى آخر، إلى جانب إنجاز القائمة الشاملة للأرشيف المُنتَج في جميع الإدارات و إيقاف الإرسال غير المنظم للوثائق و المستندات بغرض حفظها بالمستودعات، و ذلك بوضعها بشكل مرتب داخل العلب و تحرير جدول تحويل المحتويات و تعبئة الملصق الخاص بقسم الأرشيف و كذا إلصاقه في الوجه الأمامي لكل علبة، مع تعيين منسق من كل إدارة للتواصل مع إدارة الأرشيف المركزي، و عدم قبول أي أرشيف لم يستوف شروط التحويل و الحفظ.
و يوصي الخبير فيما يتعلق بالمعالجة العلمية للأرشيف بمجموعة من التدابير، من بينها رفعه منً فوق الأرض و وضعه في رفوف حديدية، و معالجة المبعثر الذي يُصعب تمييزه حسب المصدر لكونه مختلطاً، لذا فإنه من الأفضل استعمال طريقة تناسب الوضع بترقيم أولي للوحدات الأرشيفية (ملف، حافظة، علبة) بِغَضِّ النظر عن المحتوى أو المصدر، ثم جمع البيانات في الكمبيوتر حسب التصنيف.
و يضيف السيد بجاجة أنه من الضروري إنجاز القائمة الشاملة للأرشيف المُنتَج في جميع الإدارات، بتحديد مدة حفظ الأرشيف، للتمكن من اتخاذ القرار المناسب فيما يتعلق بالمصير النهائي للوثائق، و لهذا الغرض تنطلق العملية، يضيف محدثنا، بإنجاز القائمة الشاملة للأرشيف المُنتَج في جميع الإدارات العامة و فروع المؤسسة، ثَمَّ تحدد مدة الحفظ أثناء المراحل أو الأعمار الثلاثة للأرشيف، و التي يخص عمرها الثالث الأرشيف الذي يزيد عمره عن 10 سنوات.