سكــان وادي الزناتــي في قالمة يخرجــون إلى الشــارع لمواجهــة مآســي المــرور
خرجت منظمات الشباب و الجمعيات الرياضية و الكشافة الإسلامية و الشرطة إلى شوارع مدينة وادي الزناتي أمس الأحد، في تظاهرة كبرى للتنديد بإرهاب الطرقات و التصدي له. و ناشدوا السائقين التعقل و الانصياع لقانون المرور لوقف مآسي إرهاب الطرقات الذي يحزن المنطقة كل يوم و يخلف خسائر بشرية و مادية ثقيلة.
وقد تجمع حشد كبير من المواطنين تتقدمهم الشرطة و الشباب و تلاميذ المدارس بنقطة التقاء الطريقين الوطنيين 20 و 102 أمام محطة المسافرين الواقعة بالضاحية الجنوبية مدينة وادي الزناتي و رفعوا شعارات تندد بجرائم المرور و تدعو مستعملي الطريق من سائقين و راجلين إلى التعقل و احترام القانون و تحمل المسؤولية، بعد أن وصل مؤشر حوادث السير بالمنطقة إلى الخط الأحمر رغم الإجراءات الصارمة التي تقوم بها مصالح الدرك الوطني و الشرطة على مدار الساعة تقريبا. وقد انتشرت الشرطة و شباب الجمعيات و منظمات المجتمع المدني بنقطة التقاء الطريقين الوطنيين 20 و 102 لتوزيع المطويات و التحدث مع السائقين حول أسباب حوادث السير وسبل الوقاية منها، وتشكلت طوابير طويلة من المركبات عند المداخل الرئيسية للمدينة تنتظر عبور موقع التجمع لاستلام مطبوعات تتحدث عن الحوادث المأساوية و قوانين المرور و تدعو مستعملي الطرقات إلى تحمل المسؤولية و المساهمة في التخفيف من العبء الثقيل على المجتمع و الاقتصاد الوطني. و قال رئيس الأكاديمية الولائية للشباب بقالمة عبد الحق تاجوري، التي دعت إلى دق ناقوس الخطر و الخروج إلى الشارع لمواجهة الوضع، بأنه حان الوقت ليتحمل الجميع مسؤولية ما يحدث على الطرقات، مؤكدا بأنه لا يمكن ترك الشرطة و الدرك الوطني لوحدهما يواجهان إرهاب الطرقات المتصاعد، و دعا المنظمات الشبابية و جمعيات المجتمع المدني إلى الانخراط في المسعى الوطني الرامي إلى مواجهة الخطر و التصدي لجنوح السائقين المتهورين و إجبارهم على الاحتكام إلى العقل قبل القانون، و وضع حد للمجازر الرهيبة التي تعرفها طرقات المنطقة في السنوات الأخيرة.
وتعرف منطقة وادي الزناتي ضغطا مروريا كثيفا على مدار الساعة حيث تعبرها 3 طرقات وطنية كبرى هي الوطني 20 المؤدي إلى قسنطينة و الوطني 102 المؤدي إلى أم البواقي والوطني 81 المؤدي إلى عين مخلوف و سوق أهراس. و تقع حوادث مرور مميتة باستمرار على هذه الطرقات كان آخرها حادث على الطريق الوطني 20 عند مدخل مدينة وادي الزناتي، خلف قتيلا و جريحا قبل الأسبوع الماضي. و قال سائقو سيارات وحافلات و شاحنات الوزن الثقيل الذين عبروا المنطقة نهار أمس و توقفوا بموقع التجمع أنهم يشعرون فعلا بالمسؤولية الثقيلة، مؤكدين بأن حملات التحسيس المكثفة التي تقوم بها الجمعيات و الشرطة و الدرك و الحماية المدنية بدأت تعطي نتائج في الميدان، و قد بدأوا يشعرون أن احترام قانون المرور أصبح واقعا ملموسا في يومياتهم رغم ما يتسبب فيه بعض المتهورين من مآس بين حين و آخر.
فريد.غ