وعدت الضحية بتزويجها من مغترب وسلبتها أكثـر من نصف مليار
أصدرت في ساعة متأخرة من مساء أول أمس محكمة الجنح الابتدائية بالقل، حكما يقضي بإدانة مساعدة مربية بمدرسة صغار الصم والبكم ، و معاقبتها بسنتين حبسا نافذا وغرامة مالية بقيمة 200 ألف دج على خلفية متابعتها بتهمة النصب، ويتعلق بالأمر بالمسماة (ح.ب) 44سنة أم لـ 4 أولاد ،قامت بالنصب على زميلتها أستاذة بالأقسام المدمجة بذات المدرسة المسماة ( م.ل ) 40 سنة، حيث وعدتها بتزويجها من إطار في الجيش متقاعد برتبة عقيد، يقيم بفرنسا ويملك مصانع حلويات.
المتهمة أوهمت زميلتها الضحية أن خالة الزوج المزعوم تقيم بمدينة عنابة هي التي طلبت منها البحث عن امرأة متدينة، فلم تجد ما يناسب طلبها سوى الضحية، وبدأت تنسج خيوط عملية النصب بقيام سيدة تدعي عائشة قدمت نفسها أنها الخالة، وأجرت مع الضحية العديد من المكالمات الهاتفية، كما تكلمت معها فتاة تدعي سهيلة على أساس أنها ابنة الخالة، وطلبت من الضحية مبلغ 30 ألف دج، ثم طلبت عائشة أم سهيلة مبلغ 80 ألف دج على أساس أنها مقبلة على إجراء عملية جراحية مستعجلة.
وتواصل مسلسل النصب بإخراج متقن أمام سذاجة الضحية التي تشبثت بخيط الأمل في الزواج، خاصة وأنها أصبحت متقدمة في السن، حيث اتصل الخطيب المزعوم بالضحية هاتفيا، وادعى أنه في ضائقة مالية خانقة وطلب منها إرسال المبلغ للمسماة عائشة، لتضطر الضحية لبيع مجوهراتها بقيمة 120 مليون سنتيم.
مسلسل النصب الذي بدأ منذ 5 سنوات، تواصل بعدما طلبت الضحية من زميلتها رؤية الخطيب المزعوم وقالت لها أنه يأتي عن قريب إلى الجزائر، وفعلا اتصل الخطيب من الجزائر العاصمة مدعيا أنه تعرض لحادثة اعتداء وسرقة كل أغراضه وهو في طريقه نحو أحد الفنادق وضاع منه جواز سفره ومبالغ مالية بالأورو، كما تعرض لإصابة على مستوى الرأس تسببت له في نزيف وهو في المستشفى ويحتاج إلى عملية جراحية، لتكلمها بعدها سيدة تدعى الطاوس قدمت نفسها على أساس أنها زوجة صديق الخطيب المزعوم، وأن الخطيب المنتظر بحاجة لمبالغ مالية معتبرة من أجل إجراء عملية جراحية دقيقة على الدماغ ،وأقنعتها بدفع مبلغ 40 ميلون سنتم، ثم 35مليون سنتيم ثم 40 مليون ثم 20مليون على فترات، في الوقت الذي عاود فيه الخطيب المزعوم الاتصال بالضحية، وأكد أنه عاد إلى فرنسا مباشرة بعد الحادثة من أجل العلاج وأن حالته تزداد سوء من يوم إلى لآخر.
ومن أجل إقناعها بأنه يتابع العلاج ، قدم لها سيدة تدعي أنها الطبيبة المعالجة وهي ألمانية الجنسية وأقنعها بإرسال مبلغ بقيمة 100 مليون أخرى قامت الضحية باقتراضه من زملائها.
بعد تفطن الضحية للمؤامرة ، وبما أنها لم تتعرف على جميع من اتصلوا بها ، حيث كانت جميع الإتصالات معهم تتم بأرقام هواتف مجهولة، طلبت من زميلتها المتهمة بإيصالها إلى عند خالة الخطيب المزعوم في عنابة، و تفاجأت بالرد عليها أنها توفيت وكذا ابنتها سهيلة و الطاوس توفوا جميعا والخطيب موجود في فرنسا.
وهو ما جعل الضحية تكشف عملية النصب، ومن هول الصدمة حاولت في البداية الانتحار ،حيث وجدت نفسها مدانة بمبالغ مالية ضخمة مقابل عدة سنوات من متابعة الأوهام ، قبل أن تتقدم بشكوى .
أثناء جلسة المحاكمة لم تنكر المتهمة أنها قامت بالسعي لتزويج الضحية و ربطت اتصالها أول الأمر، لكنها أنكرت علمها و تورطها في تفاصيل عملية النصب.
بوزيد مخبي