فؤاد فيلالي أستاذ التكنولوجيا الذي أصبح ساحرا عالميا
فؤاد فيلالي جزائري مقيم في كندا رئيس جمعية «بلا حدود سحر»، التي تم إنشاؤها في سنة 2000 والمهتمة بعالم ألعاب الخفة والحركات السحرية الفنية والتي تجوب العالم في المهرجانات الدولية، قدم لقسنطينة ضمن تظاهرة أيام ألعاب الخفة العالمية في طبعتها الخامسة.
ابن مدينة عزابة الذي درس مادة التكنولوجيا في ثانويات الجزائر لينتقل بعدها إلى كندا في بداية التسعينات، حيث كان مولعا بعالم ألعاب الخفة منذ صغره، لكن ما جعله يتخلى عن حلمه هو انعدام مدارس في الجزائر تهتم بهذا النوع من الألعاب، بالإضافة إلى الصورة النمطية والسيئة عن الساحر باعتباره مشعوذا ودجالا و يتعامل مع الجن.
فؤاد فيلالي يرى بأن عالم الخفة، عالما مليئا بالحسابات والأرقام والقياسات حيث يلتقي كثيرا مع الرياضيات ومادة التكنولوجيا، لكنه يتطلب الكثير من التمرين المرهق و قوة الصبر لأجل إتقان لعبة الخفة، الشيء الذي دفعه للجمع بين التدريس و تعلّم ألعاب الخفة حين هجر إلى كندا.
و اعتبر فؤاد فيلالي، ألعاب الخفة، الفن الوحيد الذي تتفق عليه العائلة، و يجمع أذواق أفرادها «لو ذهبنا مثلا لعالم الأغاني سنجد الأذواق تختلف، فهناك من يحب المالوف وهناك من يحب الحوزي لكن في عالم ألعاب الخفة تتفق الأذواق وتجتمع من أجل الضحك والمتعة والاستغراب هذا هو العالم الأساسي الذي جعل ألعاب الخفة تتنوع في العالم وتصبح من أكثر الأمور استقطابا للعائلات في أي بلد».
لاعب الخفة العالمي فؤاد فيلالي تطرّق للتغيرات التي لاحظها في جولته الأخيرة بالجزائر، كنظرة الناس للاعب الخفة التي لم تعد نفسها كما كانت منذ سنوات، فقاعات العروض باتت تمتلئ عن أخرها ويتفاعل الجمهور بشكل كبير مع العروض السحرية وهو ما أثار إعجاب السحرة الذين أتوا ضمن الطبعة الخامسة لألعاب الخفة، حيث تفاجأوا من درجة انبهار الجمهور وردة فعلهم غير المتوقعة بعد كل حركة يقوم بها الساحر.
وفي حديثه عن درجة صعوبة أعمال الخفة، قال محدثنا بأن لحظة من المرح يستمتع بها الجمهور تحتاج سنوات طويلة لإتقانها، باعتبارها فن صعب الميراس وهو ما جعل أطباء ودارسي البيلوجيا يهتمون بعيّنة مشاهد ألعاب الخفة أين يدرسون تأثيرها على المخ ، خاصة حين لا يمكن تتبع سرعة الحركة التي يقوم بها الساحر وهو ما جعل العلماء يركزون أبحاثهم أكثر على هذا الجانب في دراسة احتماليات الخطأ التي يفرزها مخ الإنسان.
فؤاد فيلالي لم يتفاءل بتكوين مدرسة أو معهد لألعاب الخفة في الجزائر، نظرا لما يتطلبه ذلك من إمكانيات مالية كبيرة جدا و ضرورة استقدام سحرة كبار للإشراف على التكوين في المعهد وهو ما يراه صعبا في المرحلة الحالية، آسرا بأنه فكر في الموضوع في وقت مضى ، لكنه لم يتمكن من تحقيق مشروعه، و هو اليوم يعوّل على الجولات التي يقوم بها حاليا في الجزائر لجعل الجمهور الجزائري أكثر احتكاك بهذا النوع من الفن، لتكون له قبولية ورغبة في تعلمه إذا توفرت معاهد مختصة في ذلك.
حمزة.د