انتقد الشاعر الجزائري عمر أزراج مناهج التعليم الجزائرية، لأنها تلقن ،حسبه، للتلاميذ قصائد لشعراء تقلديين و غير معاصرين، متهما إياها بتوسيع الفجوة ما بين الجيل الجديد و الشعر و الشعراء.
الكاتب اعتبر القصائد التي تدرس في المناهج التعليمية الجزائرية لا تسمح بقيام صداقة ما بين القارئ و الشاعر، فهي ، كما أكد ، تنفر من الشعر بطريقة غير مباشرة، خاصة حين يتم التمادي في تدريس قصائد شعراء تقلديين مر على حياتهم قرون، و يتم تجاهل الشعر المعاصر الذي يهتم بالحياة الراهنة و يشرح مشاكلها.
الشاعر اعترف للنصر بأن الشعر لا يملك القدرة على التغيير من اللحظة، لكن لديه القدرة على إعادة صياغة الحياة بشكل مختلف، حيث اعتبر أن الشعر هو ابن التاريخ و ابن مجتمعه، أين يقوم بعملية تطهير الذات و يوسع فضاء الحياة التي يعيشها الفرد، فالتغيير يتم باللغة، ويقصد عمر أزراج، باستعمال اللغة طريقة التعبير عن الإحساس باستعمال الرموز.
وفي حديثه عن وظيفة الشعر تطرق أزراج لحواره مع الشاعر العالمي الكبير رسول حمزتوف، حيث أخبره هذا الأخير بأن وظيفة الشاعر أن يهاجم الشر، حيثما هو موجود وأن يقود الأجيال لما هو أجمل وأكثر صدقا. إذ اعتبر ابن مدينة تيزي وزو ، بأن الشعر الذي لا يؤسس لخيال جديد و يطمح لخلق الجمال و يقف في وجه العراقيل هو شعر زائل.واعتبر بأن الكتابة لجمهور لا يقرأ ، أحد أهم الأسباب التي جعلته يؤمن بالكتابة اليومية في الصحف و المجلات الثقافية فحسب. محدثنا قال أن لديه أكثر من 20 كتابا جاهزا للطبع ، يتنوع ما بين الترجمات و الشعر و المقالات المجموعة ،لكنه لا يرى جدوى من طباعتها، نظرا لعدم فاعلية الكتاب في الوقت الحاضر في ظل انخفاض معدل المقروئية بشكل كبير.و ذكر الشاعر أسبابا أخرى لعزوفه عن نشر مؤلفاته الأخيرة بقوله أن الكتاب في الجزائر يموت مباشرة بعد صدوره، إذ لا ترافقه حركة نقدية، أو تفتح من أجله مناقشات مبينة على قراءات عميقة ، مضيفا بأن الجامعة الجزائرية طيلة 30 سنة، لم تتمكن من خلق حركة نقدية حقيقية، وما يتم خلال معظم الملتقيات الأدبية لا يمت للنقد المعاصر بصلة. كما انتقد في سياق حديثه ما تقوم به مديريات الثقافة و الجمعيات الثقافية الجزائرية حيث قال عنها بأنها تمارس” استباقا محموما على اللاشيء”.و هو ما جعلها تتراجع عن مهمتها الأساسية، و قارن ما بين جمعية الجاحظية حين كان يترأسها الكاتب الطاهر وطار، وما تقوم به حاليا من انطواء على نفسها و ابتعاد عن الأدب وأهله.
و من جهة أخرى، تحدث أزراج عن سلطة وسائل الإعلام الجزائرية التي تنكرت ،حسبه ، للشعر والشعراء و أضحت تهتم ب”المعوزين روحيا” على حساب مفكريها وكتابها، فنادرا ما تنشر الصحف الوطنية شعرا،في حين تملأ صفحات بالمواضيع الشعبوية والسطحية.
“بلداننا لا نخشى عليها من المواهب، بل نخشى عليها من الفاشلين.” بهذه الجملة عبر عمر أزراج عن احباطه الكبير من الوضع الثقافي بالجزائر ،حيث وصف الممسكين بزمام الثقافة بالشعراء الفاشلين ، الذين لم يتمكنوا من النجاح على مستوى الشعر والأدب فانتقلوا إلى إدارة الثقافة في بلادنا ،وهو ما أثر على ذلك بشكل كبير ،حيث أضحت الحياة الثقافية ثقيلة جدا، حسب محدثنا.
حمزة.د