الفن لا يضمن لقمة العيش والحاجة أجبرتني على الغناء في «الكابريهات»
فتح الشباب زينو العنابي النار على مطربي “الفايسبوك” و”اليوتوب” الذين اتهمهم بالتضييق على الفنانين الذين يجتهدون في إصدار الألبومات بما يتطلب ذلك من جهد وإمكانات مادية، مطالبا الجهات الوصية بضرورة التدخل في أسرع وقت، للحد من هذه الظاهرة التي أثرت بشكل مباشر على المنتوج الفني الراقي والنظيف.
الشباب زينو الذي عرف بأغنية “عندي واحدة يسموها لالا” يعتبر أن أداء الأغاني بألفاظ سوقية لا يؤدي حتما إلى الشهرة، والبقاء في الساحة، ضاربا المثل بمعشوق الشبان “كادير الجابوني” الذي مازال يصدح صوته في الساحة الفنية منذ سنوات، مؤكدا على أن الفنان لا يمكن له العيش بفنه النظيف.
أنا في صحة جيدة وكل أموري تسير على أحسن ما يرام، أنا بصدد التحضير لعديد الأعمال الفنية، خاصة وأن سنة 2015 ستكون مليئة بالمناسبات، ولعل أبرزها التظاهرة التي ستحتضنها قسنطينة في الأسابيع القادمة، دون أن ننسى الموسم الصيفي الذي يقترب، والذي تعرف فيه نشاطات الفنان ازدهارا أكبر، بالنظر إلى كثرة الأعراس والحفلات.
لا أبدا... نجاحي لم يتوقف عند هذه الأغنية، رغم أنها من عرفت الجمهور بي وجعلت اسمي موجودا في الساحة الفنية، حيث حفظها الجميع عن ظهر قلب، بدليل أنني أتفاجأ بترديدها معي أينما تواجدت، سواء داخل الوطن أو خارجه، كما أن نجاحها الكبير جعل العديد من الفنانين يعيدون غنائها، هذه الأغنية خاصة بالنسبة لي، وهي الأقرب إلى قلبي رغم تأديتي لعديد الأغاني الجيدة، والتي لاقت إعجاب جمهوري.
نجاحي لم يتوقف عند أغنية “ عندي واحدة يسموها لالا” فقط، بل أديت العديد من الأغاني المميزة التي تفاعل معها الجمهور في كامل التراب الوطني، في صورة “توحشتك وتوحشت حنانتك”، وما نستحق والو، عشقها راه قتلني، راكي مكلاسيا لاميور، وأوبليجي ننساك، وغيرها من الأغاني الأخرى، ولكن الجمهور يحتفظ لك دوما بالأغنية التي حققت النجاح الأكبر، وهو ما حدث مع عدة مطربين، في صورة الشابة يمينة التي نجحت بأغنية “ عينيك يا عينيك”، وزميلي سليم الشاوي بأغنية “ زوالي وفحل”، والأمثلة كثيرة ومتنوعة، حيث تجد اسم الفنان يرتبط دوما بالأغنية التي حققت التفاعل الأكبر.
لا يجب أن تكون من سطيف أو باتنة حتى تنجح في النوع السطايفي والشاوي، أنا منذ صغري معجب بهذا النوع، ولقد اخترته عن رغبة وحب كبيرين، صحيح أن هناك العديد من الطبوع التي تميز الجهة الشرقية من البلاد، في صورة المالوف والقصبة والعيساوة، ولكن الأغنية السطايفية تعد الأكثر رواجا وطلبا في الفترة الحالية، ما جعلني أختار امتهانها، رغم أني أتقن غناء الراي والمالوف، بدليل أني ألبي رغبات جمهوري بما يريد في الحفلات والأعراس.
الأغنية الجزائرية تتجه نحو مصير مجهول، بالنظر إلى تراجعها الرهيب في السنوات الأخيرة، حيث أصبح المطرب الجزائري يتخبط في دوامة مشاكل كبيرة، ما انعكس بالسلب على نوعية المادة التي يقدمها للمستمعين، لقد بتنا نقف على رداءة كبيرة قد يدفع المجتمع الجزائري ثمنها غاليا، سيما إذا ما ظلت وزارة الثقافة مكتوفة الأيدي.
أظن أن غياب الرقابة من الوزارة الوصية قد سمح لعديد الدخلاء بالتفنن في تقديم الرذيلة للجمهور، لقد أصبح الغناء مهنة من لا مهنة له، خاصة وأننا أصبحنا ننام ونستيقظ كل يوم على مطرب جديد، يجب على وزارة الثقافة أن تضرب بيد من حديد، وتوقف هذه المهزلة التي تحدث على مستوى الساحة الغنائية، سيما وأنها أثرت على الفنان النظيف والحقيقي، وجعلته في ضائقة، ولن يستطيع الصمود حتما لو تظل مثل هذه الظروف موجودة.
هناك العديد من المغنيين استغلوا “الفايسبوك” و”اليوتوب” بشكل جيد، وصنعوا أسماء لهم في الساحة الغنائية، ما جعل الفنان الحقيقي يتخبط في مشاكل كبيرة، حيث أصبح الإنتاج راكدا، خاصة في ظل إغلاق العديد من مؤسسات الإنتاج، ويبدو أن الأمور مرشحة للتأزم بشكل أكبر في المستقبل، سيما لو تظل الوزارة الوصية تتفرج، بالنظر إلى أن هؤلاء الذين يتألقون في الوقت الحالي يستغلون تجاوب الجمهور من أجل إيصال رسائل سيئة للغاية.
أجل الأغاني الرديئة والنصوص الغنائية غير النظيفة تنامت بشكل غير معقول، وأصبح لديها تجاوب كبير من الجمهور، سيما فئة الشبان الذين لم تتعد أعمارهم الـ20، هؤلاء ممن يقولون بأنهم مغنيون يستغلون “الروبوتيك” ومختلف آلات تعديل الصوت وضبطه من أجل التجارة والبحث عن الأموال، ولا يهمهم المجتمع في شيء، حتى ولو كانوا يسوقون له في سلعة متسخة، الجميع يعلم أن همهم الوحيد جني الأموال حتى ولو كان ذلك على حساب القيم والأخلاق، وهو ما على المسؤولين وضعه في عين الاعتبار.
من وجهة نظري لا يوجد أي حل سوى في تدخل المسؤولين بحزم من خلال الوقوف على كل عمل قبل صدوره، عن طريق مراقبة الألبومات ومختلف الأعمال قبل أن تصل إلى الجمهور، صحيح أن الأمور أصبحت أكثر تعقيدا في ظل التكنولوجيات الحديثة، ولكن لا يجب الوقوف مكتوفي الأيدي أمام هذه الطامة الكبرى التي قد تعصف بمجتمعنا أكثر مما هو عليه الآن، نحن ضد من يحرض مجتمعنا على الرذيلة بالدعوة إلى الفسق وتناول المخدرات، وغيرها من الأمور السيئة كعقوق الوالدين، على غرار الأغنية التالية» أسمحيلي يا ما عندي مادامتي»كارثة بأتم معنى الكلمة، على اعتبار أنه لا يعقل أن تختار عنوانا أسوأ من هذا، أنا أتساءل أين هي الرسالة ؟ وهل أصبح الفن في الحضيض إلى هذه الدرجة؟.
لا يمكنني أن أنكر بأن هذه الأغنية أقامت الدنيا وأقعدتها من خلال النجاح الكبير الذي حققته، إلى درجة أن الصغير يرددها قبل الكبير، ولكن أنا أجزم بأن نجاحها ظرفي فقط، ولعل عالم الفن يحتفظ لنا بعديد الحالات المشابهة، لقد كان لجلطي الوهراني في وقته نفس الصدى عند تأديته لأحد الأغاني، ولكن أين هو الآن؟، أنا متأكد أن محمد بن شنات ليس بنفس كفاءة والده، ولكن الأمور سارت معه كما يريد، وعرف كيف يستغل «الروبوتيك»، والإيقاع الجديد من أجل تحقيق ذلك النجاح الباهر، المهم في كل هذا الاستمرارية، ومثل هذا النوع لا يستطيع المواصلة مع احترام الشديد له ولجميع المغنيين الذين اختاروا إتباع هذا النوع الغنائي.
هناك بعض الأصوات تستحق أن نرفع لها القبعة، وأنا معجب بشكل كبير بـ «كادير الجابوني» والنصوص التي يقدمها، فهو مطرب ناجح تمكن من كسب قاعدة جماهيرية كبيرة في ظرف قياسي، واعتقد بل أجزم بأن خياراته الصائبة من صنعت له اسم، هو صديق وزميل في المهنة وأتمنى له كل التوفيق، خاصة وأنه يقدم في أغاني في المستوى بشهادة الجميع، لقد أثبت شأنه شأن بعض المطربين الآخرين على غرار وحيد السطايفي، وغيرهم من المغنيين الآخرين ممن اختاروا النصوص الهادفة والنظيفة بأن الجمهور الجزائري يقدر الفنان الحقيقي، ويتابعه باهتمام كبير.
لم أحظ بشرف التواجد في تظاهرتي الجزائر العاصمة وتلمسان، ولكن بنسبة كبيرة جدا سأكون متواجدا معكم في قسنطينة في الأسابيع القادمة خلال التظاهرة التي ستحتضنها عاصمة الشرق الجزائري، أنا لدي اتصالات من المنظمين، ولقد اتفقوا معي في العديد من الأمور في انتظار ترسيم التواريخ فقط، أنا في انتظار انطلاق التظاهرة بشغف كبير، خاصة وأنها ستكون فرصتنا لتقديم كل شيء جميل على الجزائر وبلدنا الحبيب، سنحاول أن نقدم صورة جميلة، خاصة وأننا سنكون محل متابعة العرب في كل مكان.
جمهور قسنطينة ذواق للفن، وأنا متأكد من أنه سيكون في المستوى خلال التظاهرة القادمة التي ستحتضنها مدينته، لقد سبق لي وأن غنيت بمدينة الجسور المعلقة في العديد من المناسبات، ولكن لن أنسى السهرة التي أحييتها سنة 2013 بملعب بن عبد المالك بوسط المدينة، لقد كانت الأجواء رائعة، ولقد استمتعت العائلة معي واستمتعت معهم، بالنظر إلى ذوقهم الرفيع، أنا أضرب لهم موعدا في الأسابيع القادمة.
لكي أكون صريحا معكم هناك من ضمن له الفن معيشة رغيدة، خاصة أولئك الذين يتاجرون بالغناء، ولا يهمهم بأي شكل من الأشكال إن كانوا يقدمون أشياء سيئة أم جيدة لمجتمعهم، هم يبحثون عن الأموال وفقط، ويتبعون كل السبل من أجل الوصول إلى مبتغاهم، ولكن الأمور مختلفة، معي ومن يقدم في فن نظيف وراق، اعتقد بأن الغناء وحده أصبح لا يكفي الفنان الجزائري من أجل العيش الهنيء، وهناك الكثيرون من يتجهون إلى خيار التجارة وغيرها من الأمور من أجل ضمان لقمة العيش، وفي هذا الصدد أود أن أخبركم بأمر في غاية الأهمية.
الصراحة مؤلمة....ولكن لا يمكن العيش بالفن فقط، والحاجة أجبرتني في وقت من الأوقات للغناء في الملاهي الليلية و”الكابريهات”، لقد كنت مضطرا لذلك حتى أضمن القوت لعائلتي ولا أعاني الجوع، ولكن الحمد لله تخليت عن هذا الأمر منذ قرابة 4 سنوات، حيث أجني مالي من الغناء في الحفلات والأعراس التي أنشطها هنا وهناك، كما أمتلك تجارة خاصة بي توفر لي بعض الأموال، يجب على السلطات النظر إلى وضعية الفنان، وتسهيل الأمور له، خاصة وأنه بصدد تقديم رسالة نبيلة إلى الجمهور، وأنا اتحدث عن الفنان الحقيقي وليس الفئة التي ظهرت مؤخرا، والتي تدعو إلى الفسق والرذيلة، نحن نتبرأ منهم، ونطلب منهم التخلي عن هذا الأمور السيئة لأن مجتمعنا غير منقوص مشاكل.
أنا في انتظار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لكي أكون متواجدا مع جمهوري العزيز بمسارح مدينة الصخر العتيق، كما أني أسعى جاهدا لإخراج ألبوم جديد في الأيام القادمة، أنا الآن بصدد تسجيل البعض منها هو ألبوم سيكون مفاجأة لجمهوري الذي ينتظر جديدي، ويضم تسعة أغاني، أتمنى أن تلقى إعجابهم كما أعجبتهم أعمالي السابقة، في صورة “ عندي واحدة يسموها لالا”، سيما وأن هناك من أصبح ينادي زينو بها عند إحيائي للأعراس والحفلات.