الجزائر ستوقّع مع الإمارات اتفاقية لرقمنة الخارطة الثقافية الوطنية
أعلن وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، أمس الثلاثاء، من تيبازة عن مشروع اتفاقية لرقمنة الخارطة الثقافية الوطنية بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة في إطار التعاون الثقافي بين البلدين.
كشف الوزير في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، على هامش زيارة عمل قادته عشية أمس، لمشروع المركز العربي للآثار بتيبازة، عن توقيع المركز الوطني للأبحاث الأثرية و المؤسسة الإماراتية «القرية الالكترونية» المتخصصة في تطبيقات الإعلام الآلي في المجال الثقافي عن اتفاقية تقضي باستحداث خارطة رقمية للمواقع الثقافية و الأثرية
و الحضارية و التاريخية لكل مناطق الجزائر.
ويقضي المشروع الذي تتكفل به المؤسسة الإماراتية «مجانا» باستحداث خارطة رقمية تتضمن كل مناطق الوطن ولاية بولاية و ما تتضمنه من مواقع ثقافية و معالم أثرية مع ملخص تاريخي لكل موقع بهدف التسويق لصورة الجزائر الثقافية عبر شبكة الانترنت.
و سيكون المشروع على شكل تطبيق في الإعلام الآلي يتم الترويج له عبر شبكات التواصل الاجتماعي حسب الوزير، الذي أبرز ضرورة مواكبة تطورات العصر خاصة في مجال تكنولوجيا الإعلام و الاتصال في إطار إستراتيجية اتصالية تهدف إلى إصلاح المنظومة الثقافية في الجزائر.
كما تقضي خطة عمل وزير الثقافة باستحداث «قريبا» بوابة رقمية تتضمن تاريخ و مسار انجازات لـ 5000 علم من أعلام الجزائر عبر مختلف الحقب الزمنية التي مرت بهم البلاد تثمينا للشخصية الوطنية الضاربة في عمق التاريخ.
و بخصوص مشروع المركز العربي للآثار، كشف وزير الثقافة عن «قرب» اتخاذ قرار «مهم» من قبل وزراء الثقافة للدول العربية ل»تفعيل المشروع الكبير» الذي بلغت نسبة انجازه 90 بالمائة.
للإشارة فقد تقرر إنشاء هذا المركز العلمي خلال الندوة العربية ال17 حول التراث الأثري الحضري المنعقدة سنة 2003 بنواكشوط (موريتانيا) باقتراح من الجزائر.
و وصف السيد ميهوبي مشروع المركز العربي للآثار بـ»البالغ الأهمية» على اعتبار أن الجزائر تعد ملاذا آمنا للآثار بالنظر لما تتعرض له المواقع الأثرية في عديد مناطق النزاع في العالم وفي الوطن العربي على وجه الخصوص.
وقال الوزير بأن المركز العربي للآثار فضاء مفتوح على كل الحضارات و الحقب التاريخية التي مرت بها الجزائر و الدول العربية على اعتبار أن «للتاريخ سيرورة لا يجب أن تتجزأ».
و أضاف السيد ميهوبي أن الجزائر «ملتزمة و تحرص كل الحرص» على استكمال الأشغال و تجهيز هذا الصرح الثقافي الذي كلف غلافا ماليا يقدر ب69 مليون دولار.
و قد تم تصميم المركز على شكل وحدات مرتبطة فيما بينها للتعبير عن «الهوية العربية بصفة عامة و الهندسة المعمارية المعتمدة في شمال إفريقيا ذات البعد الإسلامي-المغاربي بشكل خاص» حسب مسؤول بالوكالة الوطنية لتسيير المشاريع الثقافية الكبرى.
و يحتوي المركز على عديد المرافق منها مكتبة متخصصة و متحف للآثار و المنحوتات الصخرية العربية و معهد للآثار والدراسات الصحراوية العربية و مخبر لحماية الأملاك الثقافية العربية و الحفظ و الترميم.
أما المتحف العربي للآثار و المنحوتات الصخرية الذي يمتد على مساحة 4845 م2 فيحتوي على فضاءات لتخزين المصنفات و تنظيم إعارة الكتب للباحثين. و بخصوص المكتبة التي تتسع ل1000 مقعد فأوكلت لها مهمة اقتناء الكتب والمخطوطات القديمة و حماية مخزون الكتب والمخطوطات القديمة و نشر وترميم الكتب والمخطوطات القديمة.
و قد انطلق المشروع سنة 2012 حيث أوكلت الصفقة لمؤسسة جزائرية في أول تجربة لها من هذا النوع بعد مسابقة هندسة معمارية دولية على أن تسلمه في غضون 32 شهرا من الإنجاز (ماي 2015).