مناوشات و شجارات بعد تنحية إمام مسجد حي 1008 مساكن
يشهد مسجد طارق بن زياد الكائن بحي 1008 مساكن بمدينة برج بوعريريج، حالة من الفوضى بسبب خلافات و نزاعات يحركها مجموعة من المصلين طالبوا برحيل الإمام، ولقيت القبول من طرف المديرية الوصية التي قامت بتوقيف الإمام، ما أثار فتنة داخل المسجد بين المصلين المطالبين ببقاء الإمام و آخرين استحسنوا قرار توقيفه .
و قد تطورت حدة هذه الخلافات خلال اليومين الأخيرين، إلى حد نشوب مناوشات و شجارات و ملاسنات كلامية داخل المسجد بدأت عقب صلاة المغرب ليوم أمس الأول، و كادت الأمور أن تتطور إلى ما لا يحمد عقباه لولا تدخل مجموعة من العقلاء و الشيوخ الذين تمكنوا من تهدئة الأمور و فرض الهدوء داخل بيت الله، بعدما كادت الخلافات أن تتطور بين الطرفين إلى حد الاعتداء و الشجار، حيث أشار بعض المصلين إلى تلفظ بعض المتخاصمين بكلام غير لائق، فضلا عن تعالي الأصوات داخل المسجد و كذا بروز الصراع و الخلاف إلى العلن في اعتداء صارخ على حرمة بيت الله .
و أكدت مصادرنا على أن سبب الخلاف بدأ بإستغلال مجموعة من المصلين لعريضة احتجاج و امضاءات المواطنين بالحي التي كانت موجهة في الأساس للمطالبة بالتهيئة و مشاريع تنموية، و تضمينها في شكوى وجهت إلى مديرية الشؤون الدينية ضد إمام المسجد للمطالبة بتوقيفه عن مهامه، و هو ما استجابت له المديرية الوصية بعد تلقيها لهذه الشكوى التي أرفقت بقائمة تضم امضاءات لـ 500 مواطن بالحي المذكور.
و بعد توقيف الإمام تحرك مجموعة من المصلين للمطالبة بعودته، حيث قام أحد القيمين على المسجد قبل صلاة المغرب و طالب من المصلين مساندة الإمام الموقوف و جمع التوقيعات لدفع مديرية الشؤون الدينية إلى التراجع عن قرارها، مبديا أسباب توقيفه التي حصرها في استياء البعض من تقديم الدروس الدينية و عدم الجمع بين صلاتي المغرب و العشاء و كذا الإطالة في صلاة الصبح، و هو ما أثار حالة من الفوضى عندما عبر مجموعة من المصلين عن رفضهم المطلق للمطالب المنادية بعودة الإمام.
و تقاذف طرفا الصراع الاتهامات حيث أكد الرافضون لبقاء الإمام على تشدده و تعصبه في الخطاب الذي يلقيه و كذا في الدروس الدينية، في حين أشار المصلون المساندون للإمام على أنه و منذ مجيئه تولى زمام الأمور و قام بواجبه من خلال التدخل في كل شيء يخص تسيير المسجد باعتباره المسؤول الأول عليه، الأمر الذي حرم من كانوا يستغلون المسجد لتحقيق مأربهم ومطامعهم الشخصية، و اتهموا مجموعة الرافضين بسرقة أموال المسجد .
و حول هذه الاتهامات أكد مصدر موثوق بمديرية الشؤون الدينية على أن الإمام المعني لم يتم توقيفه بل تم تحويله إلى مسجد توبو ببلدية القصور، بناء على شكاوي المواطنين و المصلين بمسجد طارق بن زياد، و كذا بعد فتح تحقيق في هذه الشكاوي، مشيرا إلى أن بعض المصلين أبدوا تخوفهم من الخطاب « المتشدد و المتعصب» لهذا الإمام الذي كان يستغل منبر المسجد لإلقاء دروس دينية يومية.
ع/بوعبدالله