الترحيلات تُفرغ المدينة القديمة بقسنطينة من سكانها
تحوّلت الكثير من أزقة المدينة القديمة بقسنطينة التي شهدت مؤخرا ترحيل 300 عائلة، إلى أماكن مهجورة يتخوف ما تبقى من السكان من أن تصبح مرتعا للمنحرفين، خصوصا داخل المنازل غير المأهولة و المنهارة، كما يتحدثون عن تسجيل شجارات شبه يومية كل مساء، ما سبب لهم هلعا و خوفا، في حين تؤكد مصالح الأمن بأنها تضمن التغطية الأمنية بالمكان و تدعو المواطنين إلى التبليغ في حال تسجيل أي مشاكل.
و لاحظنا بأن الشوارع و الأزقة الضيقة الواقعة على مستوى المدينة العتيقة، أصبحت أماكن موحشة و شبه خالية، خاصة بالجهة السفلية المطلة على وادي الرمال و بالنقاط التي لا تعرف حركية تجارية في الفترة الصباحية، بعد أن هجرها معظم سكانها نتيجة انهيار أجزاء كبيرة منها، إضافة إلى الترحيلات المتتالية التي مست المنطقة خلال السنوات الماضية، و خاصة بحي السويقة العريق و الأنهج الكثيرة المحيطة به، و المعروفة بأسماء قديمة مثل الزلايقة و البطحة و السيدة و بوعنابة، و كذا شوارع أخرى مثل رحبة الصوف و الرصيف و سيدي جليس و الشارع، و غيرها من الأماكن الأخرى.
و قال سكان المدينة للنصر أن هذه الشوارع تتحول في الفترة الليلية إلى «كابوس حقيقي»، حيث يمتنعون عن مغادرة منازلهم، بسبب انتشار الغرباء و المنحرفين الذين أصبحوا، حسبهم، يستغلون الهدوء و غياب الإنارة، حتى يتخذوا من هذه الشوارع أوكارا لتناول الخمور، وفي معظم الأحيان تقع شجارات عنيفة بين هؤلاء الأشخاص، تتطور أحيانا إلى مواجهات بالأسلحة البيضاء و العصي، و هي أمور تحدث كل ليلة تقريبا، حسب ما يضيف محدثونا. و أكد السكان بأن هذه الشجارات تحدث هلعا و خوفا كبيرا في نفوسهم، خاصة أنها تقع في أوقات متأخرة ليلا، كما تحدثوا عن وقوع اعتداءات عليهم من قبل غرباء و منحرفين، مضيفين بأن طبيعة المكان، الذي يضم العديد من البيوت المهجورة، تُسهل اختباء المنحرفين، في ظل بُعد مقرات الأمن الحضري عن المدينة القديمة، و «صعوبة» التدخل ليلا في المنطقة، فيما بات المواطنون يطالبون بتوفير الأمن و وضع حد لانتشار المنحرفين على مستوى هذه الأحياء.
المكلف بالاتصال بأمن ولاية قسنطينة، أكد بأن وسط المدينة يتم تأمينه من قبل عدة أقسام للشرطة، هي الأمن الحضري الأول و الثاني و العاشر و الخامس عشر، و كلها تضمن تغطية أمنية على مدار الساعة و تقوم بحماية المواطنين و الممتلكات، مضيفا بأن المدينة القديمة و خاصة حي السويقة، يتكفل بتغطيتها المقر الأمن الحضري الخامس عشر، حيث يقوم عناصر الشرطة على مستواه بعدة دوريات يومية، كما يضمنون التدخل لمعالجة كل القضايا التي تمس بأمن المواطنين و سلامتهم.
و أضاف المكلف بالاتصال بأن مصالح أمن الولاية كفرقة البحث و التدخل و الفرقة الجنائية و فرقة مكافحة المخدرات، تقوم بالتدخل أيضا إذا ما اقتضى الأمر ذلك، موضحا بأن سكان المدينة القديمة و رؤساء لجان الأحياء بها، تربطهم علاقات مميزة مع الشرطة، كما أن المواطنين مطالبون، حسبه، بالتبليغ عن أي مشاكل أمنية تحدث بالمنطقة. عبد الرزاق.م