الحبـس غـير النـافذ لتـائب خطّط للجهاد في العراق فوجـد نفسـه في جبال جيجل
قضت، أمس، محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة، بتسليط عقوبة 3 سنوات حبسا موقوفة التنفيذ في حق تائب كان ينوي الجهاد في العراق، فوجد نفسه مع الجماعات الإرهابية في جبال جيجل، ليُسلم نفسه للدرك بعد حوالي 11 سنة.
وقائع القضية حسب ما دار في جلسة المحاكمة تعود إلى تاريخ 30 نوفمبر 2015، حينما سلم المتهم «ب.ح» 35 سنة نفسه لمصالح الدرك الوطني لبلدية زيغود يوسف، و كان بحوزته سلاح رشاش من نوع «كلاشنيكوف»، ليتبين بعد التحقيقات بأن المعني كان ينتمي للجماعات المسلحة المرابطة بجبال جيجل، و ذلك منذ سنة 2006 تاريخ التحاقه بالعناصر الإرهابية، كما ثبتت علاقته بعديد العناصر الإرهابية التي سلمت نفسها في أنحاء أخرى من الوطن، حيث تمت متابعته في قضيتين، الأولى تتعلق بالانخراط في جماعة إرهابية بغرض الرعب و استهداف أمن الدولة و وحدتها، و الثانية عن تهمة الإشادة بالأعمال الإرهابية.
المتهم و في تصريحاته لهيئة المحكمة، اعترف بأنه كان ضمن الجماعات الإرهابية التي تنشط عبر محور ولاية جيجل، إلا أنه برر التحاقه بها على أساس أنه غرر به رفقة عدد آخر من الشبان، و الذين كانوا ينوون، حسبه، السفر للجهاد مع العراقيين في حربهم ضد الجيش الأمريكي بعد الاحتلال، و صرّح المتهم بأن العناصر التي كانوا على اتصال بها أوهمتهم بأن الجهاد في العراق يتطلب التدريب أولا لدى الجماعات الإرهابية في الجزائر، و من ثم يتم توجيههم عبر وسطاء معينين للسفر نحو العراق، ليجدوا أنفسهم في منعرج آخر، بعد إدماجهم ضمن جماعات مسلحة تنشط على مستوى المنطقة المذكورة.
و قال المتهم بأنه لم يشارك في أي عمل إرهابي تخريبي أو عملية قتل طيلة فترة تواجده مع الإرهابيين، و صرح بأنه كان مكلفا بالإعلام في الكتيبة التي كان ينتمي إليها، مؤكدا بأنه حاول تسليم نفسه للأمن في عدة مناسبات، إلا أنه لم يتمكن من ذلك خوفا على حياته، مشيرا إلى تمكنه من إقناع عديد العناصر بالتوبة و ترك العمل المسلح، كونه يتمتع بقوة إقناع على حد قوله، إلى غاية تمكنه من الإفلات من جحيم الجماعات المسلحة، و تسليم نفسه لمصالح الدرك الوطني، فيما طالبت النيابة بتطبيق القانون في إطار المصالحة الوطنية.
خالد ضرباني