الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 الموافق لـ 18 ربيع الثاني 1446
Accueil Top Pub

يروي قصة أصغر مجاهدة في الثورة


بيت الشهيدة حسيبة بن بوعلي عبارة عن أطلال ترفض الاندثار

تعتري المرء لحظة وقوفه أمام ما تبقى من أطلال بيت الشهيدة حسيبة بن بوعلي بالشلف مشاعر الفخر و الاعتزاز لقصة كفاح فتاة وهبت زهرة شبابها من أجل الحرية و الاستقلال .
في نقطة تقاطع بين إقليم بلديتي سنجاس و الحجاج، جنوب عاصمة الولاية الشلف بنحو 30 كلم، لا يزال البيت العائلي و مسقط رأس الشهيدة حسيبة بن بوعلي صامدا على ربوة  يؤرخ لمسيرة كفاحها ونضالها ضد المستعمر الفرنسي.
 البيت لم يتبق منه إلا بعض الأسوار والحجارة المترامية على أطرافه، فيصعب للزائر التعرف عليه في ظل غياب لوح إشهاري أو لافتة تدل على عظمة المكان الذي ولدت فيه أصغر مجاهدة بتاريخ 18 جوان 1938 ، لقد عاشت وترعرعت في هذا المكان لمدة 9 سنوات، حيث يقول الأستاذ الجامعي محمد طيبي «كان أفراد  عائلتي جيرانا لها ، و كانت آخر أمنية لها هي الاستحمام بحمام سيدي سليمان بالورسنيس، لكن شاءت الأقدار أن تستشهد في معركة الجزائر».
و أضاف الحاج الجيلالي  و هو في العقد السابع، بأن البيت يعود لأفراد عائلة بن بوعلي، حيث تربت حسيبة في كنف أبيها عبد القادر،  أما عمها بلخيرة فكان متواجدا بالعاصمة،  ثم استقر بهم المقام بمدينة الشلف، الأصنام سابقا، ثم انتقلوا إلى العاصمة بعد نجاح حسيبة  في دراستها، لتنخرط، كما قال، في العمل الثوري ضمن فوج الفدائيين المكلفين بصنع ونقل القنابل، إلى غاية اكتشاف مكان تواجدها من قبل الجيش الفرنسي، حيث قام بنسف المبنى بمن فيه بتاريخ  8 أكتوبر 1957، مشيرا إلى أن أنباء استشهادها بلغتهم بعد أيام قليلة.
حديثك إلى سكان المنطقة عن حسيبة بن بوعلي تستشف من خلاله قمة فخرهم و اعتزازهم  بفتاة وهبت شبابها و حياتها من أجل عزة و شرف الوطن ،و بالمقابل تنتابهم الحسرة، لما آل إليه بيتها العائلي الذي يعد رمز النضال و التضحية بمنطقة كانت تنتمي إلى الولاية الرابعة التاريخية و التي أبلت البلاء الحسن إبان الثورة التحريرية المباركة .
وقوفك للحظات أمام بيت آل الشهيدة البطلة حسيبة بن بوعلي بالمكان  المسمى «عين الحمارة»، يجعلك تتذكر المشاهد و الصور الخالدة من الفيلم السينمائي «معركة الجزائر» للمخرج الإيطالي غيلو بونتيكورفو، الذي يعد وثيقة حية للأجيال اللاحقة ، حيث يبرز دور الفتاة حسيبة بن بوعلي في الكفاح ضد المستعمر الفرنسي، واللحظات الاخيرة لاستشهادها رفقة الشهيد علي عمار، المعروف بـ»علي لابوانت» و ياسف عمار المعروف بـ»عمار الصغير» و كذا حميد بوحميدي، عندما فجرت قوات الاستعمار الفرنسي المكان بعد رفضهم الاستسلام.   

هشام ج

جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com