سكنات اجتماعية برتبة شقق راقية في حي فيلالي بقسنطينة
يُعتبر حي فيلالي من أقدم الأحياء ذات الطابع الاجتماعي بقسنطينة، فبفضل موقعه المميز و قربه من وسط المدينة، لا يزال منذ إنشائه أحد أفضل المواقع السكنية، بالرغم من أن عماراته باتت قديمة و لم تخضع إلى الترميم منذ سنوات، كما أن أسعار كراء شققه لا تقل عن 25 ألف دينار، فيما يصعُب إيجاد إحداها للبيع بثمن تحت سقف مليار و نصف سنتيم، بعدما صارت تستغل كعيادات أو كمقرات لمؤسسات.
بداية الإسكان بفيلالي، كانت منذ سنة 1968، لتتوسع بعدها المنطقة و تضم أحياء أخرى، و ينقسم الحي إلى أربعة مربعات كل منها يضم عددا من العمارات التي تختلف في شكلها، و لعل أكثرها تميزا هي ثلاث عمارات تتكون كل منها من 14 طابقا، حيث تعتبر من معالم المدينة بالنظر إلى علوّها، كما أنها تظهر من أنحاء عدة، و تشير إلى موقع فيلالي من على بُعد كيلومترات، غير أن قاطني هذه البنايات، يشتكون من التعطل المتكرر للمصاعد، حيث يضطرون إلى النزول و الصعود عبر الدرج، و هو ما يسبب إرهاقا كبيرا، خاصة للعجائز و الشيوخ، و هو ما أكده لنا أحد كبار السن الذي وجدناه جالسا تحت ظل شجرة، حيث قال بأنه خرج من البيت صباحا، و لن يعود إلا قبل أداء صلاة العصر، بسبب التعب الذي يسببه له الصعود و النزول إلى الطابق التاسع.
و قال أحد الكهول للنصر إن عائلته تقطن المكان منذ حوالي 47 سنة، مضيفا أن البيت الذي يسكنه، ورثه عن الوالد الذي استفاد من المسكن في إطار الترحيل، حيث وُلد و نشأ بفيلالي، مؤكدا بأن تغيرات كبيرة حصلت خلال السنوات الماضية، فمعظم العائلات توسعت و خرجت منها أسر، و من كانوا بالأمس أطفالا أصبحوا اليوم آباء، و رغم ذلك فالحي بقي على حاله و لم يتغير، فنفس المنظر يشاهده منذ أكثر من 40 سنة، يؤكد محدثنا، الذي أوضح أنه لا يتذكر بأن العمارات خضعت للترميم أو تجديد المساكة، مضيفا بأن البنايات يُعاد طلائها فقط كل بضع سنوات، أما الترميم فهو يتم بمبادرات من السكان، و كل الشقق تم تجديدها تقريبا من قبل مالكيها، على حد تأكيده. و حسب ما ذكره العديد من السكان الذين تحدثنا إليهم، فإن أسعار كراء المنازل بحي فيلالي وصلت إلى مستوى قياسي، فثمن كراء شقة من غرفتين لا يقل عن 25 ألف دج، فيما يصل سعر إيجار شقة من 3 غرف إلى 30 ألف دج، و يتجاوز بالنسبة لذات الخمس غرف، الخمسين ألف دج، و أكثر من يقبلون على كراء الشقق ذات الأسعار المرتفعة، هم أطباء يستغلونها كعيادات، إضافة إلى مستثمرين و خواص يستعملونها كمقرات لشركاتهم، أما أسعار البيع فتنطلق من أكثر من مليار سنتيم و تصل إلى عدة ملايير للسكنات التي تضم 5 غرف، و قد صادفنا أحد الأشخاص يعرض شقة للبيع، ذكر بأنها مكونة من 3 غرف و تقع في الطابق الأرضي، حيث أكد أنه تلقى عرضا لبيعها مقابل 1 مليار و 200 مليون، لكنه رفض، و طلب سعرا أكبر.
عبد الرزاق.م