ماكــرون في مــواجهــة لــوبـــان في الـدور الثــانـي
أغلقت مراكز الاقتراع أبوابها، مساء أمس، معلنة انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، التي أفرزت تحولا في الساحة السياسية الفرنسية مع تقدم التطرف السياسي والشعبوية يمينا ويسارا، وتراجعا للأحزاب السياسية التقليدية، وأفرزت الصناديق تأهل الوسطي المستقل إيمانويل ماكرون وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان إلى الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الفرنسية. المقررة بعد أسبوع.أظهرت النتائج الأولية للانتخابات الفرنسية بعد إغلاق مراكز الاقتراع، عن حصول المرشح المستقل إيمانويل ماكرون على المركز الأول بـنسبة 24 بالمائة تليه مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان بـ 22 بالمائة من الأصوات. وبهذه النتيجة يمر المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان إلى الدور الثاني للرئاسيات الفرنسية. وأعلن مرشح الحزب الاشتراكي بونوا هامون إقراره بالهزيمة والفشل في هذه الانتخابات بعد حصوله على 6.7 بالمائة داعيا الفرنسيين للتصويت لصالح ماكرون في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الفرنسية، فيما حصل مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ملنشون على 19 بالمائة في تعادل في النتيجة مع المرشح فرانسوا فيون.وعرفت الانتخابات الفرنسية الجولة الأولى التي جرت أمس، مشاركة قرابة 78 بالمائة من الناخبين، وذكرت بعض المصادر أن نسبة الامتناع بلغت 22 بالمائة وجرت الانتخابات في ظل إجراءات أمنية مشددة. وكان مستوى التعبئة بين الناخبين، البالغ عددهم 47 مليونا، عنصرا أساسيا في هذه الانتخابات، في وقت كان ربعهم لا يزال مترددا في حسم خياره حتى اللحظة الأخيرة قبل الجولة الأولى.وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها أمام أزيد من 47 مليون ناخب، إعلانا بانطلاق سباق الرئاسة نحو قصر الاليزيه وسط إجراءات أمنية مشددة. وأدلى الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، بصوته في الانتخابات التي لم يترشح لخوضها في سابقة بتاريخ فرنسا الحديث. وأكد هولاند أن الدولة اتخذت كل التدابير لاسيما الأمنية لحماية الاستحقاق. كما أشار إلى أنه يتعين على الفرنسيين أن يصوتوا ليظهروا أن الديمقراطية أقوى من أي شي.
انتخابات في ظل حالة الطوارئ وإخلاء مراكز تصويت
وأخلت السلطات مركز اقتراع في مدينة «بيزانسون» شرق البلاد بعد العثور على سيارة مشبوهة بجانبه. وقالت وزارة الداخلية الفرنسية إنه تم إخلاء مركز اقتراع بشرق فرنسا بعد اكتشاف وجود سيارة مسروقة ومحركها دائر دون وجود سائقها أثناء إدلاء الناخبين بأصواتهم. وقال مسؤول بالوزارة لرويترز إن السيارة المريبة مسروقة وتحمل لوحة أرقام مزيفة مضيفا أن القرار اتخذ بإخلاء مركز الاقتراع وجرى استدعاء خبراء مفرقعات لفحص السيارة. ومن ناحيتها، قالت صحيفة «لا فوا دو نور»، إنه تم إخلاء مكتبين للتصويت في منطقة سان أومير.
وجاءت هذه الانتخابات، بعد 3 أيام من الهجوم الإرهابي الذي استهدف حافلة للشرطة الفرنسية في جادة «الشانزيليزيه» في قلب العاصمة باريس، وأسفر عن مقتل شرطي وإصابة اثنين آخرين إضافة لسائحة، قبل أن يعلن تنظيم «داعش» تبنيه. ولتأمين الإقتراع، أعلنت السلطات الفرنسية تشديد التدابير الأمنية حول مكاتب الإقتراع وعددها 69 ألفا بفرنسا وأقاليم ما وراء البحار، معلنة تعبئة نحو 50 ألفا من عناصر الشرطة والدرك، ونحو 7 آلاف عسكري، لهذه المهمة.
وأفادت صحيفة «لو دوفان ليبيريه» الفرنسية المحلية، بأن التصويت في الانتخابات الرئاسية هو الأول من نوعه على الإطلاق. حيث أوضحت أنه إلى بجانب المنافسة الشرسة بين المرشحين، وحرب الشائعات التي تدور ضد بعضهم من أجل إضعاف جبهاتهم، فإنها تدور في ظل حالة الطوارئ، وهى المرة الأولى التي تجرى فيها انتخابات الرئاسة في هذه الظروف. وقالت الصحيفة في تقرير لها، إن الفرنسيين يعانون من القلق تجاه الهجمات الإرهابية، ويخشون تكرارها مرة أخرى، خاصة أنه منذ أيام وقع اعتداء على ضباط شــــــرطـــــــة في ساحة الشانزليزيه.صعود ماكرون إلى الدور الثاني، سيقوي حظوظه بتولي الرئاسة الفرنسية على اعتبار أن أغلبية الطبقة السياسية ستنحاز إلى صفه في الدور الثاني كما جرت العادة، ومن شأن فوزه أن يفتح صفحة جديدة في العلاقات مع الجزائر، هو الذي اعتبر الممارسات الاستعمارية جريمة ضد الإنسانسة ورافع صراحة من أجل الإعتذار الذي تطالب به الجزائر.
ع .سمير