الممثل في الجزائر يعمل شهرين في السنة
المحاباة قضت على الاحترافية و الأدوار توزّع هاتفيا
قال الممثل المسرحي و التلفزيوني بشير حبشي في حديثه للنصر أن التمثيل لن يتطور طالما أن الأدوار تمنح على أساس المحاباة، مضيفا بأن الممثل مغيّب و بعيد عن المعلومة، حيث أن الأعمال الجديدة لا يتم الإعلان عنها لكي توزع الأدوار في إطار ضيق، دون الأخذ بعين الاعتبار مدى تطابق الشخصية و الدور، مضيفا أنه لم يأخذ مستحقاته عن عمل قدمه منذ سنتين ، بالرغم أن دوره كان أساسيا.
بشير حبشي أوضح في حديثه للنصر بأن مجال التمثيل في الجزائر في تقهقر مستمر، لوجود ممثلين ليسوا مؤهلين للأدوار التي تمنح لهم في الوقت الذي يوجد أشخاص محترفون و إمكاناتهم عالية غير أنهم مغيبون، مشيرا إلى أن معايير اختيار الممثلين لتقمص أدوار معينة غير مُطبقة و لا يُؤخذ بها، فتقييم مردود الممثل لا يأخذ بعين الإعتبار حسبه و كذا مدى تطابق الشخصية مع الدور، حيث يتم، كما يقول ،الاتصال بممثلين هاتفيا دون الإعلان عن العمل مسبقا، لتوزع عليهم الأدوار دون معرفة إن كان الدور مناسبا أم لا، و هذا التقهقر مس كما قال كل جوانب الإنتاج التلفزيوني حتى التقني ، ما أدى إلى ارتكاب أخطاء فادحة ، في الوقت الذي أصبح التحكم في تقنيات الصورة و تركيب المشاهد في غاية الاحترافية، كما تغيب حسبه الروح الفنية بين الممثلين، حيث أن كل شخص يريد أن يحطم غيره و لا يحبذ أن يراه ناجحا، معتبرا طريقة تعامل الممثلين فيما بينهم من بين أسباب التراجع.
و بخصوص بروزه في عديد الومضات الاشهارية قال بشير حبشي أن هذه الأخيرة تحقق له دخلا إضافيا باعتبار أن التمثيل التلفزيوني لا يمكن أن يعتمد عليه لإعالة أفراد أسرته باعتباره أب لبنتين، مشيرا إلى أنها تساعده و بشكل كبير، خاصة في ظل قلة الإنتاج، و تماطل بعض المنتجين في دفع مستحقات الممثل، موضحا بأنه شارك في عمل على إحدى القنوات الخاصة منذ سنتين بدور أساسي، غير أنه لم يؤخذ المقابل لحد اليوم، إذ واجه جملة من المشاكل، فضل عدم ذكرها.
و عن ما إذا كان يعتمد التمثيل و الومضات الأشهارية كمصدر وحيد للدخل، قال بأن الممثل التلفزيوني في الجزائر يعمل كأقصى تقدير شهرين في السنة، تحضيرا لرمضان و باقي شهور السنة بطال، ما يحتم عليه البحث عن عمل آخر لتسديد احتياجات أسرته، خاصة في ظل غلاء المعيشة، لكن لو كان حسبه الفن يوفر دخلا كافيا للممثل و لو وفرت للفنان ظروف لائقة لما بحث عن عمل إضافي، يبعده عن مجال إبداعه.
و عن تألقه في عدد من الأفلام الثورية و التاريخية قال الممثل بشير حبشي بأنه يحبذ هذه الأدوار كثيرا، لأنه يجد نفسه فيها، كما أنها تتناسب و شخصيته، و المخرجون يرون بأن حضوره و بنيته تتناسب و هذه الأدوار، متحدثا عن أبرز ما قدمه في هذا الخصوص، كمشاركته في مسلسل العلامة عبد الحميد ابن باديس مع المخرج عمار محسن، بدور محمد العيد آل خليفة، و كذا في فيلم عن نفس الشخصية، للمخرج السوري باسل الخطيب في دور الشيخ الزاهري، مضيفا بأنه يشعر بالاعتزاز و الفخر عند تأدية مثل هذه الأدوار، لأنه يعتبر نفسه مساهما في أرشفة التاريخ.
الممثل المسرحي و التلفزيوني بشير حبشي شارك سنة 2008 في مسلسل للمخرج نزيم قايدي في دور شرطي بعدها في المسلسل الدرامي «جروح الحياة» لعمار تريباش في نفس الدور ، و في سنة 2012 عمل في مسلسل «دموع القلب» للمخرج بشير سلامي وكان محاميا ، و كذا مسلسل « للزمن بقية « في دور محاسب ، وجسد شخصية أستاذ جامعي في مسلسل «الحب و العقاب»،.
ما جعله محصورا في أدوار معينة متقاربة من حيث الملامح أو الوظيفة ، كشرطي و محامي و أستاذ جامعي ، وهو ما علق عليه قائلا أن شخصيته تتناسب و هذه الأدوار، مشيرا أن المخرجين هم من يختارونها له ، لكنه أكد أنه تقمص مؤخرا في مسلسل « بساتين البرتقال» دور « الميلود»، و هي شخصية مغايرة تماما ، حيث ظهر كقاطع طريق يعيش في الغابة . محدثنا قال بأن بداية مشواره الفني الفعلية بدأت سنة 2005 ــ قبل أن يلقى تكوينا بالمعهد المركزي للتمثيل و الرقص بالقصبة في العاصمة لمدة خمس سنوات ، أين تخرج سنة 2012 متحصلا على الجائزة الأولى ، بحصة تلفزيونية لإعادة تمثيل الأحداث «عجائب و غرائب» ، لتكون له مشاركة بعدها في عاصمة الثقافة العربية سنة 2007، و في ورشة تكوينية لمدة شهرين من تأطير الأستاذ العراقي قاسم محمد رحمه الله ، ليكون أول ظهور له في المسرح بعرض بعنوان « شخوص و أحداث في مجالس التراث»، و كانت له عديد المشاركات في المسلسلات الدرامية من بينها مسلسل «الذكرى الأخيرة»، و في الكاميرا الخفية « غير لخلايع»، و آخر عمل له كان مشاركته في تمثيل مشاهد فيديو كليب للمغني مزيان عميش في أغنية منى، و كذا في مسلسل «فصول الحياة»، الذي لم يُعرض بعد، مشيرا إلى أنه لم يشارك في الإنتاج الرمضاني لهذه السنة، لأسباب لم يذكرها.
أسماء بوقرن