أطفال يفجرون « داعش» و يشعلون «مرقازة » احتفالا بالمولد النبوي
سجل أصحاب طاولات بيع المفرقات و الألعاب النارية المنتشرة بقوة عبر أسواق و أحياء قسنطينة، تراجعا في إقبال المواطنين على شرائها بمناسبة مولد خير الأنام هذه السنة، مقارنة بالسنوات الماضية، مرجعين السبب إلى غلاء الأسعار التي تراوحت بين 200دج حتى 1200دج، بالنسبة لبعض الأنواع الجديدة كمفرقة “ داعش” التي اجتاحت السوق الجزائرية هذا العام قادمة من الصين، أو امتثالا لنصائح و إرشادات الأئمة و المختصين .
أنواع و أشكال كثيرة انتشرت عبر طاولات البيع، لمفرقعات و ألعاب نارية تحمل أسماء غريبة و عجيبة، بعضها منسوب لشكله كمفرقعات “ الوردة” و “ مرقازة”، و بعضها مستمد من واقع بات يفرض نفسه حتى على احتفالات الأطفال، و يخلط بين فرحتهم بذكرى المولد النبوي، و بين ألعاب نارية و مفرقعات ترتبط بمرادفات العنف و الفوضى مثل “داعش” و “ الشيطانة” ، “ بازوة”.
الجديد هذه السنة حسب باعة مفرقعات قابلناهم على مستوى حي السويقة الشعبي، أين يفضل غالبية القسنطينيين التسوق استعداد لكل مناسباتهم الدينية، نظرا لحركيته التجارية، هو دخول أنواع جديدة من المفرقعات و الألعاب، تختلف عما هو معروف، من خلال أحجامها و أشكالها، و بالأخص تأثيرها القوي عند الانفجار.
مفرقعة « داعش» مثلا، يتعدى سعرها 500 دج ، تشبه في شكلها و دوي انفجارها القنابل يدوية الصنع، كما أكده لنا حسام، أحد أصحاب طاولات البيع، موضحا بأنها تعد من أكثر الألعاب طلبا هذا العام، أما « الوردة» فيتراوح سعرها حسب كل بائع بين150 و 200 دج، وهي أيضا مفرقعة قوية تتميز بانفجارها لأكثر من مرة.
أنواع أخرى كثيرة، أغرق بها العملاق الصيني السوق الجزائرية هذه السنة، فلم تعد الشموع و النجوم المشتعلة، تستهوي الأطفال ،بقدر ما تشدهم قوة المفرقعات ،و ثقل أسمائها، خصوصا وأن الأسعار تعد متقاربة نوعا ما، إذ قفز سعر علبة «النجوم» البسيطة من 50 دج العام الماضي إلى 100دج هذا العام، و تراوحت أسعار الألعاب النارية كقاذفات الألوان و الشماريخ بين 600 حتى 1200دج.
هذا الارتفاع الجنوني في أسعار ألعاب لطالما صنعت بهجة الأطفال في هذه المناسبة، جعلت العديد من العائلات تتجه إلى تقليص الإنفاق على شرائها، حيث اكتفى البعض بشراء الشموع و ألعاب بسيطة، خصوصا وأن المفرقعات المنتشرة قوية و خطيرة على سلامة أبنائهم.
السيد كمال أخبرنا بأن أسعار المفرقعات غير منطقية هذه السنة، ما جعله يقرر إلغاء شراء أشياء كثيرة اعتاد تقديمها لأبنائه كل مولد، وفضل الاكتفاء بألعاب بسيطة.كما أشار إلى أنه يرفض شراء المفرقعات التي تغزو السوق كونها أقرب إلى الأسلحة منها إلى ألعاب الأطفال، مؤكدا بأن استخداماتها أصبحت تتعدى التسلية إلى احداث الكوارث و بث الرعب في النفوس، بسبب دويها القوي، وهو ما جعلها سلاحا في يد شباب، قال بأنهم يستعملونها كسلاح في حرب العصابات.
ن / ط