السبت 5 أكتوبر 2024 الموافق لـ 1 ربيع الثاني 1446
Accueil Top Pub

تعتبر رمزا من رموز الحضارة الإسلامية


 المنارة التي قاومت الصليبية تضيء بمدينتي مليانة و شرشال  في احتفالات المولد النبوي الشريف
    تختزل منارة مليانة  بولاية عين الدفلى عادات وتقاليد تعود إلى 4  قرون من الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، فهي عادة متأصلة استحدثها عرب الأندلس لمواجهة الطقوس الصليبية، وتعتبر رمزا من رموز الحضارة الإسلامية التي عارضتها السلطات الاستعمارية بالجزائر .
  يتمّ التحضير للاحتفال بالمولد النبوي الشريف بمليانة، بولاية عين الدفلى، طيلة 5 أشهر كاملة و تتقاطع مع مظاهر الاحتفال بمدينة شرشال المجاورة، التابعة إقليميا لولاية تيبازة ، من حيث النشاطات و العادات و التقاليد في إحيائها على المستويين الشعبي لدى العائلات، و المستوى الرسمي. تتنافس العائلات والأحياء على السواء، يقول بوعلام بويحي مدير متحف الأمير عبد القادر بذات المدينة، في صنع هذه المنارات قبل أشهر في أشكال معبرة وبألوان زاهية تدخل الفرح و البهجة، عندما تضيء على مسافات بعيدة خصوصا عندما يحل الظلام في منظر، قلما يحدث إلا في مناسبة المولد النبوي.   و تخرج منارة الأحياء محمولة باليد ،أو على عربة بعد صلاة العصر، يضيف عمي صالح 66 سنة، في مسيرات يشارك فيها جموع غفيرة من السكان ، بمعية عدد من المدعوين إلى أن تصل الوفود بعد أن تجوب أهمّ الشوارع (كاسنبول) (والحديقة) إلى أن تصل إلى مقام الولي الصالح سيدي أحمد بن يوسف،كآخر محطة يلتقي عندها الجميع.
هناك تقام الصلاة ،ثمّ ينطلق الحفل بالمدائح الدينية على وقع الزرنة ،لتوزّع بعدها الحلويات، وغيرها من المأكولات والأطباق التقليدية ، وتختزل منارة مليانة  حسب سكان المنطقة، عادات وتقاليد تعود إلى 4 قرون من الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، و تتّخذ أشكالا متعدّدة منها كشكل أساطيل بحرّية، و مساجد وصوامع ذات دلالات ومعان عميقة، كما تتيح المنارة الفرصة لالتقاء الأحبة والتنفيس عن المغبونين، و الأخذ بيدهم، و الاستماع إلى انشغالات بعضهم البعض، وهي عادة متأصلة استحدثها عرب الأندلس لمواجهة الطقوس الصليبية وتعتبر رمزا من رموز الحضارة الإسلامية التي عارضتها السلطات الاستعمارية  بالجزائر، لما كانت تشكله من وعي حضاري و أبعاد وتوجهات سياسية ودينية. استنادا إلى مصادر تاريخية، فقد حُوّل المسجد الكبير على سبيل المثال، بمدينة شرشال الذي كانت تُجهّز فيه المنارة و يقام الاحتفال الديني إلى مستشفى عسكري لقوات الاحتلال، رغم ذلك، ظلّ أهالي شرشال متمسكين باحتفالية المنارة واستخدموها أداة سياسية لمواجه الاستعمار و طغيانه . لا تختلف منارة مليانة عن المنارات المصنوعة بالمدينة الأثرية شرشال، واستنادا لمصادر من عين المكان، فإن هذه المنارة تشبه إلى حد كبير صومعة المسجد، بها هلال ونجمة، كما تشمل أشكالا هندسية مستقاة من الحضارة الإسلامية، حيث كانت المنارة› في السابق تزين بقطعة قماش، باللونين الأبيض، والأخضر للتعبير عن السلام، والشموع فقط، لكن في الآونة الأخيرة أدخلت عليها عدة تغييرات، فباتت تزين بالألعاب والمؤثرات الضوئية، كما يتم تغليفها بورق فضي ومزخرف.
و يمثل فناء المسجد العتيق لمدينة شرشال، ملتقى الجميع ثم يتم بعد ذلك نقل المنارة إلى مقر الوالي الصالح سيدي عبد الرحمن بأعالي المدينة،مع التهليل و التكبير و الصلاة على النبي محمد عليه الصلاة و السلام، وترمى حينها المنارة بالسكر و اللوز، وتتخلل هذه التظاهرة محاضرات حول السيرة النبوية و تلاوة القرآن الكريم.   

هشام ج

جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com