اسـتئـنــاف بـرنــامـج التـرحـيــلات بـقسـنـطيـنـة
استأنفت السلطات الولائية، برنامج إعادة إسكان العائلات المتبقية من برنامج إزالة قاطني السكنات الهشة، بعد أن توقف نهاية الأسبوع الماضي بعد تنصيب الوالي الجديد، حيث رُحلت أمس 67 عائلة من حي صالح باي ببلدية قسنطينة نحو سكنات جديدة بمدينة علي منجلي.
وانطلقت عملية الترحيل خلال الساعات الأولى من الصباح على مستوى بنايات حي صالح الباي، المعروف بـاسم “الغراب”، حيث سخرت لها آليات تابعة للمؤسسات العمومية الولائية والبلدية، فضلا عن العشرات من أعوان الدرك الوطني ومصالح الحماية المدنية وعدد كبير من أعوان البلدية، الذين قاموا بتهديم المنازل المرحل منها قاطنوها.
وقد علمنا بأن عدد العائلات التي برمجت للترحيل كان 55، لكن عند وصول رئيس الدائرة مرفوقا بلجنة السكن وممثلين عن السلطات المشاركة في العملية تحول العدد إلى 67، بعد أن قامت عائلات معنية بالترحيل بدفع حقوق الاستفادة، بعد أن تأكدوا من عملية الترحيل، بحسب ما أكده لنا رئيس الدائرة.
ومرت العملية بشكل هادئ على العموم، لكن شابها بعض الاضطراب بالنسبة لثلاث عائلات، تم تأجيل عملية إعادة إسكانها ، بعدما استعد أفرادها وقاموا بجمع أغراضهم، وقد تحدثنا إليهم، حيث دخلنا أحد المنازل المعنية بالأمر أين تأجل الترحيل إلى موعد غير معلوم بالنسبة لعائلتين، أخبرنا أفرادها بأن اللجنة المكلفة بالسكن ورئيس الدائرة أخبروهم بأن كوخهم الصغير المنجز داخل منزل والد رب الأسرة ليس هشا، وهي نفس الحالة التي لاحظناها لدى معني آخر بالمشكلة، أخبرنا بأن مصالح الدائرة رفضت ترحيله لكون منزله ليس مهددا بالسقوط، رغم أنه متكون من غرفة واحدة يعيش مع زوجته وأطفاله الثلاثة ظروفا صعبة جدا، مع العلم بأن المعنيين بهذه المشكلة يحملون وصولات استفادة وقاموا بدفع الشطر الأول من الحقوق.
وتجمع مواطنون آخرون يقطنون بالحي حول رئيس الدائرة، حيث قالوا إنهم لم يستفيدوا وأن عددهم 37 عائلة لم تدرج ضمن عملية الترحيل، بالإضافة إلى إحدى العائلات التي أودعت طعنا، في وقت تخوف آخرون من أن يتم تهديم المنازل بعد ترحيل بعض العائلات المقيمة بها فقط، ما يضطر الباقين إلى مرافقة المرحلين إلى شقق بالمدينة الجديدة. وقد تمت عملية ترحيل العائلات الأخرى بشكل عادي، حيث تم تهديم منازل المعنيين بعد خروجهم منها وتوجهوا إلى شققهم الجديدة بالوحدة الجوارية 20 بالمدينة الجديدة علي منجلي.
وأفاد رئيس دائرة قسنطينة في تصريح لوسائل الإعلام، بأن العائلات الثلاثة، التي تأجلت عملية الترحيل بالنسبة إليها، ليست معنية بإعادة الإسكان في إطار برنامج السكن الهش، وإنما ستوضع ضمن قائمة المستفيدين من السكن الاجتماعي أو صيغ أخرى، على غرار البرامج الترقوية، قائلا إن المواطنين المسجلين في قوائم المطالبين بالسكن بعد إحصاء سنة 2011، يحق لهم المطالبة لكن لن يدرجوا في صيغة السكن الهش، وإنما في صيغ أخرى، كالسكن الاجتماعي وغيره.
وأشار المسؤول، إلى أن عملية إعادة الإسكان التي جرت على مستوى حي الغراب يوم أمس، تكملة لبرنامج سطره والي قسنطينة وتعتبر المرحلة الرابعة منه، حيث تخص قاطني السكنات الهشة الذين سيرحلون إلى الوحدة الجوارية 20، موضحا بأنه تم عقد اجتماع تنسيقي من أجل دراسة العملية وتخصيص جميع الوسائل المادية والبشرية لإتمامها، كما قال أن العملية تسير بشكل عادي، رغم تسجيل بعض المشاكل التي تمت معالجتها في الميدان، على غرار ما سجل بالأحياء التي جرى فيها الترحيل سابقا.
وأضاف رئيس الدائرة بأن عملية الترحيل ستتواصل خلال الشهر الجاري لإتمام جميع الأحياء المبرمجة، لكنه نفى في رد على سؤال للصحافة تسجيل استفادة بعض العائلات من شقق غير مطابقة للمواصفات الواردة في وصولات الاستفادة من حيث عدد الغرف، في حين قال بشأن العائلات التي لم ترحل في عمليات سابقة شملت بعض الأحياء الهشة بالمدينة، بأن العملية التي جرت خلال الأيام الماضية كانت متكاملة وشاملة وتم فيها أخذ جميع المعنيين الحقيقيين بالاعتبار، في حين ستؤخذ حالة العائلات الأخرى بعين الاعتبار وسيتم دراسة الطعون المودعة .
وستتواصل عمليات إعادة الإسكان إلى غاية الثاني من شهر أوت المقبل، حيث سيتم يوم غد الخميس ترحيل 156 عائلة من حي الباردة، و يوم الأحد المقبل ستُرحل 77 عائلة من حي مسكين، بالإضافة إلى 34 عائلة من حي الثوار يوم الأربعاء من الأسبوع القادم، بحسب ما ورد على الصفحة الرسمية لمصالح ولاية قسنطينة. سامي .ح