جمعيات حماية المستهلك تدعو إلى مقاطعة التجارة الطفيلية على الشواطئ
• يجب إنشاء شرطة للسياحة للسهر على أمن المصطافين وحمايتهم ممن يعرضون صحتهم للخطر
دعت جمعيات حماية المستهلك المصطافين إلى مقاطعة التجارة الطفيلية التي تنتشر على الشواطئ وحثتهم على تحذير أبنائهم ( في غيابهم )، من اقتناء ما يعرضه الباعة المتجولون من أكلات، حلويات ومواد سريعة التلف كمشتقات الحليب، باعتبار أنها تشكل أهم مصدر للمخاطر التي تتربص بالصحة العمومية، كما شددت على ضرورة تشديد الرقابة على تجار المواد الغذائية والإطعام على الشواطئ ومنع كل من لا يتوفر على سجل تجاري من النشاط.
وأكد مصطفى زبدي رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلك على ضرورة تكثيف دوريات التفتيش سيما للمحلات والمطاعم المتنقلة والأكشاك التي تنشط على الشواطئ خاصة الموسمية منها ومراقبة مدى حصول أصحابها على سجل تجاري أو على رخص للنشاط من المصالح المعنية، وإلزام أصحابها باحترام شبكة التبريد تفاديا لتعريض حياة المصطافين لخطر التسممات الغذائية وقال ‹›لابد من أن تتكاثف جهود المكاتب البلدية للوقاية مع مصالح الرقابة الاقتصادية وقمع الغش وجمعيات حماية المستهلك للقيام بحملات التحسيس من كل ما يشكل خطرا على الصحة والتوجه معا لمراقبة ظروف عمل كل التجار المعنيين بموسم الاصطياف وتنبيههم لمواطن النقص››.
وشدد زبدي بالخصوص على ضرورة تحمل مكاتب الوقاية للبلديات الساحلية عبر الوطن، على وجه الخصوص، لمسؤولياتهم الكاملة في المراقبة اليومية للمحلات والأكشاك التي تمارس نشاط بيع المواد الغذائية وتحضير الأكلات السريعة و المشويات وغيرها، ومنع من لا يمتلك سجلا تجاريا من النشاط مضيفا بأن منظمة حماية المستهلك تطالب على وجه الخصوص مراقبة مصادر تموين الأكشاك والمطاعم الموسمية المرخصة على الشواطئ باللحوم ومشتقاتها لمنع تسريب المواد الفاسدة، أو مجهولة المصدر التي قد تشكل خطرا على صحة وحياة المستهلك من رواد الشواطئ، باعتبار أن هذه الإجراءات كما أضاف كفيلة بسد الباب أمام كل ما من شأنه أن يلحق الأذى بصحة المصطافين و السياح الذين يرغبون في تذوق أشياء من أكلاتنا الجزائرية اليومية.
وأشار زبدي إلى أن جمعيته قد قامت قبل موسم الاصطياف بحملة تحسيس واسعة تدعو فيها المواطنين عامة والمصطافين بصفة خاصة إلى تفادي اقتناء المواد الغذائية أو الأكلات السريعة من المحلات والأكشاك و الخيم التي لا تتوفر على أجهزة التبريد ولا تولي عناية لشروط حفظ مختلف المواد من الغبار والحشرات وأشعة الشمس.
وقال ‹› أوجه ندائي مجددا لملايين المصطافين مرتادي الشواطئ والمنتجعات في الولايات الساحلية إلى ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر والامتناع عن شراء المواد سريعة التلف على وجه الخصوص والمشروبات الغازية والعصائر والأكلات السريعة و المشويات من المحلات التي لا تولي عناية لشروط النظافة ولا تتوفر على أجهزة للتبريد، تفاديا لتعريض صحتهم وصحة أفراد عائلاتهم للخطر››.
كما ناشد كل جهات التدخل المعنية إلى تكثيف عمليات المراقبة الصحية و التركيز على المواد ذات الاستهلاك الواسع من المياه المعدنية والحليب ومشتقاته و المصبرات والأكلات السريعة، باعتبار أنها من أهم المواد واسعة الاستهلاك في الصيف.
من جهة أخرى دعا رئيس الجمعية الوطنية ‹› تشكيل فرق متكونة من أعوان مختلف مصالح التدخل الولائية والبلدية يكون نشاطها في جميع الأوقات ليلا و نهارا، من أجل تحسيس أصحاب المطاعم و محلات الأكل الخفيف و المقاهي و محلات بيع المثلجات بضرورة الاهتمام بشروط النظافة و سلسلة التبريد و الطرق الصحيحة لحفظ المأكولات›› مشددا على ضرورة منع بيع المأكولات و الحلويات والمشروبات في الشارع مباشرة تحت أشعة الشمس.
وفي ذات السياق أشار مصطفى زبدي، إلى أن وزارة التجارة قد سبق لها في هذا السياق وأن أطلقت حملة تحسيسية بالتنسيق مع بعض جمعيات حماية المستهلك من أجل توجيه المصطافين إلى التصرفات الصحيحة للتمتع بعطلة مريحة واتباع الاحتياطات اللازمة كمراقبة تاريخ انتهاء الصلاحية وعدم جلب اللحم والدجاج إلى الشاطئ لأنه سريع التلف ولو كان مطهوا، وكذا تجنب اقتناء المواد الغذائية التي تباع على قارعة الطريق والمعرضة للشمس والمواد الغذائية مجهولة الهوية التي لا تحتوي على الوسم، مع الانتباه إلى انقطاع سلسلة التبريد عند شراء المواد الغذائية المبردة أو المجمدة.وقال بأن وزارة التجارة استهدفت في حملتها أيضا التحسيس من خطر التسممات الغذائية التي تحدث في الأعراس والولائم، والتي ‹› تفتك ‹› سنويا بعدد من المواطنين. وتفيد إحصائيات وزارة التجارة بالمناسبة بأن 80 بالمائة من حالات التسمم الغذائي تحدث في الأعراس العائلية والولائم الجماعية.
وسائل الإعلام مطالبة بالمشاركة بفعالية في عمليات التحسيس وعلى منظمي الولائم تحمل مسؤولياتهم
من جهته أشار الدكتور حسني عبيدي نائب رئيس الفدرالية الجزائرية للمستهلكين إلى أن الفدرالية شرعت منذ رمضان الفارط في التحسيس من المخاطر الغذائية التي تتزايد على وجه الخصوص في فصل الصيف، ودعا بالمناسبة إلى ضرورة أن يتحمل كل المتدخلون مسؤولياتهم في مكافحة كل العوامل التي يحتمل أن تسبب التسممات الغذائية، وخاصة المكاتب البلدية للوقاية والنظافة ومصالح المراقبة الاقتصادية والمستهلك في حد ذاته الذي طالبه بأن يكون عينا ساهرة على صحته وصحة أفراد أسرته، فضلا عن ضرورة تدخل المتعاملين الاقتصاديين في تحمل مسؤوليتهم كاملة في توفير سلسلة التبريد لمختلف المواد التي توزعها من المنشأ إلى المستهلك.
وحث الدكتور عبيدي المستهلك لأن يكون الرقيب الأول على كل ما يستهلكه، وذلك من خلال التأكد من تاريخ صلاحية أي مادة وكذا ظروف حفظها وعرضها، وأن يكون محترزا فطنا ويقظا، باعتبار أن مصالح الرقابة لا يمكن أن تراقب كل شيء على مدار الساعة.
من جهة أخرى دعا نائب رئيس الفدرالية الجزائرية للمستهلكين إلى استحداث شرطة للسياحة، لتكون عينا ساهرة على أمن المصطافين وحمايتهم ممن يعرضون صحتهم للخطر، فضلا على حماية المعالم الأثرية وكل المواقع السياحية الشاطئية أو الداخلية ومراقبة الفنادق والمنتجعات. وأثناء تطرقه للحديث عن التسممات الغذائية الجماعية، ذكّر عبيدي بأن الأعراس والحفلات والولائم تتسبب في الجزائر سنويا في ما معدله 4000 حالة تسمم غذائي ودعا بالمناسبة إلى ضرورة مشاركة وسائل الإعلام في التحسيس من خطر مصادر التسممات الغذائية الجماعية التي ما تزال تفتك بأرواح كثيرة، وتوجيه أنظار منظمي الحفلات والولائم إلى أهمية توفير شروط حفظ المواد التي تدخل في تحضير مختلف الأطعمة والسلطات وحتى الحلويات، وعدم السماح للطباخين والطهاة باللعب بصحة المواطنين.
ع.أسابع