أغاني جديدة وأصوات شبانية لحمل المشعل
أسدل الستار سهرة الخميس المنصرم، على فعاليات مهرجان الأغنية والموسيقى الوهرانية، في جو امتزج فيه الحزن على رحيل العميد بلاوي الهواري، بالأمل في مستقبل زاهر لفنه الذي ولد له جيل جديد يعد بحمايته و ترقيته.
تميزت سهرة اختتام الطبعة العاشرة لمهرجان الأغنية والموسيقى الوهرانية، بحضور الأمين العام لوزارة الثقافة اسماعيل أولبصير الذي ألقى كلمة عبر من خلالها عن الصعوبات المالية التي تقام في ظلها مختلف المهرجانات الوطنية، مبرزا أن وزارة الثقافة حريصة على دعم الفن وكل التعابير الفنية رغم الضائقة المالية، وأضاف أن الوزارة تعترف بأنها لم تمنح مهرجان وهران الأغلفة المالية الكافية، ولكن تحدي المنظمين وإصرارهم كان وراء نجاحه، كما شهدت سهرة الإختتام حضور لخضر بن تركي مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام وغاب عن المهرجان على مدار أيامه الأربعة ممثل الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بوسيف بلهاشمي رغم أن الديوان هو من دعم التظاهرة ماليا.
و تواصل برنامج السهرة بإلقاء مرثيات عن الراحل بلاوي الهواري الذي بكاه الجميع، بداية بهواري بن شنات الذي إفتتح السهرة بمرثية روى من خلالها حالته عند سماع خبر الوفاة، خاصة وأنه كان يلازم بلاوي طيلة أيام مرضه ولكن ليلتها لم يزره لأنه كان عائدا لتوه من فرنسا أين سافر لجلب نوع من الدواء لبلاوي، وبالتالي لم يتمكن من البقاء بجنبه خلال اللحظات الأخيرة، ثم إستمع جمهور قاعة مسرح عبد القادر علولة الذي كان غفيرا، لمرثية ثانية ألقاها الكاتب عبد الله طموح قال فيها بأنه رافق الفنان الراحل لمدة نصف قرن وأن بلبل وهران غنى له 20 أغنية من مؤلفاته، قبل أن يعود ليذكر بخصال وإبداع المرحوم، وهي ذات التفاصيل التي تحدث عنها أيضا شاعر الملحون الشيخ مكي نونة الذي رغم مرضه وتعبه أبى إلا أن يحضر ويقرأ أبياتا شعرية كتبها في وصف الرجل الراحل.
بعد كلمات الرثاء و المدح، تداول على الركح مغنو الوهراني الشاب من أمثال الشابة رميساء ومعطي الحاج والأستاذ رحال الزوبير، الذي أعاد روائع من الأغاني الوهرانية منها «راني محير» التي تجاوب معها الجمهور مثلما تجاوب مع جديد أعمال الفنان معطي الحاج وهي أغنية «زين الوهرانيات»، حيث نجحت محافظة المهرجان خلال هذه الطبعة، في تسجيل عشرات الأغاني الجديدة في طابع الوهراني، سواء تلك التي أداها المتنافسون أو حتى المحترفون الذين ألزموا بتقديم أغنية جديدة على الأقل إلى جانب المألوف من أغانيهم، أما المميزة في هذا الإنتاج الجديد فهو أن غالبية الأغاني كتبها المرحوم بلحضري بلحضري مؤخرا.
وفي غياب الطبوع الأخرى التي تعود المهرجان على إدراجها، كانت الطبعة العاشرة وهرانية مائة بالمائة، ثم في ختامها الإعلان عن الفائزين في مسابقة الأداء التي شاركت فيها ستة أصوات فقط بسبب التقشف، وعادت المرتبة الأولى للشاب كسايري خثير الذي تميز أيضا بإهتمامه الكبير بالبحث في الأغنية الوهرانية مما لفت إنتباه لجنة التحكيم، وجاء في المرتبة الثانية شاب من مستغانم وهو عثمان بودية، ثم عبد الله حمزي في المرتبة الثالثة، وعلى غير العادة منحت لجنة التحكيم جائزة تشجيعية لمتنافس رابع كان صوته جيدا وهو بختي فيصل، علما أن التكريمات لم تقتصر على الشهادات تضمنت جوائز مالية لتشجيع المتنافسين الذين سترافقهم المحافظة أيضا في مشوارهم الفني.
هوارية ب