كشف أول أمس وزير المالية لعزيز فايد عن إلزامية استعمال الدفع الإلكتروني في مجال بيع وشراء العقارات وقطاع التأمينات ابتداء من الفاتح جانفي القادم،...
* دعوة لانتفاضة من المجتمع الدولي لصالح حقوق الشعب الفلسطيني * ثمن الصمت والتقاعس أمام المأساة الفلسطينية سيكون باهظاأكد رئيس الجمهورية السيد، عبد...
التقى الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء بالكويت، مع وكيل الحرس الوطني...
شرعت الحكومة، في وضع التدابير التنفيذية للتكفل التام بالتوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية للحكومة خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء خاصة فيما...
الأغنية الوهرانية تبحث عن معالمها لتؤكد استقلاليتها عن الراي
شكل موضوع أصل ومعايير وهوية الأغنية الوهرانية محور نقاش بين الحاضرين في فعاليات الطبعة العاشرة لمهرجان الأغنية والموسيقى الوهرانية الذي اختتمت فعالياته قبل يومين، علما أن التظاهرة لا تزال محلية وتعجز عن الرقي لمستوى « المهرجان الوطني» رغم مرور عشرة سنوات كاملة على تأسيسه، وهو ما يستدعي حسب المشاركين فيها ضرورة التفكير في ضبط معايير الأغنية الوهرانية للحفاظ عليها، خاصة وأنها فقدت هذا العام أبرز معالمها على غرار بلاوي الهواري وكتاب الكلمات بلحضري بلحضري، أحمد سعيدي وطيبي الطيب.
دعوة لتأسيس جمعية تهتم بالأغنية الوهرانية
تعتبر الأغنية الوهرانية من بين الطبوع الفنية القليلة في الجزائر التي لا تؤطرها جمعية ثقافية فنية خاصة بها، مثل الجمعيات التي تهتم بالأندلسي والحوزي والمالوف والشعبي وغيرها، فالأغنية الوهرانية رغم عراقتها تبقى غير محمية ضمن إطار جمعية تضبط معاييرها وتكون جيلا جديدا يؤديها، وهي الإشكالية التي طرحها إعلاميون خلال ندوة صحفية جمعتهم بمنظمي المهرجان مؤخرا، أكد خلالها مدير الثقافة لوهران الموسيقار قويدر بوزيان عدم تلقي مصالح لأي طلب رسمي يخص تأسيس جمعية مماثلة مبديا استعداده لتقديم المساعدة لكل الراغبين في تحقيق هذا المسعى الرامي إلى ترقية التراث الوهراني و الحفاظ عليه، خصوصا وأنه فن نابع من عمق المجتمع، فالأغنية الوهرانية تتميز باعتمادها على اللهجة المحلية السلسة والجميلة، إضافة لخصوصية الموسيقى، مستدلا في ذلك بأغنية «المرسم»، التي قال أنها قصيدة تستحق البحث فيها بما يكفي لإنجاز مجلد لما تحمله من معاني وتاريخ وتراث.
من جهته أضاف المدير الجهوي للديوان الوطني لحقوق المؤلف بوسيف بلهاشمي، أن جذور الأغنية الوهرانية معروفة بأنها تعود لطابع البدوي وأنها لم تقتصر فقط على الغزل، ف العديد من الأغاني الوهرانية تختزل تاريخا لأنها تحاكي فترات زمنية وتؤرخ لأحداث وعادات، لذلك فهذه الأغنية تحمل في طياتها ذاكرة جماعية مشتركة، لذلك ودعا المتحدث الشباب إلى ضرورة الإبداع في أغانيهم و الابتعاد عن التكرار، من أجل تجديد الأغنية من حيث الكلمات والموسيقى والأداء لكي تتواصل عبر الزمن ولا تتوقف عند من رحلوا.
من جهته قال الأستاذ عبد الله طموح وهو كاتب كلمات ورئيس لجنة التحكيم في المهرجان، أن الأغنية الوهرانية لها خصوصياتها من حيث الكلمات والموسيقى والأداء، ولها مميزات يتم الإحتكام إليها، وهو ذات الطرح الذي ذهب إليه شيخ الشعبي معزوز بوعجاج الذي قال أن الأغنية الوهرانية ليست هي أغنية الراي، بل مصدرها عريق عبر التاريخ، حيث تنبع من قصائد البدوي التي أداها مغنوا الوهراني بموسيقى حديثة مع مطلع القرن 20، وتواصل تحديثها إلى أن أصبحت طبعا خاصا يسمى الوهراني.
بارودي بن خدة يفكر في إنشاء فدرالية للأغنية الوهرانية
بدوره قال مطرب الوهراني بارودي بن خدة خلال الندوة التي تحولت إلى نقاش مفتوح حول واقع الأغنية الوهرانية، أن فكرة جمعية ستقلل من قيمة هذا الطابع الذي يشمل عدة حقول موسيقية، لدى فهو يفكر في إنشاء فدرالية تسمح بأن يكون للأغنية الوهرانية فروع في كل ولاية غربية بما يسهم في إحيائها وكذا العمل على نقلها للشباب من خلال تأطيرهم، لأنها حسبه، ليست أغنية محلية خاصة بوهران فقط بل هي أغنية عالمية.
وضرب بارودي مثلا عن الأغاني الوهرانية و ليس الرايوية التي واصلت الشاب خالد للعالمي، كأغنية «بختة» و «حمامة» و « يا بويا كيراني»، وكذا أغنية «المرسم» التي عن طريقها ذاع صوت الشاب مامي عالميا، موضحا بأنه يعكف حاليا على تسجيل ثمان أغاني وهرانية إضافة لمشروع جمع بعض القصائد التراثية التي حولت لأغاني أداها الشيوخ قديما وهذا من أجل حفظها لتصبح ذاكرة للأغنية الوهرانية.
25 قصيدة محفوظة في أقراص و70 أخرى في مؤلف «النوتة»
كما تطرق المايسترو باي بكاي من جهته، لمسعاه في جمع النوتة الموسيقية الوهرانية المميزة، ضمن مؤلفات من شأنها حفظ الذاكرة الموسيقية لهذا الفن، وأضاف المتحدث أنه يعمل على تدوين 70 لحنا لأغاني في ذات الطابع، علما أن هدفه من هذا العمل هو ترك مخزون موسيقي للأجيال القادمة، مبرزا أن مقترح الشاب خالد لإنشاء مدرسة للموسيقى الوهرانية، هو مكسب للأغنية الوهرانية حيث ستؤطر الأجيال القادمة وتحافظ على اللحن الوهراني وربما تطوره بما يتماشى والتحولات العصرية.
أما الفنان هواري بن شنا، فكشف بأنه يعمل كذلك على جمع وأداء القصائد التراثية التي غناها مطربو الوهراني قديما بآلات موسيقية تراثية، و أداها هو بألحان عصرية وموسيقي جديدة ولكن مع الحفاظ على الكلمات والطابع الوهراني في كل ألبوماته السابقة، مبرزا أنه أنجز لحد الآن 25 أغنية تراثية بشكل عصري من أجل حفظها ونقلها للأجيال القادمة بوسائط التكنولوجيات الحديثة.
وقال بن شنات أنه يعكف على هذا المشروع منذ سنتين، مؤكدا أنه شكل جوقا موسيقيا يتكون من 25 عازفا على مختلف الآلات وليس فقط موسيقى العلب الجاهزة، وكل أغنية تدوم مدتها أكثر من نصف ساعة، ومنها التي تتعدى ساعة من الأداء.
وبخصوص مشروعه لإنشاء مدرسة تهتم بالأغنية الوهرانية كما سبق و أن كشف للنصر، فقد أوضح بأنه مشروع لازال قائما ولكن انعدام الدعم والمرافقة المادية جعل تجسيده يتأخر.
هوارية ب