السبت 12 أفريل 2025 الموافق لـ 13 شوال 1446
Accueil Top Pub

في دراسة عينات من حيوانات برية غريبة يتم الاتجار بها بولايات شرقية: باحثون جزائريون يكتشفون بكتيريا خطيرة تظهر لأول مرة بالقرب من البحر المتوسط

حقق فريق بحث من جامعة 8 ماي 1945 بولاية قالمة اكتشافا علميا جديدا، حيث تمكن من كشف بكتيريا مسببة للأمراض تظهر لأول مرة بالقرب من البحر المتوسط في دراسة بيئية ووبائية رائدة حول خطر انتشار الأمراض حيوانية المنشأ نتيجة تجارة الحيوانات البرية الغريبة في 5 ولايات شرقية. وعزل الباحثون خلال الدراسة التي امتدت على 3 سنوات 17 نوعا من البكتيريا المسببة للأمراض والقابلة للانتقال إلى الإنسان، وذلك من خلال تحليل عينات من عدة أنواع من الحيوانات البرية التي يجلبها المربون من مناطق بعيدة من القارة الإفريقية، كما أبرزوا غيابا تاما للوعي لدى المربين بالمخاطر المذكورة.

إعداد: سامي حباطي

ونشر باحثون من جامعة 8 ماي 1945 بولاية قالمة ورقة علميّة جديدة في العدد الفصلي الأول لسنة 2025 من المجلة العلمية الدولية المسماة Acta Microbiologica Bulgarica بعنوان «معدل انتشار وتأثير تجارة الحياة البرية في «خطر انتشار الأمراض حيوانية المنشأ» وظهور البكتيريا في شمال شرق الجزائر: منظور بيئي ووبائي». وينتمي الباحثون الذين أعدوا الدراسة إلى قسم علم البيئة وهندسة المحيط ومخبر البيولوجيا والمياه والبيئة التابعين لكلية علوم الطبيعة والحياة وعلوم الأرض والكون بالجامعة المذكورة، حيث أنجزت ما بين سنوات 2022 و2023 و2024، وشملت فحص عينات من حيوانات برية غريبة Exotic Pets تُسوّق في ولايات الطارف وسوق أهراس وقالمة وقسنطينة وسكيكدة.
الحياة البرية مصدر 75 بالمئة من الأمراض حيوانية المنشأ
وأفاد الباحثون في الدراسة التي اطلعنا على المقال المنشور حولها بأن الحيوانات الغريبة، التي أصبح يستألفها المربون، تمثل مستودعا طبيعيا لمخاطر انتشار الأمراض حيوانية المنشأ Zoonoses، حيث اعتبروا أن تجارة الحياة البرية تمثل عاملا رئيسيا لهذا الأمر، كما أشاروا من خلال مراجع الدراسات السابقة إلى أن 75 بالمئة من الأمراض حيوانية المنشأ تعود إلى تجارة الحياة البرية، بينما تمثل البكتيريا 55 بالمئة من أسباب ظهور هذه الأمراض. وفحص فريق البحث 54 حيوانا خلال الدراسة، حيث تشمل 44 حيوانا من فصيلة الطيور وحيوانا زاحفا واحدا و9 حيوانات من الثديات، إذ جمعوا عينيتين من كل حيوان. واعتمد فريق البحث على منهج عام في التعريف البكتيري لتحليل مختلف خصائصها، حيث يتبنى معهد باستور الجزائر هذه الطريقة وتخضع لمعيار المنظمة العالمية للمقاييس ISO 15189:2012، مثلما بينوا.
وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن 63 بالمئة من دوافع امتلاك الحيوانات البرية الغريبة يكمن في التجارة، بينما ذكر 37 بالمئة من مربيها أنهم يمتلكونها من باب الهواية أو انجذابا لخصائصها الجمالية، كما بينت الدراسة أن تجارة هذه الحيوانات يمكن أن توفر عائدات مادية معتبرة، فضلا عن أن البيع والشراء يتم على المستوى المحلي بشكل أساسي، إذ يعتمد 70 بالمئة من ملاك هذه الحيوانات على شبكة معارفهم في عمليات البيع والشراء، بينما يعتمد 30 بالمئة الآخرون على وسائل التواصل الاجتماعي. وذكر 90 بالمئة من ملاك الحيوانات المعروضة للبيع أن مصدرها من الجزء الجنوبي من إفريقيا، على غرار موزمبيق ووسط إفريقيا مثل الغابون والكونغو ومنطقة الساحل. وبينت الدراسة أن هذه الحيوانات تجلب من مناطق مختلفة، على غرار الكناري أصفر الجبهة «سورا» الذي يؤتى به من موزمبيق وينتشر في أسواق الولايات الشرقية المذكورة، في حين نبه الباحثون في النتائج أن أصحاب الحيوانات المذكورة ذكروا بأن تجارتهم عرفت نموا كبيرا بنسبة 80 بالمئة خلال العقود الأخيرة، إلا أن الدراسة لفتت إلى أن جميع ملاك هذه الحيوانات الذين شملهم البحث يعتقدون، بنسبة 100 بالمئة، أنها لا يمكن أن تنقل أمراضا حيوانية المنشأ، أي بما يمثل غيابا تاما للوعي بإمكانية تسببها في أمراض.
أسعار مرتفعة مقابل حيوانات برية مهددة بخطر الانقراض
وأبرز فريق الباحثين وضعية 6 حيوانات برية تسوق على مستوى الولايات المذكورة بحسب ملحقات التصنيف للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة واتفاقية التجارة الدولية بالأنواع المهددة بالانقراض من الحيوانات والنباتات البرية، حيث وجدوا فيها طائر الحسون الذهبي Carduelis carduelis المصنف في خانة الأنواع «المهددة بخطر انقراض أدنى»، والببغاء الرمادي Psittacus erithacus المصنف في خانة الأنواع «المهددة بالانقراض» والأرنب البري الأوروبي Oryctolagus cuniculus المصنف في خانة الأنواع «المهددة بالانقراض» أيضا. وتصنف السلحفاة الإغريقية Testudo graeca في خانة الحيوانات «المهددة بخطر انقراض أدنى»، فيما يصنف الهامستر الأوراسي Cricetus cricetus في خانة الحيوانات «المهددة بخطر انقراض أقصى»، إلى جانب الهامستر السوري Mesocricetus auratus المصنف في خانة الحيوانات «المهددة بخطر انقراض أدنى».
وكشفت الدراسة عن الأسعار المتداولة في سوق الحيوانات البرية، حيث وجد فريق الباحثين أنها تبلغ متوسط 800 دولار للحيوان الواحد، بما يقترب من 11 مليون سنتيم، بحسب سعر الصرف الرسمي، في حين نبهوا أن سعر الببغاء الرمادي وصل إلى 1500 دولار، أي بما يتجاوز 20 مليون سنتيم، بينما يصل سعر القط الفارسي إلى 120 دولارا بما يعادل حوالي مليوني سنتيم. وقد قصدنا بعض بائعي الحيوانات عبر مدينة قسنطينة، حيث سألنا أحد البائعين عن الببغاء الرمادي فأوضح لنا أنه غير متوفر لديه، فيما لم نلاحظ في المحل حيوانات غريبة، باستثناء بعض القطط السيامية التي أخبرنا أن سعرها يصل إلى 6 آلاف دينار والعصافير المعهودة، مثل الكناري، وبعض الكلاب والأسماك. وقال صاحب المحل إن سعر الببغاء الرمادي يمكن أن يتراوح ما بين 15 إلى 20 مليون سنتيم، مشيرا إلى أنه «يتكلم».
ولاحظنا عبر المحلات المذكورة أن الحيوانات الغريبة غير معروضة، باستثناء بعض السلاحف الإغريقية التي وجدناها لدى صاحب محل بالمدينة، حيث سعينا إلى البحث عن أنواع الحيوانات نفسها التي شملتها دراسة الباحثين، من أجل معاينة أسعارها. من جهة أخرى، لاحظنا الكثير من عروض بيع الحيوانات المذكورة في الدراسة عبر شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك».
الكشف عن أنواع بكتيرية تهدد صحة الحيوان والإنسان
وقاد الفحص الباحثين إلى إيجاد تنوع كبير في البكتيريا المعزولة من الحيوانات المدروسة، حيث كشفوا عن 17 نوعا من البكتيريا، سجلت أربعة أنواع منها على امتداد سنتين وسجل النوع المسمى Photobactertum damsella لثلاث سنوات، واعتبر الباحثون أنها من أكبر مسببات الأمراض البكتيرية حيوانية المنشأ وتصيب الحيوان والإنسان معا، في حين سجل 12 نوعا آخر في سنة واحدة. وتمكنت الدراسة من عزل البكتيريا المسماة Plesiomonas shigelloide لأول مرة في منطقة قريبة من البحر الأبيض المتوسط خلال فحصهم لعينات الحيوانات البرية في الولايات الشمالية الشرقية المذكورة، ما يعتبر اكتشافا جديدا، حيث ذكروا أنها يمكن أن تنتقل عبر الطيور وتعتبر من أكبر مسببات الأمراض، فضلا عن عزلهم للبكتيريا المسماة Pasteurella pneumotropica في 2024 في الولايات الشرقية المذكورة، ويعتبر تسجيلها في هذه المنطقة من البلاد أمرا جديدا، كما أنها يمكن أن تنتقل من الحيوانات إلى البشر، بالإضافة إلى حمل الحيوانات البرية الغريبة للبكتيريا المسماة Raoultella ormithinolytica.
وقدم فريق البحث تحليلات لمصادر بعض الأنواع البكتيرية المسجلة في دراسة العينات، حيث أوضحوا في مناقشة النتائج أن الطيور والثديات القادمة من الغابات الإستوائية تحمل بكتيريا Aeromonas hudrophila، ويمكن أن تنتقل عن طريق قرد الطمارين قطني الرأس، بينما أكدوا عزل البكتيريا المسماة Enterobacter sakazakii في سنتي 2022 و2024، مفترضين أنها بكتيريا انتهازية ولا تظهر إلا في ظروف محددة. وسجل الباحثون أيضا البكتيريا المسماة Chryseobacterium indolegenes، حيث أكدوا أنها عزلت لأول مرة من ثعبان الكرة Python regius في إيران، رغم أن الموطن الأصلي لهذا الحيوان يتمثل في الجهة الغربية لجنوب الصحراء، في حين ذهب الباحثون إلى أن تسجيل هذه البكتيريا يعود إلى سلوك مربي الحيوانات الغريبة الذي يتجه إلى امتلاك أنواع جديدة من الحيوانات، مثل الثعابين.
المسؤول عن البحث: كوفيد- 19 دليل على خطر الأمراض حيوانية المنشأ
وتحدثنا إلى البروفيسور مسلم بارة، المختص في دراسة البيئة والبيولوجيا المجهرية من جامعة 8 ماي 1945 بقالمة حول الدراسة التي قادها رفقة طلبة الجامعة، حيث أوضح أن الدافع الأول لاقتراح هذا البحث يعود إلى التغيرات المناخية وظهور أمراض جديدة، خصوصا الأمراض المتنقلة عن طريق الحيوانات البرية إلى الإنسان بما يهدد صحته. وأضاف المصدر نفسه أن جائحة كوفيد- 19 تعتبر دليلا نموذجيا على هذه الأمراض، حيث نبه أن الهدف الأساسي للدراسة يتمثل في وضع خريطة توزع البكتيريا في شمال شرق الجزائر، لاسيما البكتيريا المتنقلة عن طريق الحيوانات البرية التي يربيها الإنسان في المنزل، مشيرا إلى أن الفرد في شمال شرق الجزائر أصبح يربي أنواعا جديدة من الحيوانات البرية، على غرار الطيور. وقدم البروفيسور بارة، الذي نشرت له من قبل عدة مقالات ومساهمات علمية في مجال البيئة، مثالا عن الطيور التي أصبح يربيها الأفراد في الولايات التي شملتها الدراسة، مثل العصفور المسمى “سورا موزمبيق”، المعروفة بين المربين بتسمية “السورا”، وهو الكناري أصفر الجبهة، كما ذكر أنواعا أخرى من الحيوانات، مثل الزواحف التي تشمل بعض الحشرات والعناكب. وأضاف المصدر نفسه أن هذه الحيوانات تُجلب من مناطق أخرى من العالم ذات بيئة مختلفة، مثل المناطق الإستوائية في إفريقيا وجنوب إفريقيا. ونبه محدثنا بأن الدراسة المذكورة تندرج في إطار مشروع بحث في مجال الأمن الصحي، أين شرح لنا أنها شملت حيوانات غير أليفة في الأصل، على عكس الحيوانات الأليفة المعتادة مثل الكلاب والقطط، وإنما تتمثل في حيوانات برية تعيش في الطبيعة ويصطادها الإنسان محاولا تربيتها.
وعزا المتحدث دوافع الأفراد لتربية هذه الحيوانات البرية الغريبة إلى عدة أسباب، مثل أشكالها وألوانها الجذابة أو تغريدها، مثلما يسجل مع الطيور، لكنه نبه أن هذه الحيوانات قادمة من بيئة ذات مناخ مختلف تماما عن البيئة في الجزائر، ما يجعلها قادرة على حمل بكتيريا خطيرة تهدد صحة الإنسان لأنها “تكون في احتكاك معه”، مثلما أضاف. وفي رد البروفيسور بارة على سؤالنا حول إمكانية حمل الحيوانات الأليفة المعتادة مثل القطط والكلاب للبكتيريا، أكد الباحث أنها يمكن أن تحملها، لكنه نبه أنها تكون محل مراقبة من قبل الطبيب البيطري من خلال المتابعة والتلقيح اللازم، في حين لا تخضع الحيوانات البرية للمراقبة بشكل عام، ما يشكل خطرا على الصحة.
ولفت المتحدث إلى أن الحيوانات الأليفة المعتادة يمكن أن تنقل أمراضا، مثل داء الكلب، فضلا عن إمكانية انتقال أمراض أيضا من الحيوانات التي تحتك بالإنسان في العادة، على غرار الخرفان أو الأبقار، مثل مرض الحمى المالطية، رغم تأكيده بأن السلطات العمومية تنتهج إستراتيجيات وبروتوكولات لحماية الأفراد من هذه الأمراض، لذلك لا تسجل إصابات ناجمة عنها، على عكس الحيوانات البرية التي تشكل خطرا. أما بخصوص الأمراض التي يمكن أن تنتقل إلى الإنسان عن طريق الحيوانات البرية، فقد أوضح محدثنا أن بعض الأمراض تصيب الجهاز الهضمي والدورة الدموية مسببة أمراض الدم، بالإضافة إلى الأمراض الجلدية التي قد تنجم عن الاحتكاك بها بسبب البكتيريا، مثل بكتيريا “ستافيلوكوك” الذهبية The Golden Staphylococcus التي يمكن أن تنتقل عن طريق الهواء من الحيوان البري الذي قد يحملها في ريشه أو شعره إلى الإنسان مباشرة، «وتعتبر خطيرة جدا»، مثلما أوضح. وقد أخذت العينات التي شملتها الدراسة من داخل أجسام الحيوانات، خصوصا فضلاتها، أو من الأجزاء الخارجية مثل ريش العصافير وشعرها، حيث بحث الفريق من خلالها عن البكتيريا، مثلما أكده لنا البروفيسور بارة، في حين شرح لنا بأن ظهور بكتيريا جديدة في مناطق غير معهودة، على غرار البكتيريا المسجلة لأول مرة في الولايات الشمالية الشرقية، يرتبط أيضا بالعوامل المناخية. وأوضح المتحدث أن فريق البحث يتألف من طلبة في طور الماستر، حيث يتكون من الباحثات زينب بريش وآسيا لوصيف وحنان مسعودي ووصال حدادي وشبيلة حزام وفاتن طراد خوجة وأسماء محمودي ودنيا رحامنية. وقد نبه محدثنا أنهن تخرجن جميعهن من الجامعة. وتجدر الإشارة إلى أن الدراسة منشورة باللغة الإنجليزية تحت عنوان Incidence and Effect of Wildlife Trae in «Zoonotic Spillover Risk» and Bacteria Emergence in Northeastern Algeria: Ecological and Epidemiological Perspective». س.ح

تدمج بين التكنولوجيا والتعليم والوعي المجتمعي
جيل مبتكر يطور مشاريع تخدم البيئة والتنمية المستدامة
يشتغل تلاميذ وشباب جزائريون لا تتعدى أعمارهم 18 سنة، على مشاريع ابتكارية تخدم البيئة وتدعم التنمية المستدامة، وذلك في إطار التحضير للمشاركة قريبا في فعاليات المسابقة الدولية للذكاء الاصطناعي والبرمجة و الروبوتات المزمع إجراؤها بدولة قطر، والهادفة إلى تشجيع الإبداع الشبابي في مواجهة التحديات البيئية العالمية.

لينــــــة دلول

وقد عرض مبتكرون مشاريعهم مؤخرا خلال التصفيات الوطنية للمسابقة بقسنطينة، أين أكدوا بأنهم يسعون إلى تحقيق نقلة نوعية في التعامل مع القضايا البيئية عبر حلول مبتكرة تدمج بين التكنولوجيا، والتعليم، والوعي المجتمعي.
غرفة ذكية لإنبات الشعير.. فكرة من قلب الحظيرة
طور أسيم بعيبن، رفقة صديقه براء بن رحال، غرفة ذكية لإنبات الشعير، تجمع بين التكنولوجيا الحديثة والحلول البيئية المستدامة، بهدف إنتاج علف عالي الجودة وبأقل التكاليف.
قال أسيم البالغ من العمر 24 سنة، وهو طالب بمؤسسة الجزري للروبوتيك، إنه رغم حبه لعالم البرمجيات، إلا أن جذوره مرتبطة بالفلاحة وتربية المواشي، بحكم أن والدته تعمل بيطرية، وقد كان هذا الارتباط بمثابة جسر قاده نحو فكرة مشروعه.
معلقا:» كنت أرافق أمي إلى أماكن عملها وأراقب عن قرب الحيوانات وطبيعة تغذيتها، وذات مرة رأيت الشعير المستنبت وسألت عنه، فقيل لي إنه مفيد جدا لكن ثمنه باهظ، ومن هنا بدأت أفكر لماذا لا ننتجه بطريقة ذكية وبأقل تكلفة خاصة وأنني كنت أتعلم الروبوتيك وقتها.
وأكد أسيم، أنه شرع في تصميم الغرفة الذكية، التي تتيح التحكم التام في كل تفاصيل إنبات الشعير، بدءا من الإضاءة إلى التهوية والري، وحتى النظام الأمني.

وشرح، بأن الغرفة مزودة بأضواء LED بالأزرق والأحمر، تعمل 19 ساعة يوميا لتحفيز التركيب الضوئي، ما يسرع النمو ويعزز جودة الشعير، كما تحتوي على نظام تهوية مبرمج للعمل 3 إلى 4 ساعات يوميا لتجديد الهواء ومنع تكون العفن.
وأوضح المتحدث، أن الغرفة تحتوي على نظام الري بالتنقيط، بمعدل خمس مرات يوميا، ولمدة 30 ثانية في كل مرة، لتوفير الماء دون تبذير مؤكدا، أنه زود الغرفة بنظام التعرف على الوجه، فلا تفتح إلا لصاحب المشروع، مع دعم إضافي بكلمة مرور لتعزيز الحماية.
أقل تكلفة و أعلى جودة
وأكد أسيم، أن هذا النموذج الذكي يوفر الطاقة والماء بشكل ملحوظ، ويتيح إنتاج شعير عالي الجودة دون الحاجة للمتابعة اليومية أو الجهد المتواصل، وهو ما يجعله مناسبا للفلاحين أو المستثمرين في القطاع الزراعي، وأضاف المتحدث، بأنه ينصح الفلاح باعتماد هذه الغرفة لأنها ليست اقتصادية فقط، بل تنتج شعيرا مغذيا في وقت قصير دون مشقة أو تعقيد.
الشعير المستنبت… الغذاء الأخضر للمواشي
وأشار ، إلى أن زراعة الشعير بنظام»الهيدروبونيك» من الحلول الزراعية الحديثة التي تستجيب لحاجيات المربين، سواء من حيث القيمة الغذائية أو التكلفة.
لأن الشعير المستنبت يزرع دون تربة، ويستهلك كمية قليلة من الماء وهو سريع النمو ويحصد خلال 7 إلى 10 أيام فقط.
وأكد المتحدث، أن له العديد من الفوائد أيضا، أهمها أنه غني بالبروتينات، والألياف، والفيتامينات والمعادن، كما أنه سهل الهضم ويعزز مناعة الحيوانات، لا يحتاج إلى مبيدات أو أسمدة، علاوة على ذلك فهو يقلل الاعتماد على المراعي ويحد من تدهور الأراضي.
وشرح طريقة زراعة الشعير، حيث تحضر البذور عبر غسلها ونقعها، ثم يتم استعمال صواني لتجميعها مع ضبط الحرارة والرطوبة، و ضمان التهوية والري المنتظمين.
وأكد المتحدث، أن عملية النمو والحصاد تتم خلال 7 إلى 10 أيام، بطول 15 إلى 20 سم، مشددا في سياق متصل على ضرورة تقديمه طازجا خلال 24 ساعة.
وأوضح المطور، بأن الشعير مفيد جدا للإنسان حيث يمكن أن يكون مكملا غذائيا صحيا، يحتوي على فيتامينات مثل A، B، C، E، K، إلى جانب الحديد والكالسيوم، ويساهم في تقوية المناعة، تنظيم مستوى السكر في الدم، ودعم صحة القلب، والمساعدة على فقدان الوزن.
وأكد، أنه يتم تقديم الشعير المستنبت حسب نوع الحيوان، فعلى سبيل المثال، تقدم للأبقار الحلوب كمية تتراوح بين 10و15 كغ، وتخصص لعجول للتسمين 7إلى 10 كغ، أما الأغنام والماعز، فتستهلك 2إلى 4 كغ في حين تقدم الجمال كمية بين 8إلى 12 كغ، و الأرانب من 200إلى 300 غ، مقابل 50إلى 100 غ للدواجن. ويشدد أسيم، على ضرورة دمج الشعير المستنبت مع أعلاف أخرى لضمان توازن غذائي، مع تقديمه طازجا للحفاظ على قيمته.
مدينة ذكية تعمل بالطاقات المتجددة
وبرز في مجال الابتكار كذلك، كل من الشابين محمد أمين بدالي ومعتصم بالله، من ولاية الجزائر، وقد انطلقا في مجال الروبوتيك كما علمنا منهما، خلال مشاركتهما في مخيم شتوي نظمته أكاديمية «آم بي أكاديميك» خلال عطلة الشتاء، و توجت جهودهما بابتكار مشروع لمدينة ذكية تعتمد بالكامل على الطاقات المتجددة، مما يعكس رؤيتهما لمستقبل مستدام ومتكامل.
تقوم فكرة المدينة الذكية التي صممها محمد أمين ومعتصم بالله، على استخدام مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية والمائية وطاقة الرياح لتشغيل مختلف المرافق.
ومن أبرز معالم هذه المدينة كما شرحا لنا، مستشفى يعمل بالطاقة المتجددة حيث يتميز بنظام لكشف تسرب الغاز، بحيث تفتح الأبواب أوتوماتيكيا لإنقاذ الأفراد المتواجدين بالداخل، بالإضافة إلى حاضنة بيض ذكية قادرة على التحكم في درجة الحرارة تلقائيا، مما يضمن بيئة مثالية لتفقيس البيض، فضلا عن محطة شحن للسيارات الكهربائية تعمل بطاقة الرياح، مما يوفر حلا صديقا للبيئة لشحن المركبات الكهربائية، مع توفر مساحة مخصصة للأطفال ذوي التوحد، لتنمية الجانب الإبداعي لديهم و يعزز اندماجهم في المجتمع.
الاستفادة من التجارب العالمية والمواد المعاد تدويرها

وأكد معتصم ومحمد، بأنهما استلهما العديد من الأفكار من بلدان متطورة لبناء مدينة ذكية ومريحة، مثل تقنيات الزراعة المائية والعمودية على الأسطح، كما اعتمدا على استخدام المواد المعاد تدويرها في البناء، بهدف تشجيع إعادة التدوير والحفاظ على البيئة.
و قاما على سبيل المثال، باستخدام الخشب القديم لصناعة مقاعد للزوار وتظليلها بألواح شمسية لتوفير الإنارة الليلية، كما تم تدوير الأنابيب والإطارات كحاويات للزراعة، مما يساهم في حماية النباتات من العوامل الطبيعية الضارة وتوفير الرطوبة اللازمة للتربة.و تضمنت المدينة أيضا، نظام إنارة أوتوماتيكيا حيث تضاء المصابيح عند وجود الأشخاص فقط، مما يساهم في ترشيد استهلاك الطاقة.وأكد المتحدثان، بأنهما من خلال هذا المشروع، أظهرا كيف يمكن للتكنولوجيا والابتكار أن يساهما في بناء مدن مستدامة وصديقة للبيئة، مع التركيز على تحسين جودة الحياة للمجتمع.
لعبة مسلية لترسيخ الوعي البيئي لدى الأطفال
من جهتهما، اختارت التلميذتان منار بوعرعور وآية قعاص، أن تسهما بطريقتهما الخاصة في حماية البيئة، عبر تصميم لعبة تعليمية تفاعلية موجهة للأطفال بعنوان «OCEAN PURIFICATION»، هدفها الأساسي ترسيخ سلوكيات بيئية إيجابية بطريقة ممتعة وتحفيزية.
تقوم فكرة اللعبة حسب منار بوعرعار صاحبة 10 سنوات، على تعليم الأطفال كيف يحافظون على المحيطات نظيفة و التخلص من النفايات في الأماكن الصحيحة، من خلال محاكاة واقعية داخل اللعبة ترصد تصرفات اللاعب وتكافئه على كل سلوك بيئي سليم.
وأكدت منار، بأن هذه المبادرة تندرج في إطار مشاركتهما في مسابقة موجهة للمشاريع البيئية المبتكرة «كودافور»، التي تسعى إلى دعم الحلول المستدامة وتشجيع الشباب على الانخراط في العمل المناخي.

وأكدت منار، بأنها لاحظت هي و زميلتها أية، أن الأطفال يتأثرون كثيرا باللعب، لذا قررتا توجيه هذا التأثير نحو غرس قيم بيئية لديهم منذ الصغر، خصوصا وأن تلوث المحيطات في الآونة الأخيرة صار يؤذي الكائنات البحرية ويجعل الماء غير نظيف.
أما آية، فتؤكد أن اللعبة ليست ترفيها فقط، بل وسيلة لبناء جيل أكثر وعيا بمشاكل البيئة، من خلال مكافأة السلوك الإيجابي وتعزيز مبدأ المسؤولية.
وأكدت منار، أن مشروع «OCEAN PURIFICATION» لا يكتفي فقط بتقديم محتوى ترفيهي، بل يتقاطع مع عدد من أهداف التنمية المستدامة، على غرار العمل المناخي، الاستهلاك المسؤول، الحياة تحت الماء والمدن المستدامة.
و أوضحت الفتاتان أنهما تسعيان، إلى تطوير اللعبة مستقبلا لتشمل مستويات تعليمية متعددة، وتوسيع نطاق التوعية إلى فئات عمرية أكبر، كما تهدفان إلى عرضها على منصات تعليمية وتطبيقات موجهة للأطفال.
وأكدت منار، أن التأثير المتوقع من اللعبة يتمثل في تعزيز الوعي البيئي تحفيز العادات الصحيحة لدى الأطفال عبر التعلم، وذلك من خلال اللعب مع اكتساب مهارات حل المشكلات، وتنمية روح التحدي والمثابرة وإلهام الأطفال للمشاركة في مبادرات بيئية حقيقية.

 

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com