الأربعاء 4 ديسمبر 2024 الموافق لـ 2 جمادى الثانية 1446
Accueil Top Pub

باحث يبرز الإستراتيجية المعتمدة وبحوثا لاستبدال الوقود التقليدي: الجزائر تتوجه نحو مستقبل أخضر في مجال النقل



أكد محمد صالح بولحليب، أستاذ بجامعة الإخوة منتوري قسنطينة 1، أن الجزائر تتجه بخطى إيجابية نحو مستقبل أخضر في مجال النقل، حيث يبدل الباحثون جهودا حثيثة لإيجاد حلول مستدامة لتقليل الاعتماد على الوقود التقليدي ومشتقات البترول، مشيرا إلى وجود أبحاث حول المشتقات البترولية كالزيوت النباتية والبطاريات الهيدروجينية كوقود أساسي مستقبلا.

سعيد العافر

المدن الذكية وتقنية النقل الحضري
وتحدث الأستاذ بكلية التكنولوجيا، محمد صالح بولحليب، خلال ملتقى وطني حول "هندسة النقل واللوجيستية والبيئة"، نظم نهاية الأسبوع الماضي من طرف جامعة منتوري بقسنطينة، عن مستقبل النقل في الجزائر والعالم في عام 2050، مشيرًا إلى أن الكثافة السكانية المتزايدة تتطلب حلولًا مبتكرة لتلبية احتياجات النقل، و في هذا السياق، تناول بشكل خاص "المدن الذكية"، وهي رؤية مستقبلية تهدف إلى تقليل الاعتماد على السيارات الخاصة التي تشغل المساحات وتسبب التلوث البيئي والصوتي، حيث أشار إلى أن المدن الذكية تركز على استبدال المركبات الخاصة بوسائل النقل العامة، مثل المترو والترامواي، وهو ما سيعزز من كفاءة النقل الحضري ويقلل من التلوث.
وأشار بولحليب، إلى أن تكلفة إنشاء مشاريع النقل الجماعي تعد تحديا كبيرا، بالنظر للتكاليف الكبيرة لإنجاز البنية التحتية، حيث تبلغ تكلفة الكيلومتر الواحد من مشروع المترو حوالي 150 مليون دولار، ما يشكل ضغطا على الدول لتوفير التمويل اللازم، كما اقترح بدائل مثل حافلات النقل عالية الخدمة، بالإضافة إلى خدمة الترامواي التي تعد أقل تكلفة بمعدل 15 مليون دولار للكيلومتر، وفي ذات السياق، أوضح بأن الجزائر تواصل تنفيذ مشاريع الترامواي، حيث تمتلك خطوطا جاهزة تم تسليمها سابقا في الجزائر العاصمة، قسنطينة وهران وعدد من المدن الأخرى، و هناك 10 مشاريع جار تنفيذها حاليا، بما في ذلك مشاريع لتمديد الخطوط وفي هذا الإطار، ذكر أن ولاية قسنطينة ستشهد مشاريع لتوسيع الخط الحالي وتغطية الأقطاب العمرانية الحديثة.
الانتقال إلى القطارات عالية السرعة
وتعد السكك الحديدية عالية السرعة من أبرز وسائل النقل الحديثة التي تعتمدها الدول لتطوير شبكاتها وتحقيق نقلة نوعية في النقل بين المدن.
وتسعى الجزائر، لتطوير استراتيجياتها الخاصة عبر إنشاء خطوط سكك حديدية بسرعات تصل حاليا إلى 160 كيلومترا في الساعة، مع خطط مستقبلية للتوسع إلى 200 كيلومتر في الساعة، ومن أبرز المشاريع الحالية خط الجزائرـ وهران، إلى جانب خط ربط وهران بمغنية وسيدي بلعباس، بالإضافة إلى تمديد خط من الجزائر العاصمة إلى تمنراست خلال السنوات القادمة، مما يساعد على تحسين الربط بين المناطق الداخلية والساحلية وتعزيز النمو الاقتصادي، كما أشار المتحدث إلى أنه ورغم الأهمية الكبيرة لهذه المشاريع فإن تكاليفها المرتفعة تمثل التحدي الأكبر، إذ تتطلب استثمارات ضخمة لبناء وصيانة البنية التحتية، مؤكدا أن الجزائر ملتزمة بتنفيذ خططها تدريجيا، حيث تسعى لتحقيق النقل السريع والمستدام.
نجاح تجربة تشغيل محركات الديزل باستخدام الزيوت النباتية
وتبدل الجزائر جهودا مكثفة لإيجاد حلول مستدامة لتقليل الاعتماد على الوقود التقليدي ومشتقات البترول، مع التركيز على البترول الطبيعي والهيدروجين الأخضر، وكشف ذات المصدر،عن وجود أبحاث تجرى في ولاية قسنطينة تخص تشغيل محركات الديزل باستخدام الزيوت النباتية، حيث أظهرت التجارب نجاح تشغيل محرك مصنع بوادي حميم بنسبة تصل إلى 50 بالمائة من هذا الوقود البديل، مما يظهر تقدم الجزائر في هذا المجال.
وفيما يتعلق بالطيران، فأشار المتحدث إلى أن هناك خطط تناقش استبدال وقود الكيروسين التقليدي بوقود يعتمد على الزيوت النباتية، مع التوجه المستقبلي نحو استخدام محركات تعمل على الهيدروجين الأخضر أو البطاريات الهيدروجينية، كما يتوقع أن يصبح الهيدروجين الأخضر المنتج باستخدام الطاقة المتجددة مثل الكهرباء الشمسية وتقنية التحليل الكهربائي للماء، وقودا أساسيا بحلول العام 2050.
وأضاف، أن الجزائر تتعاون بشكل وثيق مع ألمانيا لتطوير هذه التكنولوجيا، حيث أبرمت عقودا لإنشاء شبكات أنابيب تمتد من الجزائر عبر سردينيا وإيطاليا وصولا إلى ألمانيا، لنقل الهيدروجين الأخضر، كما أشار إلى أنه وفي الآونة الأخيرة، تمت المطالبة بتمديد خط أنابيب إضافي يصل الجزائر بإسبانيا، كما أن هذه المشاريع تمثل فرصة استراتيجية للجزائر لتعزيز موقعها كمصدر عالمي للطاقة النظيفة، مع إمكانية تشغيل السيارات، الطائرات والغواصات باستخدام هذا الوقود المستدام.

ميموني سعيدة ياسمين مهندسة في علم البحار وغطاسة
ثروات بحرية مذهلة يكتنزها الشريط الساحلي الجزائري
ياسمين ميموني، واحدة من الشابات اللواتي احترفن الغطس منذ ما يزيد عن 15 سنة، حبها لعالم البحار قادها لاختيار ميدان كان حينها حكرا على الرجال، والدراسة بالمدرسة العليا لعلم البحار وتهيئة الساحل بالعاصمة، أين تعلمت تقنيات الغطس المحترف واكتشفت عوالم البحر وسحر المحيطات، معززة تكوينها بالالتحاق بنادي المرجان للغطس بالعاصمة، لتكون أول شابة تلتحق به فاتحة بذلك باب الالتحاق للجنس اللطيف، معتبرة والدها أول من وضع خطواتها الأولى في هذا الميدان بعد أن لقنها مبادئ الرياضة، بتعلم السباحة في سن مبكرة، وممارسة كرة السلة، لتصبح اليوم من المدربات القلائل في الغطس، ومن الهواة المحترفين في تصوير قاع المحيطات، خاصة بالمواقع العذراء التي تكتنز، كما قالت ثروات بحرية مذهلة.

أسماء بوقرن

نشأتي في وسط رياضي كشفت مبكرا شغفي بالغطس
ياسمين ميموني، مهندسة دراسات في علم البحار وتهيئة الساحل ومدربة غطس بالجزائر العاصمة، متخرجة من المدرسة العليا لعلم البحار وتهيئة الساحل، تحدثت للنصر عن رحلتها نحو تحقيق حلم كبر معها، وقصتها مع عوالم البحار والمحيطات، قائلة بأن حبها للغطس وممارسة الرياضة لم يتأت بدراسة هذا التخصص وإنما راجع لنشأتها وسط أبوين يمارسان الرياضة، حيث كانت تلعب كرة السلة و تمارس السباحة منذ سنوات عمرها الأولى، ما جعلها تكتشف شغفها بالغطس مبكرا، وفي سنة اجتيازها شهادة البكالوريا زادت رغبتها في احتراف الغطس، خاصة بعد أن شاهدت في شريط إخباري وجود عدة شراكات مع جامعات كندية في مجال علم البحار والاحتباس الحراري، حيث كانت رفقة والدها وقتها، والذي اعتبر علم البحار من مهن المستقبل، ما جعلها تتحمس أكثر وتبذل جهدا لنيل الشهادة بتقدير جيد لدراسة التخصص، وهو ما تحقق لتبدأ بمجرد حصولها على البكالوريا رحلتها في البحث عن تخصصات في مجال علم البحار لتجمع بين هوايتها وتكوينها العلمي، فوجدت في المدرسة العليا لعلم البحار وتهيئة الساحل ما يحقق لها ذلك، فكان على رأس قائمة الخيارات، ليتم قبولها لتوفر كل الشروط فيها، وبعد انطلاق تكوينها بالمدرسة الذي دام خمس سنوات، اكتشفت أن طلبة المدرسة يخضعون خلال المسار الدراسي لتربص ميداني في الغطس، ما جعلها تتحمس أكثر ودفعها للبحث عن نادي متخصص في تعليم الغطس، لتباشر قصتها مع الغطس عندما كانت في السنة الثانية، وذلك سنة 2009.
نادي المرجان احتضنني كأول شابة تمتهن الغطس
وتعد الغطاسة ياسمين، أول المنخرطين في نادي المرجان للغطس بالعاصمة، معتبرة الوالد الداعم الأول لها وأول من عبد طريقها للإلتحاق بالنادي كما كان مرافقها الدائم إليه، حيث كانت البنت الوحيدة المنخرطة به، فاتحة بذلك الباب أمام شغوفات بالغطس واللواتي التحقن بسنة بعدها، وعن أول تجربة غطس، قالت بأنها لم تكن سهلة، ليس خوفا من الغوص في أعماق البحر وإنما لصعوبة تطبيق إحدى التقنيات، الناجمة عن ممارستها السباحة لسنوات، والمتمثلة في كيفية استعمال الأنف والفم في عملية التنفس، والتي تختلف تقنياتها عن تقنيات الغطس، ففي هذا الأخير يتم الاعتماد على الفم فقط في عملية التنفس دون استعمال الأنف، على خلاف السباحة التي يعتمد فيها على الأنف للتنفس، لكنها حاولت تخطي هذه العقبة بالتمرن المتواصل ومحاولة التعود على عدم استعمال الأنف، من خلال استعمال ملقاط لغلق الأنف لمدة معينة، مردفة بأنها غاصت على عمق 5 متر في أول تجربة بالعاصمة، لمدة 20 دقيقة، وتمت في ظروف جوية جيدة حيث كان الصفاء والدفء يطبع الجو، مع هدوء البحر ووضوح الرؤية في الأعماق، لتعيش لأول مرة تجربة رؤية الأسماك أمامها، بأحجام وألوان مختلفة.
تقول ياسمين بأنها كانت محظوظة للتعلم والتدرب على يد أمهر المدربين في نادي المرجان والذين وفروا كل الشروط الملائمة، التي لم تجعلها تشعر بكونها الفتاة الوحيدة بالمجموعة، وساعدها في التدرج في سلم رتب التخصص، من b1 إلى b3 ومن m1 إلى m3 وجعلها تلم بكل التقنيات وتحترف تطبيقها وتجيد تلقينها، وتبلغ رتبة مدرب محترف، وهي فترة توقفت خلالها لفترة وابتعدت عن الميدان، غير أن عشقها للبحر والغوص في عوالمه أعادها مجددا، مردفة بأن الإرادة أساس بلوغ المبتغى، والدليل قدوم سيدات بلغن العقد الخامس من العمر لتعلم الغوص، حيث خاضت التجربة سيدة في 64 سنة، والتي قررت تخطي عقبة الخوف وتحقيق حلمها، حيث كانت سعادتها لا توصف.
هذا ما يجب إتباعه لتجنب مخاطر الغطس
وعن الاحتياطات الواجب إتباعها لنجاح عملية الغطس وتجنب المخاطر، قالت بأنها ترتبط أساسا بالبرمجة المقيدة بطبيعة الفريق ومستواه، وتقوم أساسا على جملة من الشروط هي النوم الكافي ووضعية البحر، وهو شرط مهم جدا مرتبط بمدى وضوح الرؤية في الأعماق وهدوء البحر، فضلا عن مراقبة الوسائل والمعدات المعتمدة والتأكد من جاهزيتها، والاتفاق المسبق على نوع التقنية التي ستعتمد في الغطس، وتتغير بعض الشروط باختلاف مستوى الفريق، فالغوص مثلا مع فريق من المستوى الأول يتطلب شروطا معينة تتعلق أساسا بحالة البحر والذي يجب أن يكون هادئا للقيام بالتربص، أما في المستوى الثاني والثالث فيمكن الغوص عندما يكون البحر قليل الهيجان، وهذا يساعد في عملية التكوين ويضمن تحضيرا جيدا، لأن الغطاس يقع في وضعيات يكون فيها البحر هادئا عند الغطس وعند قرب موعد الخروج تتغير وضعيته، لهذا يجب، تضيف ياسمين، التحضير لكل الحالات، كما يجب وضع الفريق في حالة راحة مع تعزيز ثقة الأفراد بأنفسهم، وعن الأجواء التي تعشق الغوص فيها قالت بأنها تجد متعة الغطس عند تساقط الأمطار، المهم توفر الرؤية تحت الماء، معتبرة الغطس رياضة متكاملة وممتعة ومنبع الطاقة الإيجابية، خاصة وأنها تمارس ضمن مجموعة.
احترفت تصوير الكائنات البحرية وأطمح لفتح نادي لتعليم الغطس
وتختلف ميزة الغوص من جهة لأخرى عبر الشريط الساحلي الجزائري، حسب ياسمين، فعمق محيط العاصمة ليس ثريا جدا، مقارنة بشريط عين طاية وتيبازة الذي يزخر بالكائنات الحية والنباتات البحرية المتنوعة، كذلك الولايات الساحلية الشرقية، والغرب الجزائري، خاصة المواقع العذراء البعيدة عن الصيادين، فانبهار وإعجاب ياسمين بما يكتنزه البحر من كائنات حية جعلها تهوى توثيق كل ما تقع عليه عيناها، وممارسة شغفها في تصوير الحياة البحرية واحتراف هذه التقنية، مستغلة فرصة تدرب أحد المخرجين التلفزيونيين المعروفين عندها، في تعلم تقنيات التصوير الأساسية، والذي ساعدها كثيرا في تعلم خبايا الكاميرا سنة 2010، خاصة بعد تنظيم شابتين كانتا ضمن فريق الغطس وتعشقان التصوير الفوتوغرافي، تربصا للتصوير الفوتوغرافي البحري، على يد مختصين أجانب، حيث تعلمت تصوير المحيطات والكائنات الحية الصغيرة التي لا ترى بالعين المجردة باحترافية عالية.
وقالت، بأنها تعتمد على تقنيات علمية كذلك في التصوير البحري، لوضع الكائن الحي ضمن شروط راحة، مع تطبيق تقنيات التصوير، وتوفير الشروط اللازمة للأسماك، تبدأ بمقاومة الضغط وبتعويد الكائن المراد تصويره على وجودها مع استعمال معدل معين للتنفس لتجنب إخافته وضمان اطمئنانه، حيث هناك كائنات تحتاج لنحو 45 دقيقة للتأقلم والخروج من مخبأها للتمكن من تصويرها بزوايا مختلفة، مردفة بأن أجهزة تصوير الكائنات البحرية متوفرة غير أنها باهظة الثمن، وعن سبب عدم مشاركة صورها وفيديوهاتها متابعيها على مواقع التواصل أو تخصيص صفحة لذلك، قالت بأنها لا ترغب بذلك ولا في دخول الميدان الافتراضي، وتفضل ممارسة هذه الهواية للمتعة، كاشفة في ختام حديثها للنصر عن اعتزامها فتح ناد خاص لتعليم الغطس واستقبال كل الراغبين في عيش مغامرة الإبحار في قاع المحيطات والاستمتاع بكنوز الشريط الساحلي الجزائري المتنوع.

باحثة تطلق مشروعا رائدا
تستغل مخلفات معاصر الزيتون لصناعة مواد عازلة صديقة للبيئة
استغلت الباحثة في الطاقات المتجددة بالمركز الوطني للدراسات والأبحاث المتكاملة للبناء في الجزائر، ماجدة موايسي، مخلفات معاصر الزيتون لصناعة مواد عازلة في البناء، صديقة للبيئة، وتساهم في تعزيز كفاءة الطاقة في البنايات.

إيمان زياري

ونجحت الباحثة التي تعمل أيضا بالتنسيق مع معهد "جوزيف ستيفان" للبحث العلمي بسلوفينيا، في تطوير فكرتها التي بدأت كمشروع لنهاية التخرج في ميدان تخصص الطاقات المتجددة بجامعة البليدة، لتحول ماجدة موايسي كل ذلك إلى مشروع بأبعاد أكبر وباسم "إيزوغرين"، سعت من خلاله لإخراج فكرتها إلى النور، خطوة مكنتها من إفتكاك الجائزة الأولى وطنيا خلال مسابقة تحدي المشاريع الإبتكارية في مجال البيئة في أسبوع المقاولاتية الخضراء، الذي أشرفت على تنظيمه الوكالة الوطنية للنفايات بإشراف من وزارة البيئة والطاقات المتجددة وبالتنسيق مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالجزائر المقام شهر ديسمبر 2022 بولاية سطيف.
إعادة تدوير النفايات العضوية
وتقول ماجدة أن تخصصها في مجال الطاقات المتجددة وجهها للبحث عن طرق من أجل إعادة تدوير النفايات العضوية الناتجة عن المعاصر والتي ترمى بشكل عشوائي في الغابات والوديان، مشكلة تهديدا للبيئة خاصة وأن نفايات الزيتون بعد العصر بما فيها النواة والبقايا لا يستغل منها سوى 20 بالمائة، فيما ترمى الـ80 بالمائة المتبقية عشوائيا في الطبيعة، بحيث تتحول المواد السائلة المتواجدة في الغشاء المحيط بالنواة إلى مواد سامة خطيرة، علما أن 1 لتر من هذه السوائل يلوث 600 لتر من مياه الوديان.
وعوضا عن رمي هذه النفايات بشكل عشوائي في الطبيعة، فكرت الشابة وسعت جاهدة لتطوير مشروعها البسيط ليصبح مشروعا بأبعاد كبيرة، كانت انطلاقته من مسابقة المديرية العامة للبحث العلمي بعد التخرج من الجامعة، أين فازت بالمرتبة الثالثة، لتوجه بعد ذلك إلى مركز البحث للدراسات والأبحاث المتكاملة للبناء، أين تمكنت من تطوير مشروعها من خلال القيام بتجارب كثيرة أثبتت مطابقتها للمعايير الدولية، و بعد تجسيد الفكرة، تم وضع طلب براءة الاختراع، وإستفاد المشروع من علامة "لابل" كمشروع مبتكر من وزارة المؤسسات الناشئة واقتصاد المعرفة.
حلول اقتصادية وبيئية
وأضافت الباحثة، أن مشروعها وبالنظر لأهمية الحلول الاقتصادية والبيئية التي يقدمها، خضع لعمل مكثف، أين جرى تطوير المادة العازلة التي أنتجتها من نواة الزيتون تحت إشراف المركز الوطني للدراسات والأبحاث المتكاملة للبناء، أين أجريت عمليات التركيب والاختبارات الأولى للألواح العازلة وذلك على مستوى المختبرات الوطنية لتعزيز الخصائص الفنية.
العمل على المشروع وتطويره لم يبق بحسب الباحثة على مستوى المركز الوطني، بل خضع لاختبارات أكبر في إطار تعاون خاص مع معهد "جوزيف ستيفان" بسلوفينيا، أين خضع لجملة من الاختبارات العلمية المتطورة، منها دراسة الخصائص الفيزيائية والميكانيكية والكيميائية لتطوير المادة ودمجها مع مواد أخرى تزيد من فعاليتها، كما خضعت المادة لاختبار التوصيل الحراري وكثافة المادة، وذلك لتقييم فعاليتها في العزل الحراري.
صناعة محلية تدعم الاقتصاد الدائري
وعن مميزات الألواح العازلة التي تتم صناعتها من نواة الزيتون، أوضحت صاحبة المشروع ماجدة موايسي، أنها عبارة عن ألواح مصنعة جزائريا بمواد جزائرية لعزل البنايات حراريا وصوتيا، بحيث تشكل بديلا عن الألواح العازلة المستوردة، وقالت أن هذه الألواح تشكل نموذجا مثاليا للاقتصاد الدائري، فبالإضافة لكونها صديقة للبيئة، فهي تساعد في إقتصاد الطاقة من خلال التقليل من استخدام المكيفات والتدفئة بالمنازل، وبتقليص استهلاك الطاقة في المنازل يتقلص تلقائيا إنتاج الطاقة في محطات توليد الطاقة، ومنه تقليص إنتاج ثاني أكسيد الكربون الناتج عن ذلك.
أما عن تكلفة الإنتاج، فأوضحت موايسي أنها ستكون أقل مقارنة بأسعار المواد المستوردة، بما يفتح آفاقا جديدة أمام الشركات الوطنية، ويخلق حركية بالمناطق التي تعرف بإنتاجها الوفير للزيتون وبمكان تواجد المعاصر، مضيفة أن المشروع يشكل مثالا مهما للمشاريع المبتكرة التي تعتمد على مخلفات عضوية، بما يعزز من الإبتكار في قطاع الفلاحة والبناء. وبعد حصول المشروع على براءة الاختراع، تواصل ماجدة السعي في مشروع يراهن عليه مركز البحث للدراسات والأبحاث المتكاملة للبناء، ليصبح قاعدة صناعية لمواد تستغل محليا وتنتظر دورها على قائمة المنتوج الجزائري الموجه للتصدير نحو الخارج قبل التفكير في مشاريع جديدة تدعم البيئة وتشكل قفزة نوعية في مجال الطاقات المتجددة بالجزائر.

 

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com