الأحد 13 أفريل 2025 الموافق لـ 14 شوال 1446
Accueil Top Pub

أصناف جديدة ظهرت و كائنات تواجه الانقراض: التغيـــرات البيئيــــة تهدّد التــنوّع البيولوجــي والحيـــاة البريــــة

يواجه العالم تحديات متزايدة بفعل تغيرات مناخية كثيرة تهدد النظم البيئية، وتؤثر بشكل كبير على التنوع البيولوجي، وفي الجزائر ترصد عديد الظواهر البيئية التي تعكس اضطرابا في التوازن، فهناك كائنات حيوانية ونباتية يتهددها الانقراض، بالمقابل ظهرت أخرى جديدة أو كان يرجح انقراضها، وكلها تغيرات تترجم حسب متابعين للشأن البيئي، تبعات الاحتباس وتغيرات المناخ، وتوجب تحركات سريعة وعملية محليا وعلى المستوى الدولي من أجل تخفيف تأثيرات هذه العوامل وانقاذ الكائنات الحية.

أعدت الملف: إيمان زياري

يشكل تغير المناخ محركا رئيسيا لظهور كائنات جديدة وفقدان أنواع محلية وزيادة الأمراض، كما يتسبب بشكل مباشر في موت نباتات وأشجار كانت تعيش في بيئتها بشكل طبيعي، وهي اضطرابات يرجعها الخبراء لمشكل تغير المناخ خاصة فيما يتعلق بارتفاع درجات الحرارة ونقص الموارد المائية وتغير أنماط هطول الأمطار، إضافة إلى تكرار الظواهر القاسية كحرائق الغابات والعواصف الشديدة التي شهدتها العديد من دول العام خلال السنوات الأخيرة وأحدثت تغيرا في البيئة العامة لهذه الدول.
كما يلعب تغير المناخ دورا رئيسيا في تدهور التنوع البيولوجي، بحيث أدى إلى تغير النظم الإيكولوجية البحرية والبرية وأثر بشكل مباشر على مصادر المياه العذبة في جميع أنحاء العالم، فضلا عن كونه سببا في فقدان أنواع محلية وزيادة الأمراض، والموت الجماعي للنباتات والحيوانات، مما أدى إلى تسجيل حالات انقراض سببها المناخ.
وقد أجبرت درجات الحرارة المرتفعة حيوانات ونباتات على الانتقال من ارتفاعات أعلى أو خطوط عرض أعلى، بحسب تقارير أممية تؤكد أن هناك كائنات انتقلت نحو قطبي الأرض، ما يؤثر سلبا على النظم البيئية على المدى البعيد ويزيد من خطر انقراض الأنواع مع كل درجة من الاحترار.
تزايد معدل الجفاف عبر 75 بالمئة من اليابسة تهديد عام
يشكل الجفاف والارتفاع المتزايد في درجات الحرارة عاملا رئيسيا في التغيرات التي تشهدها البيئة الطبيعية، بما ينعكس على المواطن المعتادة للحيوانات و يؤدي لانقراضها أو هجرتها، أو إيجاد طرق أخرى للتكيف مع هذه الظروف الجديدة، وتتسبب ذات العوامل في تدمير كلي للغابات المطيرة وتحويلها إلى جزر صغيرة مع فقدان للتنوع البيولوجي، ما يضع العالم أمام حتمية التدخل العاجل لحماية الحياة البرية بشكل خاص.ويشير تقرير للأمم المتحدة، إلى أن ما يصل إلى مليون نوع من الحيوانات مهدد بالانقراض عبر العالم والعديد منها سيختفي خلال عقود، وذلك في ظل تحول نظم بيئية لا يمكن الاستغناء عنها، من مصارف للكربون إلى مصادر لها، مثل ما يحدث في أجزاء من غابات الأمازون المطيرة بسب إزالة الأشجار، كما اختفت 85 بالمائة من الأراضي الرطبة كالمستنقعات المالحة ومستنقعات المنغروف التي تمتص كميات كبيرة من الكربون.
وتكشف آخر الدراسات الدولية، أن أكثر من 75 بالمائة من اليابسة تشهد جفافا متزايدا مع زيادة الحرائق وتدهور الغابات، مما يجعل النباتات والحياة البرية التي تعتمد على مناخات محددة تعاني بسبب ندرة المياه، فيؤدي ذلك إلى فقدان التنوع البيولوجي وانهيار النظم البيئية، ويتسبب في تقلص التربة، بما يؤثر سلبا على المحاصيل ويزيد من انعدام الأمن الغذائي عالميا، علما أن زيادة الحرارة بواقع 1.5 درجة مئوية تؤدي إلى فقدان 4 بالمائة من الثدييات.

* الخبيرة في شؤون المناخ الأستاذة زينب مشياش
مؤشرات خطر ترصدها النباتات و الطيور والحشرات
تعرف أخصائية الشؤون المناخية الأستاذة زينب مشياش، التغيرات المناخية على أنها تلك التغيرات طويلة الأجل في أنماط الطقس ودرجات الحرارة على الأرض، مرجعة سبب حدوثها إلى عوامل طبيعية مثل الانفجارات البركانية وتغيرات مدار الأرض.

وتعرف هذه التغيرات تسارعا كبيرا بفعل النشاط البشري مثل انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري وقطع الأشجار، والزراعة الصناعية، ما يخلف آثارا خطيرة كارتفاع مستوى سطح البحر وزيادة موجات الحرارة، وتغير أنماط الهطول، فيهدد ذلك النظم البيئية وحياة البشر على حد سواء.
وعن التأثيرات على الغطاء النباتي والحياة البرية، توضح الخبيرة أن تغير أنماط الهطول يؤدي إلى جفاف الأراضي، وأيضا حدوث الفيضانات التي تؤثر بدورها على نمو النباتات، بينما يعمل الارتفاع في درجات الحرارة على انقراض بعض أنواع النباتات غير القادرة على التكيف مع الحرارة المرتفعة.
أما فقدان الموائل الطبيعية، فتقول الأستاذة مشياش، أنه يتمثل في تراجع الغابات أو ذوبان الجليد في القطبين، مما يدفع الحيوانات إلى الهجرة أو الانقراض.
وتضيف الخبيرة أن التغيرات المناخية تلحق أيضا أضرارا كبيرة بالسلاسل الغذائية، حيث إنه عندما تتأثر النباتات التي تعتمد عليها بعض الحيوانات، يسبب ذلك خللا في التوازن البيئي، بينما تعمل زيادة الكوارث الطبيعية مثل الحرائق والفيضانات على تدمير بيئات الحيوانات، مما يجعل التغيرات المناخية تشكل تهديدا خطيرا للتنوع البيولوجي والأنظمة البيئية على مستوى العالم.
وبالنسبة لتأثيرات هذه التغيرات على الحياة البرية والنباتية في الجزائر، أكدت الخبيرة، أنها لم تعد مجرد مشاهد موسمية، بل تحولت إلى إشارات واضحة على التأثيرات المتزايدة للتغير المناخي.
ومن بين الظواهر الأكثر لفتا للانتباه تغير أنماط هجرة الطيور، فطائر اللقلق كما أوضحت، كان يزور الجزائر عادة خلال شهر مارس مع حلول فصل الربيع، إلا أن ظهوره مؤخرا أصبح خلال شهر ديسمبر، واصفة هذا التغير بالكبير في توقيت هجرته، ومرجعة إياه للتغيرات المناخية.
كما تحدثت، عن اختفاء أسراب طائر الزرزور المهاجر، خلال فصل الخريف من عام 2023، واصفة المشهد بغير المألوف بالنسبة للأجواء الجزائرية، خاصة وأن قدوم هذا الطائر كان يرتبط بموسم جني الزيتون، إلا أن تأثر الموسم بتغير المناخ من خلال تأخره أو ضعف المحصول نتيجة للجفاف وارتفاع درجات الحرارة، أخل بنظام ظهور الطائر.
وذكرت الباحثة كذلك، موعد تكاثر الطيور والذي تؤكد أنه تأثر أيضا أين لوحظ تأخر في العملية إلى شهر جويلية أو أوت، بعد أن كان معهودا خلال شهري أفريل و ماي، ما يعكس التأثير الكبير للتغيرات المناخية على الدورات الحيوية للأنواع.
وبالنسبة للغطاء النباتي، تحدثت الأستاذة مشياش، عن تسجيل تغير كبير قالت إنه يظهر بشكل جلي من خلال تأثر أشجار السنديان بشكل كبير أين تأجل تفتح براعمها بفعل الجفاف الذي ضرب البلاد على مدار سنوات متتالية، في حين أن براعم الأشجار القريبة من البساتين المسقية تمكنت من التفتح في شهر أفريل.
وأشارت أيضا، إلى أن الوضع أثر أيضا على الأشجار الغابية التي لم تستفق من سباتها إلا أواخر ماي، ومع تأخر سقوط الأمطار استفاقت في منتصف الشهر. كما تحدث الباحثة، عن تسجيل ملاحظات أخرى تتعلق باحمرار وتساقط جماعي لأوراق نفس الفصيلة، وهو مؤشر اعتبرته قويا على الإجهاد المائي الكبير الذي تعاني منه النباتات.
وحذرت المتحدثة، من تأثر صحة الغابات، قائلة إن أشجار الصنوبر بمنطقة الجلفة تعرضت لأضرار بالغة، وماتت العديد منها، في حين أصيبت أخرى بأمراض نتيجة الإجهاد المائي والجفاف الطويل، كما تم تسجيل اختلال في دورات الحشرات والزواحف، ولوحظت تغيرات كبيرة في دوراتها، فالحشرات التي كان من المعتاد أن تنشط في الربيع، بدأت تظهر خلال فصل الصيف، مما أدى إلى تداخلها مع الأنواع الصيفية، وفشل العديد منها في إكمال دورة الحياة بسبب نقص النباتات الخضراء اللازمة لنموها، أما الزواحف تضيف الباحثة، فقد لوحظ أن بعضها لم يدخل في سباته الشتوي المعتاد، وهو أمر اعتبرته غير طبيعي يعزى إلى تغير درجات الحرارة المستمر.
مسؤولية جماعية تفرض تدخلا مستعجلا
وللحد من آثار التغيرات المناخية وضمان مستقبل مستدام، تشدد الخبيرة المناخية زينب مشياش، على أهمية التركيز على تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة للالتزام بالهدف العالمي المتمثل في إبقاء ارتفاع درجة حرارة الكوكب أٌقل من درجتين مئويتين، مع ضرورة اعتماد إستراتيجيات تكيف على المدى القصير، والمتوسط، والطويل لمواجهة التحديات المناخية. ومن بين أهم طرق التكيف، تدعو المتحدثة إلى العمل على حماية المناطق المعرضة للتصحر من خلال برامج إعادة التشجير، وزراعة أصناف نباتية مقاومة للجفاف والحرارة العالية والتركيز على زراعة الأنواع المحلية.
كما تدعو الخبيرة، إلى ضرورة تحسين إدارة الغابات والمراعي لضمان استدامتها، وتعزيز السياسات التي تمنع إزالة الغابات واستغلالها بشكل مفرط، وإنشاء محميات طبيعية جديدة لحماية النباتات النادرة والمهددة بالانقراض، كما تشير إلى حتمية العمل على استعادة النظم البيئية المتدهورة عبر مبادرات طويلة الأمد.
أما بالنسبة للحياة البرية، فتعتبر أن توفير ممرات مائية تساعد الحيوانات على الانتقال نحو مناطق مناسبة بيئيا، من أهم الحلول لمواجهة الخطر، إلى جانب تحسين الموائل الطبيعية، وتوفير مصادر مياه وغذاء للحيوانات وذلك من خلال حماية المفترسين والطرائد، وكذا مراقبة التغيرات في النظم البيئية، والتدخل عند الضرورة، والعمل على تعزيز التنوع البيولوجي عبر حماية النظم البيئية المتكاملة، ناهيك عن دعم البحوث حول كيفية تكيف الكائنات الحية مع التغيرات المناخية، خاصة وأن بعض الأنواع قد نقلت مجالها الحيوي نحو الشمال بحثا عن ظروف ملائمة للعيش. والأهم من ذلك الحرص على التعليم والتوعية من أجل تعزيز الوعي على جميع مستويات المجتمع، وكذا تكييف الإجراءات لتتانسب مع خصوصيات كل منطقة وكل إشكالية.

* رئيس الجمعية الوطنية لتوثيق الحياة البرية مراد حرز الله
الجفاف يضعف الحياة البرية وحظيرة القالة الأكثر تضررا
كشف رئيس الجمعية الوطنية لتوثيق الحياة البرية، السيد مراد حرز الله، أنه وبعد خبرة سنوات في الميدان، يمكنه تأكيد تسجيل تدهور كبير للوضع بالنسبة للغطاء النباتي وكذا الحياة البرية في الجزائر، أين تمت ملاحظة عديد التغيرات على مستوى الغرب، وتحديدا بطريق غيليزان وسيدي بلعباس، أين اصفرت جل الغابات بشكل واضح للعيان، ما يؤكد التدهور الكبير في الغابات خاصة في المناطق الغربية بسبب الجفاف الناتج عن التغيرات المناخية بالدرجة الأولى.

وتحدث حرز الله، عن تسجيل تناقص كبير في الأعشاب عبر كامل التراب الوطني سواء الطبية أو غيرها، وتراجع في الكم والنوع، كما أشار إلى نقص في الكائنات الحية سواء الطيور أو الثدييات أو الحشرات، وهو ما يدعو حسبه، إلى دق ناقوس الخطر، خاصة وأن سنة 2024 كانت كارثية على حد وصفه.
تدهور ما يقارب 80 بالمائة من الحياة البرية في الجزائر
وأوضح، أن السنوات العشر الماضية عرفت تدهور ما يقارب 80 بالمائة من الحياة البرية في الجزائر، خاصة فيما يتعلق بالطيور المهاجرة، أين تم إبلاغ إدارة الغابات بولاية برج بوعريريج، بتقلص عدد الطيور التي تمشي بمحاذاة الجداول والأنهار، بعد أن كانت بالآلاف لنحصر العدد إلى عشرات قليلة جدا، والسبب هو جفاف البرك.
مضيفا،أن مشكل الجفاف أدى كذلك إلى موت أصناف أخرى كطائر النحام الوردي، الذي اضطر ما تبقى منه للبحث عن مواطن عيش جديدة بسبب جفاف بعض بحيرات مدينة أم البواقي أين يرصد عادة، ليتم اتخاذ قرار بنقل حوالي 500 طائر إلى مكان آخر لتفادي الموت الكلي للصنف.
وقال المتحدث، إنه قبل عشر سنوات كانت عمليات الإحصاء تسجل الآلاف من صنف طائر الحدف الشتوي، لكن العدد لا يتجاوز اليوم 50 طائرا، مشيرا أيضا إلى الخطر الذي يتهدد أنواعا مصنفة كطرائد، مثل طائر الكركي، الذي قال إنه لم يشاهد أبدا سنة 2024، بالرغم من أنه اعتاد على الظهور في مجموعات كبيرة خلال السنوات الماضية.
وأوضح الخبير البيئي، أن أكبر المناطق تضررا من هذه التغيرات المناخية هي حظيرة القالة بولاية الطارف، وذلك بسبب جفاف بحيرات «قرعة» التي تعتبر المورد الرئيسي للطيور في المنطقة ومكان تجمعها وتعشيشها، وكذلك الوضع في منطقة «المقطع» مكان التقاء البحر مع واد الشلف بمستغانم، وهي منطقة مائية يبلغ مدى تأثيرها عدة ولايات منها معسكر ووهران، كونها شكلت لسنوات وجهة رئيسية للطيور المهاجرة باعتبارها رواقا غربيا لهجرة الطيور.
وقد سجلت في المكان عدة مجمعات لطيور معششة سنة 2023، إلا أن المقطع بدا شبه جاف سنة 2024، مما سيؤثر سلبا على الحياة البرية وتعشيشها وتكاثرها في المستقبل.
ويؤكد المتحدث، أن حظيرة القالة ليست الوحيدة المعنية بالخطر، وأن معظم الحظائر الوطنية مهددة وفي مقدمتها جرجرة المعروفة بتعشيش الطيور الغابية، إذ لوحظ بها السنة الماضية تدهور كبير بفعل الجفاف أثر كثيرا على الحياة بها وبخاصة على الطيور.
مضيفا، أن معظم الحظائر تواجه الخطر بسبب الاحتباس الحراري، وأن التعشيش والتكاثر تأثرا كثيرا بنقص المياه، خاصة وأن الطائر يعشش في قلب البحيرة، ما يجعله يبحث عن مناطق أخرى خارج بوصلة الهجرة المحددة لديه، بما يهدده بالتيهان وأحيانا الموت لعدم وجود المياه والغذاء، وبالتالي موت جماعي لهذه الطيور بفعل جفاف تلك البرك.
كما أكد حرز الله، أن الحظيرة الوطنية بالقالة، تضررت بشكل كبير بنسبة تقارب 90 بالمائة بسبب الجفاف والتغيرات المناخية، مضيفا أن حظائر أخرى تضررت نسبيا خاصة المناطق الجبلية.

* محافظة الغابات بإيليزي حدوشي نورة
رصدنا أصنافا جديدة و سجلنا اختفاء طيور وحيوانات
أكدت محافظة الغابات بولاية إيليزي، السيدة حدوشي نورة، أن التغيرات المناخية التي يشهدها العالم بشكل عام والجزائر بشكل خاص، أثرت كثيرا على النظم البيئية، متسببة في فقدان التنوع البيولوجي.

وقالت، أن الحيوانات والنباتات التي تكيفت مع البيئة القاسية في الجنوب تعاني من صعوبة البقاء، مما يعرض بعض الأنواع لخطر الانقراض.
وتؤكد المحافظة، أن الجفاف تسبب بشكل مباشر في تغيير مواقيت هجرة الكثير من الطيور، خاصة وأن ذلك يتسبب في ندرة الغذاء، مما يقلل من محطات الراحة لديها، مشيرة إلى أن للتغيرات المناخية تأثير كبير على الجزائر ككل، فقد تسبب في الجنوب الصحراوي في تغيرات ملحوظة في معدل الهطول، إذ شحت السماء في آخر خمس سنوات كليا، بعدما كانت الأمطار تسقط بمعدل 3 إلى 4 مرات سنويا، وهذا ما تسبب حسبها، في نقص في المياه الجوفية، وموت الأشجار ومرض البعض منها، على اعتبار أن الوديان جفت ولم تعد تجري سوى مرة كل سنتين تقريبا.
من جهة ثانية، تحدثت المحافظة عن ظهور أنواع عديدة من الطيور التي لم يسبق أن مرت بالجزائر، مؤكدة أن الجفاف الذي أصاب مالي والنيجر، أجبر الطيور في تلك المناطق على الدخول إلى الجزائر والاستيطان فيها وهي ملاحظات جد مهمة، تشمل كذلك حيوانات أتت من النيجر إلى الحدود الجزائرية بحثا عن المياه.
كما تتحدث السيدة حدوش عن أشجار الآكاسيا التي مات الكثير منها بسبب الجفاف، وهو نفس الوضع بالشمال الجزائري، في ظل شح مياه الأمطار الذي أصبح يرهن نمو الأشجار، بينما كان للجزائر خزان مائي جوفي كبير بفعل تساقط الثلوج التي تناقصت بشكل كبير خلال السنوات الماضية، وأكدت أن الجفاف الذي يصيب اليوم معظم الكوكب، يفرض على الدول زراعة أشجار تلائم المناخ الجاف مثلما بدأت دول أوروبية بالعمل عليه كفرنسا التي تبحث اليوم عن أصناف جزائرية لزراعتها في فرنسا.وتدعو محافظة الغابات بولاية إيليزي، إلى ضرورة التشجير والاعتماد على أشجار تقاوم الجفاف في ظل التوجه نحو مناخ شبه جاف في معظم المناطق، مشددة على أهمية اختيار أصناف ملائمة، مع الالتزام بطرق سقي مبتكرة لضمان نمو الأشجار.معتبرة في معرض حديثها، أن الماء أساس الحياة النباتية والبرية و سر بقاء أشجار الزيتون والخروب، مع التأكيد على أهمية التكيف من خلال تنفيذ إستراتيجيات خاصة كالإدارة المستدامة للموارد المائية وتطوير محاصيل مقاومة الجفاف، فضلا عن تعزيز الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي للحد من حجم هذه التأثيرات.
وقالت، إن الصحراء الكبرى من بين النظم البيئية الهشة التي تبقى عرضة لتأثيرات التغير المناخي، بما يفرض اتخاذ إجراءات عاجلة للحفاظ على هذا النظام البيئي الفريد ودعم السكان الذين يعيشون فيه.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com