الأربعاء 8 جانفي 2025 الموافق لـ 8 رجب 1446
Accueil Top Pub

شمل 17 هكتارا من الأصناف الميتة بغابة جبل الوحش: القطع الصحي للأشجار يحميها و يحافظ على المحيط الغابي

* تحصلنا على نتائج إيجابية تسمح باستبدال المواد المستوردة
تنظم مصالح الغابات مع بداية موسم البرد، علميات للقطع الصحي للأشجار على مستوى المحيط الغابي و هي عملية ضرورية جدا لحماية الثروة الغابية من الحشرات الضارة التي تنقل العدوى، كما يعد التقليم كذلك حاجة صحية للحفاظ على عمر الشجرة وسلامتها.

هـــدى طابي

تنظم مصالح الغابات مع بداية موسم البرد، علميات للقطع الصحي للأشجار على مستوى المحيط الغابي و هي عملية ضرورية جدا لحماية الثروة الغابية من الحشرات الضارة التي تنقل العدوى، كما يعد التقليم كذلك حاجة صحية للحفاظ على عمر الشجرة وسلامتها.
يلاحظ المتجول في محيط غابة ذراع الناقة بحظيرة جبل الوحش الغابية بقسنطينة، هذه الأيام، قطع مساحات محددة من الأشجار، وقد يبدو الأمر غير مفهوم أو مفاجئ في البداية، خصوصا وأن العملية تتم من قبل أعوان الغابات، وهو ما يطرح تساؤلا حول الغرض، خصوصا وأن المنطقة عرفت تدخلا مس هكتارات من الأشجار.
يوضح بهذا الخصوص المكلف بالاتصال على مستوى محافظة الغابات بقسنطينة علي زقرور، بأن العملية تتعلق أساسا ببرنامج للقطع الصحي يتم في إطار حماية الثروة الغابية وإعادة إصلاحها خصوصا بعدما تعرضت له من أضرار خلال السنوات الماضية بفعل آفة الحرائق ومشكل انتشار الحشرات الضارة.
وحسب المتحدث، فإن برنامج القطع الصحي يندرج ضمن مسار تربية وتنمية الغابات، علما أن هناك أنواعا عديدة من القطع أبرزها القطع الصحي، وقطع التنظيف، وقطع الإضاءة وغير ذلك، منها ما يتم على مستوى المحيط الغابي، ومنها ما يكون ضمن المحيط الحضري مع اختلافات ترتبط بطبيعة كل تدخل من مجموعة التدخلات التي تصنف كأشغال حرفية.
وقال، إن البرنامج الخاص بالقطع الصحي تحديدا، يشمل كلا من غابات المريج، و كاف لكحل، والجباس حاج بابا، وذراع الناقة بجبل الوحش، وقد انطلق العمل على ضبطه قبل سنوات بإشراف من أعوان متخصصين تابعين لمحافظة الغابات بقسنطينة، وذلك بناء على خرجات معاينة صحية اتضح خلالها وجود أشجار دخلت مرحلة الوفاة بعد تضرر البراعم النهائية كليا ما تسبب في اضمحلالها.
منع بيع الأخشاب المقطوعة لتجنب انتقال العدوى
وأوضح المتحدث، أنه بين جانفي ومارس من سنة2021، بوشرت أولى عمليات الجرد بالتنسيق مع المعهد الوطني للأبحاث الغابية، لإحصاء الأشجار التي أصيبت بالأمراض الطفيلية وباتت ناقلة للعدوى، أين تم تعيينها باستعمال الطلاء وقد كان العدد في تلك الفترة لا يتجاوز100 شجرة، لكنه تضاعف مع مرور السنوات وصولا إلى 2024، بسبب عديد العوامل أبرزها الحشرات الضارة والحرائق، وهو ما استدعى إلزامية القطع الصحي للأشجار الميتة ومتابعة الأشجار الأخرى في مرحلة الموت، مع وضع فخاخ للحشرات الناقلة للعدوى على مستوى الأشجار الحية والجيدة.
وحسب علي زقرور، فإن الخشب الناتج عن الأشجار التي يتم قطعها والتي تكون مريضة في الأصل لا يباع، وإن تقرر بيعه قصد تحويله إلى فحم، فإن ذلك يتم على مستوى قسنطينة فقط، وتحت مراقبة إدارة الغابات، تجنبا لانتقال العدوى إلى مناطق أخرى في حال بيع خارج إقليم الولاية.
موضحا، أن هناك إجراءات تسبق عملية بيع الخشب، أولها التخلص من القشرة الخارجية للخشب بحرقها مباشرة، قبل تحويل الجذوع لفائدة منتجي الفحم.
خطة تشجير لاستخلاف الأنواع المتضررة
وأضاف، بأن القطع الصحي في محيط غابات قسنطينة كان قد انطلق في أكتوبر 2024 بعد سنوات من المعاينة، وبناء على خطة تدخل علمية مدروسة، حيث مست العملية حوالي 17 هكتارا بغابة جبل الوحش، إلى جانب تدخلات عديدة على مستوى غابة البعراوية، وحاج بابا ومناطق أخرى، لأنها عملية ضرورية لحماية الثروة الغابية من خطر العدوى، علما أن نسبة كبيرة من الأشجار المقطوعة عبارة عن أشجار مسنة.
وتحدث المكلف بالاتصال بمحافظة الغابات بقسنطينة، عن برنامج تعويضي لاسترجاع بعض الأصناف المقطوعة أو المتضررة بغابة جبل الوحش التي وصفها بالمخبر، بالنظر إلى تنوع الأصناف على مستواها، مشيرا إلى أن هناك برنامجا للتشجير لاستخلاف الأشجار المقطوعة، يضم نفس الأنواع التي تم التخلص منها ولكن بأعداد أكبر لتوسيع المساحة، مؤكدا أن العديد من الشتلات جاهزة للغرس.
لهذا يجب قطع أو تقليم الأشجار في المناطق الحضرية

من جهته، أوضح الخبير البيئي و الإطار بمحافظة الغابات بقسنطينة عيسى فيلالي، أن القطع يختلف بحسب الحاجة، فهناك القطع الصحي وهناك نوع من القطع الوقائي، أو عند الضرورة القصوى لحماية المواطن، وهو ما يتم عادة على مستوى المناطق الحضرية، لأن هناك أشجارا كبيرة في السن تكون قد ماتت وصارت تشكل خطرا على المارة، وقد تكون هناك أشجار مريضة يتوجب الاهتمام بها. وقال إن معظم عمليات القطع التي تمس الأشجار في المحيط السكني أو العمراني، تتم بناء على شكاوى المواطنين، خصوصا عندما يتعلق الأمر ببعض الأشجار المعمرة أو كبيرة الحجم التي تبدأ تدريجيا في الميلان، أو في فقدان أغصانها ما يضاعف خطرها في ظل احتمالية سقوطها أو سقوط جزء كبير منها.
مؤكدا، أن هناك حالات لا تستدعي القطع كليا بل الزبر فقط أو التقليم لتحسين حجمها تجنبا لأية مخاطر محتملة، موضحا أن مثل هذه العمليات تكون مكثفة في موسم البرد لأن الأشجار تدخل في مرحلة تشبه السبات تحضيرا لفصل الربيع أين تعود للحياة بقوة وتباشر عملية إفراز النُسغ.
وحسب فيلالي، فإن القطع الصحي يختلف من حيث الأهمية والغرض، لأنه يهدف إلى حماية باقي الأشجار الأخرى من خطر عدوى معينة، ولا يتم بناء على طلب المواطن، بل استنادا إلى معاينة متخصصة وخبرة علمية يقوم بها أعوان محافظة الغابات.
علما أن هناك عمليات قطع لا يكون سببها مرضا محددا، بل يوجبها ما يعرف بالإجهاد الحراري أو المائي الذي تتعرض له أصناف من الأشجار على مستوى الغابات، فيضعفها ويجعلها غير قادرة على إنتاج دورة حياة أخرى فيكون من الضروري قطعها لأنها أصبحت ميتة.
هـ / ط

الباحث في التنوع الحيواني والنباتي رضوان طاهري
كائنات منقرضة رُصدت مجددا لأول مرة في الجنوب الجزائري
تتبع عدسة الباحث في التنوع الحيواني والنباتي، ومخرج أفلام وثائقية عن الحياة البرية، رضوان طاهري، حركات رشيقة وسريعة لحيوانات تترصد فريستها، أو تزهو راقصة على الماء مثلما هو الحال مع النحام الوردي، وفوق رمال الصحراء الجزائرية الملتهبة، وتحت مسطحاتها المائية المثيرة للغرابة، تظهر حيوانات أخرى لتؤكد عودتها للعيش على أرضنا بعد غياب دام لسنوات، أو بعدما اعتقد بانقراضها كليا، لكن ذلك لا يعني أن كل القصص سعيدة حسب صاحب قناة « البرية»، فخطر الانقراض يتهدد بعض الأصناف ويفرض ضرورة توفير محميات لها.

إيناس كبير

تشكل أي حركة مفاجئة في الجبال، الوديان والمغارات، بالنسبة لرضوان طاهري، بداية قصة جديدة يضمنها في فيلم وثائقي عن الحياة البرية في الصحراء الجزائرية.
ساعات من الانتظار يقضيها في الخارج متحملا قساوة الصحراء ليصور حياة أخرى تجري بعيدا عن أعين الناس، فيجازف لينقل أدق تفاصيلها لحوالي نصف مليون متابع على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» «وايلد آلجيريا».
وفي عالم ألهبته الشمس على حد تعبيره، ستفاجئك سمكة تشق مياه بحيرة في معركة مع طائر أو فقمة يترصدانها هدوء الصحراء، وهكذا فإن كل مقطع ينشره على صفحته يصيبك بدهشة جديدة، كأن تعرف أن الصحراء كانت موطنا للجمبري قبل الديناصورات.
الشريط الحدودي الجزائري أصبح مأمنا للحيوانات
أرجع الباحث في التنوع الحيواني والنباتي، ومخرج الأفلام الوثائقية عن الحياة البرية، ثراء التنوع البيولوجي في الجزائر إلى شساعة مساحة الأرض ومكانها الاستراتيجي الواقع بين إفريقيا وأوروبا، ومتصلا بالبحر الأبيض المتوسط، وأوضح بأن هذا المكان الدافئ أوجد تنوعا نباتيا وحيوانيا كبيرا بالإضافة إلى التنوع المناخي، إذ يمكن أن تتوالى على اليوم الواحد أربعة فصول.
وعلق طاهري قائلا :»لو ننزل إلى عين صالح سنجدها صحراء شديدة الحرارة، بينما تكون جبال جرجرة بيضاء بالثلوج»، مضيفا « يمكن أن نجد في ولاية بشار مثلا، أربعة فصول كأن تتراكم الثلوج على قمم الجبال لكن حرارة الرمال في الأسفل تظل حارقة».
تحدث الباحث في التنوع الحيواني والنباتي، عن ميزة أخرى تختص بها الجزائر وهي مناطقها الحدودية المحمية من طرف الجيش لمحاربة التهريب والمخدرات، ما جعل حركة البشر تقل هناك وبالتالي فقد وجدت الحيوانات المنطقة آمنة فأصحبت تتكاثر فيها مثل الغزلان.
أما عن المناطق التي تزخر بتنوع بيولوجي كبير، فاعتبر طاهري بأن بشار ولاية ثرية بالتنوع الحيواني والنباتي، بالإضافة إلى القالة المصنفة كمحمية، كما ذكر سلالات عديدة تزخر بها الجزائر على غرار نوع من القردة يتواجد في جبال جرجرة، وهناك العقعق المغاربي، وهو نوع من الغُرابيات، وكاسر الجوز القبائلي، الموجود في البيئة الجزائرية فقط، فضلا عن أنواع نباتية متعددة مثل سرو الطاسيلي، الذي تختص به هذه المنطقة فحسب، لذلك يرى طاهري أنه من الضروري توفير الحماية لهذه الأصناف.
أما بخصوص دوره كموثق للحياة البرية وعارف بأسرارها، فقال إنه وجد من المهم أن يساهم في توعية المواطنين بقيمة هذا الكنز الطبيعي والتحذير من الكوارث الطبيعية التي تهدده، وتؤدي إلى فقدان أنواع من الحيوانات مثلما قام به سابقا عندما نشر عن إمكانية حدوث حرائق ستقضي على طائر العقعق المغاربي، بالإضافة إلى التحذير من اختفاء بعض سلالات الغزلان.
حيوانات الصحراء الجزائرية فريدة من نوعها
كلما جُبتَ الصحراء تكتشف سلالات بعضها تعيش في موطنها الأصلي وأخرى قدمت من قارات أخرى، هكذا تحدث طاهري عن الحياة البرية جنوب الجزائر، أين توجد كائنات نادرة أهمها القضاعة المائية أو الثعلب المائي، الذي شبهه محدثنا بالفقمة، وأوضح أنه يقتات على الأسماك فقط وحساس تجاه التلوث، فلو تناول سمكة مريضة على سبيل المثال سيكون مصيره النفوق.
أخبرنا كذلك، أنه لا يوجد مكان في العالم تستوطن فيه القضاعة المائية منطقة صحراوية إلا في الجزائر، وبالتحديد في الساورة، لذلك فقد جذبت باحثين لتوثيق أسلوب عيشها وتفاعلها مع هذه البيئة الجافة، ومن المفارقات العجيبة الموجودة في صحرائنا أيضا، مشهد طائر الرفراف الأوروبي يقتات على الأسماك في منطقة شديدة الحرارة.
كما لفت أيضا، إلى سلالات مختلفة من الغزلان التي ينحصر وجودها في الجزائر وبعض الدول المجاورة، وعقب أن ولاية بشار لوحدها تعد موطنا لثلاثة أنواع من الغزلان، هي غزال الأطلس الذي يعيش في الجبال وهو نوع خاص بشمال إفريقيا، وغزال «دوركاس» الريم، يُضاف إليها غزال الأدمي، وهذه الأنواع مهددة بالانقراض بسبب كثرة صيدها.
وتتميز الكائنات الصحراوية وفقا لمخرج وثائقيات الحياة البرية، في تحديها للمنطقة القاسية التي تعيش بها من أجل البقاء، وضرب المثل بقط الرمال، الذي يعيش في مكان جاف من المياه لذلك فهو يقتات على القوارض الصغيرة ويتخذ من دمائها سائلا يروي عطشه.
كائنات رُصدت أول مرة في جنوب الجزائر
شكل العثور على سمكة «الساورانسيس» الخاصة بواد الساورة فقط، هدفا للمغامر طوال عشر سنوات، إذ أُعلن عن انقراضها سنة 2001 ولم تُشاهد في أي مكان آخر في العالم بعدها، وقد قام هو بمحاولات عديدة باحثا في عنها في الواحات، والوديان وحتى في المياه الجوفية، لكن دون نتيجة.
سنة 2024 وفي إحدى خرجاته إلى منطقة خالية من البشر، تفاجأ بوجود واد ينبع من عين وسط الرمال به طحالب ويستغله فقط أحد رعاة المنطقة وهنا خمن محدثنا، أن النبع لم يجف منذ مئات السنين فبدأ في البحث عن السمكة التي وجدها أخيرا تسبح أمام عينيه.
عبر المغامر عن الموقف قائلا: «من حسن الحظ أن الماء كان مالحا ولو كان عذبا لنفقت»، ليعود في اليوم الموالي حاملا معدات التصوير ويوثق وجودها، وقد أخبرنا أن صحفا عالمية اهتمت بالخبر وتناقلته. ومن بين الكائنات المثيرة للاهتمام أيضا «جمبري الديناصورات» الذي كشفت حفريات قديمة أنه عاش قبل الديناصورات منذ 400 مليون سنة، وبحسب وصف الباحث في التنوع الحيواني والنباتي له، فإن شكله مدرع يعيش في الحفريات وقد وجد في السنوات الأخيرة في البرية الجزائرية وبعض دول العالم. وأفاد طاهري، أن باحثين من إسبانيا تواصلوا معه لتشخيص جيناته الوراثية، حتى يحددوا ما إذا كان من السلالة نفسها المنقرضة أو يحمل جينات وراثية أخرى. كما تحدث، عن أنواع أخرى كان الباحثون يرجحون انقراضها مثل الفهد الصياد الغائب منذ عشر سنوات، والذي اتضح أنه هاجر من الجزائر قاصدا نيجيريا بسبب انتشار صيد الغزلان في بيئته ما أدى إلى فقدانه غذاءه، وبسبب الحروب التي هددت أمنه عاد مرة أخرى إلى الجزائر، وهناك النمر الأطلسي، الذي يعيش في مناطق جبلية بعيدة عن الإنسان وهو أيضا كان مغتربا، وقد أكد طاهري وجوده من خلال بعض الأدلة مثل الغزلان المعلقة على الأشجار وآثار مشيه على الأرض، بالإضافة إلى شهادة حوالي 50 صيادا ممن رأوه.
ومن الحيوانات التي أشار إلى عودتها إلى الجزائر «فقمة الراهب»، التي تبلغ حوالي ثلاثة أمتار وتعيش فقط في البحر الأبيض المتوسط، وهي غائبة منذ الثمانينات، وقد تجول في سواحل وهران وعنابة باحثا عنها إلى أن رُصدت منذ سنتين في ساحل ليبيا وبالقرب من الجزائر، وأوضح طاهري، أن الحيوانات الغائبة تعود إلى منطقة ما عندما تجد فيها الأمان أو بحثا عن الغذاء.
المحميات ضرورية للحفاظ على الحياة البرية
وأكد طاهري، على وجود حيوانات في الجزائر لم تُكتشف إلى حد الساعة، وعلق قائلا :»نحن نعيش الوقت بدل الضائع، بعض الكائنات انقرضت ولم تُسجل من الأساس».
وأرجع سبب الاختفاء إلى النشاط البشري الذي يظلم باقي الكائنات الحية التي تقاسمنا كوكب الأرض، ومن أكثر النشاطات تأثيرا فتح مسالك الطرقات في المناطق الوعرة، وبناء السدود، والاستحواذ على مناطق المياه، أو تواجد رعاة الماشية بها، وكذا الحروب والصراعات التي تجعل الحيوانات تفقد الأمان ما يؤدي إلى انقراضها أو تناقص أعدادها.
أما عن انقراض بعض الحشرات، كالفراشات التي لم تعد تزين ألوانها الطبيعة في فصل الربيع، فأوضح أن السبب يعود إلى الاستخدام العشوائي للمبيدات، فبعضها ممنوع دوليا لأنه يقضي على تنوع الحشرات وأي كائن حي.
و تطرق محدثنا كذلك، إلى استخدام أساليب حديثة لصيد الغزلان، ما أدى إلى اختفائها وانقراض أنواع أخرى مثل غزال الأطلس، كما اعتبر طاهري، أن الصيد الجائر سبب غياب بعض أنواع الطيور، محذرا من عمليات تهريب طائر الحسون عذب الصوت.
كما أشار، إلى تصرفات أخرى ظالمة للبيئة وكائناتها مثل تجارة بعض النباتات موضحا: «إن تجارا تغلب عليهم الأنانية ينسون أن الأرض وما تنبته حق لأمم مثلهم، فيقتلعون كل النباتات التي تنبت من أجل بيعها دون التفكير في باقي الكائنات». مضيفا أن بعض الأراضي في ولايات جنوبية أصبحت جرداء. وعلق الباحث في التنوع الحيواني والنباتي، ومخرج الأفلام الوثائقية عن الحياة البرية، رضوان طاهري، أن الحياة البرية في الجزائر تسير نحو الأسوأ خصوصا في ظل غياب محميات بمعايير متطورة، وقلة دوريات المراقبة والحماية، داعيا إلى تكثيف هذا النشاط بما يسمح لنا بالاستمتاع بمناظر تجول الغزلان على حافة الطرقات، خصوصا منطقة الساورة التي تحتوي على تنوع طبيعي كبير لا يمكن استرجاعه في حال ضياعه.
إ.ك

تهدد الصحة وتكلف 4 مليار دولار سنويا
الاحتباس والتلوث البيئي ينشران الأمراض الاستوائية
أوضحت المنظمة العالمية للصحة، أن تواصل الاحتباس الحراري على كوكب الأرض، أصبح يهدد الصحة البشرية أكثر وأكثر، وأن الأبحاث في هذا النطاق تشير إلى أن تغير المناخ بين عامي 2030 و2050 سيتسبب في وفاة نحو 250 ألف حالة إضافية سنوياً، وستقدر تكاليف الأضرار المباشرة على الصحة بسبب تغير المناخ ما يتراوح بين 2 و4 مليارات دولار سنويا بحلول عام 2030.

وقد أظهرت حالات الإصابة بالأمراض الاستوائية مؤخرا في عدة دول من شمال الكرة الأرضية البعيدة جدا عن المدار الاستوائي، أن الملاريا، وحمى الضنك، وحمى غرب النيل، والليشمانيا وغيرها من الأمراض، لم تعد مقتصرة على النصف الجنوبي للكرة الأرضية، ولكن مع تغير المناخ وزيادة حركة السفر، بات من الواجب اتخاذ كل إجراءات الحيطة والحذر، لأن البشر باتوا في مواجهة خطر انتشار هذه الأوبئة بشكل أكبر، مع احتمالية وصولها إلى مناطق غير معهودة.
وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة مناد سعاد أخصائية الأمراض المعدية، إن الوقاية من الأمراض الاستوائية المتنقلة عن طريق الحشرات، تشمل أساسا مكافحة الحشرات الخطرة بطرق علمية سليمة بمشاركة مختلف القطاعات و الفاعلين في مجال الصحة والبيئة و الفلاحة، و إشراك المواطن وتوعيته و تحسيسه بخطر هذه الأمراض و بمسبباتها، ليكون عضوا فعالا في تحقيق الأمن الصحي في بلادنا عبر الاهتمام أكثر بموضوع البيئة وسلامة المحيط. تنتشر الأمراض الاستوائية وفق المتحدثة، بشكل رئيسي في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، حيث تكون مرتبطة بالظروف المناخية والبيئية التي تسود في تلك الجهات، ومن أهم هذه الأمراض الملاريا، وهو مرض طفيلي ينتقل عن طريق لدغات البعوض المصاب، الذي يأخذ الطفيلي في وجبته من خلال لدغ شخص مصاب، و تعد الحمى من أبرز أعراض الملاريا التي تتقاطع قليلا مع أعراض الأنفلونزا.
وفي حال تأخر العلاج أو غيابه، فإن المرض يتطور حسبها، إلى مضاعفات خطيرة أهمها الالتهاب الدماغي، وبفضل الجهود المكثفة للمكافحة تم القضاء على الملاريا المتنقلة محليا في الجزائر منذ 2019، منذ ذلك الوقت فإن كل الحالات هي حالات مستوردة و يعتبر هذا مكسبا مهما جدا ينبغي الحفاظ عليه كما قالت، وذلك من خلال اليقظة المستمرة و متابعة البرنامج المسطر لهذا الغرض خاصة في المناطق الحدودية.
أما مرض حمى غرب النيل، فينتقل عن طريق لدغات البعوض التي مصدرها الطيور المهاجرة كما أوضحت، و يتسبب غالبا في أعراض تتراوح بين الحمى الخفيفة إلى التهاب الدماغ الشديد.
كما ذكرت «الليشمانيا»، وهو مرض طفيلي ينتقل عن طريق لدغات ذبابة الرمل، ويمكن أن يسبب تقرحات جلدية أو إصابات داخلية خطيرة، و ينتشر في بعض المناطق الريفية أين تتوفر الظروف البيئية المناسبة لتكاثر ذبابة الرمل.
ومن الأمراض الاستوائية الأخرى نجد مرض النوم، الذي ينتقل عن طريق ذبابة «التسي تسي»، وقد يؤدي إلى الموت إذا لم يتم علاجه، و تشمل أعراضه طول فترات النوم خلال اليوم، بالإضافة إلى تضخم الغدد اللمفاوية، وتقوم ذبابة «التسي تسي» بلدغ الحيوانات أيضًا، فتصاب بمرض يُدعى «النانجا» الذي يؤثر في الإنتاج الحيواني فترتفع معدلات الوفيات بين الماشية.
بن ودان خيرة

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com