صعــود في صمـت و بإمكانيـات متواضعـة
حمل تتويج جامعة باتنة بلقب بطولة الجهوي الثاني لرابطة باتنة للمجموعة الأولى الكثير من الدلالات، وتأكيدا على قوة وطموح هذا الفريق، في نفض الغبار والتخلص من رواسب الماضي، بعد أن هيمن على المنافسة وسيطر على مجرياتها رغم قلة الإمكانيات ونقص الخبرة لدى جل اللاعبين . وما زاد من قيمة هذا المكسب الثمين، هو ضمان الصعود إلى الجهوي الأول قبل 4 محطات من خط الوصول،إضافة إلى حصد الفريق لكل الألقاب منها أحسن قاطرة أمامية وأفضل خط دفاع. توقيع طلبة باتنة لشهادة الارتقاء بشكل مبكر وبعد 10 سنوات من الانتظار لم يكن سهلا أو هيبة من أي طرف كان ، بقدر ما تطلب الكثير من العمل الجاد والمتواصل والتضحية والتفاني بغض النظر عن تضافر جهود كل الأطراف الفاعلة ما جعل أسرة الفريق ورغم غياب قاعدة شعبية كبيرة تعيش على وقع الحدث ولو في صمت ودون بروتوكولات رسمية.
من المفارقات أن فريق الجامعة الذي تأسس عام 2005 امتداد للفريق السابق الذي أنشأ سنة 1986 واختفى عن الساحة الرياضية في 1994، لا يملك قاعدة شعبية، فهو فريق بلا أنصار وكأنه يخوض البطولة تحت رحمة «الوي كلو» المتعارف عليه في منظومتنا الكروية. ورغم ذلك، فإن المكتب المسير برئاسة لزهر حفاظ لم يفقد الأمل في تجاوز هذا العائق وتوظيف طل الطاقات قصد بلوغ الغاية المنشودة حيث أبى إلا أن يحمل شعار التحدي وتحقيق الصعود الذي انفلت من بين أيدي الفريق في الموسمين الأخيرين وفي الأمتار الأخيرة. وانطلاقا من هذا، فإن عامل الاستقرار في شتى جوانب الفريق ، يبقى يشكل سر النجاح، فيما لم تعرف التركيبة البشرية تغييرات كبيرة على مدار الموسمين الأخيرين. وإذا كان الرئيس حفاظ قد كسب الرهان من خلال تغلبه على جميع الصعاب وتوفير كل الإمكانيات، فإن المدرب الشاب عبد القار عجول الذي يعد من الإطارات الكفأة والمتشبعة بالمبادئ الأخلاقية والمهنية، نجح في ترويض آلة فريقه وضبط محركاته على الانتصارات والنتائج الجيدة ومن ثمة وضعه على السكة الصحيحة، وهذا منذ الجولات الأولى.
مسؤولو الفريق الجامعي لم يمروا عبر أربعة مسالك، ليؤكدوا بأن الإدارة شرعت في التفكير من الآن للموسم القادم، من خلال مراهنتها على عامل الاستقرار وتجديد الثقة في ركائز الموسم الجاري ما يعني الاحتفاظ بنسبة 80 بالمائة من التعداد الحالي الذي حقق الصعود، مع محاولة القيام بتدعيمات نوعية وعلى مستوى مختلف المراكز، وهذا من أجل إعطاء الإضافة المرجوة للفريق. وحسب التقديرات الأولية، فإن الفريق بحاجة إلى 6 لاعبين جدد من الطراز العالي في وقت تتجه الأمور نحو بقاء المدرب عبد القادر عجول على رأس العارضة الفنية، نظرا للعمل الجيد الذي قام به وتكريسه ثقافة جديدة وسط اللاعبين قوامها الصرامة وحب التألق. كما أن درايته الواسعة بخبايا وأسرار كتيبة الجامعة، ترشحه لمواصلة مهامه مع الفريق الذي سوف لن تتعدى طموحاته الموسم القادم ضمان البقاء ومحاولة كسب الخبرة والاحتكاك.
تعد إشكالية الملعب أكبر انشغالات الإدارة، باعتبار أن الفريق لا يملك منشآت رياضية، حيث يتدرب بملعب سفوحي الذي هو ملك للكاب ويستقبل ضيوفه بذات المرفق وما ينجر عن ذلك من نفقات ومصاريف كثيرا ما أثقلت كاهل المكتب المسير. من جهة أخرى، شرعت الإدارة في البحث عن مصادر تمويل لضمان المال الكافي إدراكا منها بأن الجهوي الأول يتطلب الكثير من الأموال، وهو ما جعل الرئيس حفاظ يكثف مساعيه من خلال طرق كل الأبواب لإبرام اتفاقيات بإمكانيات التكفل باحتياجات النادي، حتى وإن كان المجلس الشعبي البلدي يعد الممول الرئيسي والوحيد.
إذا كان الصعود للجهوي الأول يعد امتدادا لسنوات من الجهد والتضحية، فإنه لم يكن هدية، بل تطلب تضحيات كبيرة من قبل 5 مسيرين أبلوا البلاء الحسن، وقدموا الكثير لكرة القدم الجامعية على حساب ظروفهم العائلية والمهنية وحتى الصحية، والأمر يتعلق بكل من الرئيس لزهر حفاظ، ونائبه شيحة أحمد والكاتب العام عبد الحفيظ بومجان، بالإضافة إلى أمين المال علي حواس ورئيس الفئات الشبانية عياش عزي، بصرف النظر عن المدرب عبد القادر عجول. كما أن البلدية لم تدخر جهدا في تمويل النادي وفق إمكانياتها، مقابل الدعم المعنوي للرئيس الشرفي للفريق لزهر طراش مدير الخدمات الجامعية باتنة وسط.
التعداد المتوج باللقب
الحراس: بلعيد ـ منصر
المدافعون: يحياوي ـ بوعزة ـ عاقل ـ بزعي ـ مانع ـ غالية ـ صحراوي.
وسط الميدان: معرف ـ جار الله ـ لبيار ـ باشا ـ عاشوري.
المهاجمون: نجيب ـ لوصيف ـ بن كرامة ـ مرازقة ـ مخناش.
الطاقم الفني
المدرب: عبد القادر عجول
مدرب الحراس: عمار بعالة
المحضر البدني: مقلاتي
طبيب الفريق: رشدي مقري
ممرض الفريق: عمار لعلى
اعتبر رئيس فريق جامعة باتنة لزهر حفاظ الصعود للجهوي الأول كلف خزينة الفريق الكثير من الأموال منها 90 بالمائة من مساعدات المجلس الشعبي البلدي موضحا، أن إدارة الفريق وجدت صعوبات كبيرة في توفير المتطلبات اللازمة للاعبين والطاقم الفني، ما رفع من حجم الديون، نظرا لغياب الرعاية والاهتمام اللازمين لهذا الفريق الذي قطع الدرب في صمت وبالاعتماد على نفسه وسهر مسيريه على حد تعبيره. وقال حفاظ للنصر أن الإدارة وضعت تكوين فريق تنافسي كهدف أولي، غير أن تألق المجموعة فتح الشهية وأدى إلى تغيير الأهداف، حيث شرعت التشكيلة في التحضيرات بشكل مبكر مع القيام بالتدعيمات منوها بالمجهودات المعتبرة المبذولة من قبل اللاعبين الذين شقوا الطريق بثبات، إلى جانب حرص الجهاز الفني على تكريس الانضباط والعمل دون هوادة من أجل تحقيق الأهداف المسطرة. كما أشاد بالمشوار الاستثنائي لفريقه الذي سيطر على مجريات المنافسة منذ انطلاق البطولة رغم قلة الامكانيات ونقص الخبرة. وحسب نفس المتحدث، فإن الإدارة بدأت في التفكير للموسم القادم الذي تريده أن يكون محطة للتأكيد والاحتكاك. من جهة أخرى، أبرز حفاظ حرص المكتب المسير على الحفاظ على المكاسب المحققة، حتى وإن أصر على المطالبة بضرورة الالتفاف حول فريقه الذي تنتظره تحديات كبيرة على حد تعبيره:» نحن نسعى لتثمين هذا الانجاز، والظهور بوجه مشرف في الجهوي الأول. لذلك، علينا توحيد الجهود والصفوف وتوفير كل وسائل النجاح، ما يستدعي تسخير كل الوسائل والإمكانيات، وتجنيد كل أسرة النادي الجامعي، خاصة وأن الصعود كان مستحقا وشاقا، ولم يكن هدية». وفي سياق متصل، دعا الرئيس حفاظ السلطات المحلية والولائية، وكذا مسؤولي الرياضة الجامعية إلى رفع قبعة الاعتراف للفريق من خلال تكريمه وتخصيص منحة خاصة له بمناسبة صعوده، وذلك من باب التشجيع والتحفيز، مشيرا في معرض حديثه إلى أنه لن يدخر جهدا في إسماع صوت هذا الفريق الطموح ليتبوأ بمكانة مرموقة في المشهد الكروي بعاصمة الأوراس. كما التزم بالقيام بانتدابات نوعية، تكون في مستوى تطلعات النادي، موضحا أن التحضيرات ستنطلق مباشرة بعد شهر رمضان المعظم:» أعد بمواصلة المسيرة بنفس الحماس والإرادة، للحفاظ على المكسب المحقق، ومحاولة تثمينه على المدى المتوسط، لكن على بقية الأطراف القيام بدورها.»
يرى المدرب عبد القادر عجول أحد صانعي الصعود، أن الارتقاء إلى الجهوي الأول، لم يكن سهلا كما يعتقده البعض، بل كان ثمرة عمل جماعي شاركت فيه كل الأطراف الفاعلة في الفريق، موضحا أنه لم يشك لحظة في اعتلاء منصة التتويج، نظرا لثقته الكبيرة في قدرات لاعبيه وروح التحدي التي تحلى بها الفريق طيلة الموسم رغم المنافسة الكبيرة من بعض الفرق أبرزها نجم تازقاغت وشباب عين ياقوت. وقال أن سيطرة فريقه لم تقتصر على الظفر باللقب، بل تعدت إلى امتلاكه أحسن قاطرة هجومية وأفضل خط دفاع مضيفا أن هذا الموسم يعد استثنائيا بالنسبة إليه، بعد أن اعتمد فيه على مجموعة متجانسة من اللاعبين. وحسب نفس المتحدث، فإن التدعيم الذي قام به الفريق من خلال استعادة بعض ركائزه التي هاجرته في مواسم سابقة منهم معرف و بلقاسم نجيب و محمد عاقل والاعتماد على وجوه شابة على غرار الثنائي المستقدم مانع ومرازقة، مبرزا دور المكتب المسير في بلوغ الهدف، رغم بعض العقبات، ليخلص إلى القول، بأنه سعيد جدا بهذا الانجاز، متمنيا للفريق مزيدا من النجاحات، فيما عبر عن استعداده لمواصلة مهامه الموسم المقبل وبنفس الجدية.
« هو في الواقع صعود تاريخي وأنا جد سعيد بهذا المكسب الثمين الذي لم يكن بمثابة هيبة أو صدقة. أعتقد بأننا برهنا على أننا فريق طموح ومحترم ونستحق الصعود الذي عانينا الكثير من أجل تحقيقه، حيث تطلب الكثير من المثابرة والتضحية. وبكل تأكيد، سنسعى لتثمين هذا المكسب، وتعزيزه بإنجازات أخرى».
« أرى بأننا نستحق التتويج باللقب، نظرا لهيمنتنا على البطولة رغم المزاحمة الكبيرة من قبل نجم تازقاغت ونادي السحيرة وشباب عين ياقوت، وكذا النتائج الجيدة التي حققناها. والواقع أن الصعود، كان همنا الوحيد وهدفنا المسطر منذ البداية، إلى درجة أننا تحلينا بكثير من الإرادة، وتمكنا من تخطي الكثير من العقبات».
« شخصيا اعتبر بأن صعودنا هو شرف للأسرة الجامعية ويشكل في مضمونه رسالة للمعنيين بالأمر للالتفاف أكثر حول الفريق، والتفكير من الآن في الموسم القادم الذي سيكون أصعب. وقبل ذلك، علينا تلذذ فرحة الارتقاء، لأن هذا الانجاز له دلالات خاصة».
« بكل تأكيد أنا سعيد جدا بهذا التتويج الذي يعكس الموسم الاستثنائي للفريق رغم قلة التشجيع ونقص الخبرة لدى جل اللاعبين. الصعود لم يكن سهلا، بل تطلب منا الكثير من الشجاعة والعمل والتحدي لتخطي الكثير من العقبات».