الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق لـ 22 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

أم البواقي

12 و 10 سنـــوات سجنـــا لـمدير ثـانويـــة و ابـنـــه
فصلت، صباح أمس الجمعة، محكمة الجنايات بمجلس قضاء أم البواقي، في واحدة من أغرب قضايا القتل العمدي التي اهتزت لها ولاية خنشلة قبل نحو 3 سنوات، والتي راح ضحيتها المدرب لرياضة "الكاراتي" المسمى "ب.إسماعيل" من مواليد 1980 على يد صديقه مدير ثانوية بششار بخنشلة المسمى (أ.ج) من مواليد 1957 وابن الأخير المسمى (أ.ط) من مواليد 1987، فالجريمة الغريبة نسجت خيوطها بإحكام وأوهم الجناة جميع المحققين بأن الأمر يتعلق بحادثة انتحار نفذها الضحية بنفسه، وهو الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام، غير أن الضحية نفسه هو من فضح السيناريو قبل وفاته بأيام متأثرا بالحروق البليغة التي تعرض لها، أين كشف بأن صديقه هو من حرض أبناءه على قتله حرقا.
هيئة المحكمة نطقت في القضية التي استمرت من الواحدة زوالا من يوم الخميس وحتى صباح  أمس الجمعة، بإدانة مدير ثانوية عراب مسعود بششار بعقوبة 12 سنة سجنا، عن جرم جناية التحريض على القتل العمدي مع سبق الإصرار، وقضت بإدانة ابنه صاحب محل لبيع لوازم كهرباء السيارات بعقوبة 10 سنوات سجنا، عن جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار، والتمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة السجن المؤبد في حق الوالد مدير الثانوية وتسليط عقوبة الإعدام في حق ابنه.  
تفاصيل القضية التي جرت في جلسة محاكمة ماراطونية حضرت النصر أطوارها، وتميزت بعرض مقاطع فيديو عبارة عن مشاهد تمثيلية للجريمة التي أشرف على تصويرها عناصر الأمن بتأطير من قاضي التحقيق، ترجع بتاريخها إلى يوم التابع من شهر ديسمبر من سنة 2014، عندما تلقت مصالح المناوبة بأمن دائرة ششار بخنشلة مكالمة هاتفية من مصلحة الاستعجالات بالمستشفى المحلي سعدي عمر، تكشف عن استقبالهم شابا تعرض لحروق بليغة في كامل أنحاء جسده، لتنتقل الشرطة للمصلحة أين اتضح بأن الأمر يتعلق بمدرب رياضة "الكاراتي" بقاعة الرياضة بدار الشباب نابتي عبد الرزاق، وراجت في المقابل معطيات على قيام الضحية برش جسده بالبنزين وإضرام النار محاولا الانتحار.
الشرطة العلمية من جهتها وعند تنقلها لمكان الحادثة أمام منزل المتهم الأول (أ.ج) بحي البناء الذاتي وسط مدينة ششار، عاينت آثار حرق على الباب الخارجي لمنزل المتهم الرئيسي وكذا حروق على جدار السكن وشرفة الطابق الأول وعاينت بركة مياه عليها آثار للبنزين، وعثرت كذلك على نظارات طبية ترجع للضحية عليها آثار الحروق وبقايا "قشابية" كان الضحية يرتديها وكذا حقيبة رياضية، وعند استعادة الضحية وعيه عند تحويله لمصلحة الحروق بالمستشفى الجامعي بباتنة، كشف للمحققين في محضر لم يتمكن من التوقيع والبصم عليه نظرا لحالته الصحية الحرجة كونه كان ملفوفا بالضمادات، بأن مدير الثانوية الذي يعتبره صديقه المقرب هو من خطط لحرقه وأبناؤه هم من نفذ العملية، مشيرا بأنه دخل في خلاف مع المدير بسبب صور مخلة له مع فتاة من باتنة وهي الصور التي حملها الضحية على جهاز "فلاش ديسك".
 أثناء التحقيق مع المتهم الرئيسي  صرح بأن   الضحية يعاني اضطرابات نفسية، مبينا بأنه دخل معه في نزاعات تفك دوما من مقربيه بفعل إحراجه الدائم وطلبه التنقل معه لقاعة الرياضة للتدرب  ، وكشفت التحقيقات بأن المتهم الرئيسي قام قبل دقائق من الحادثة بربط الاتصال بمقربين من الضحية أحدهما ناظر بمؤسسته التربوية، طالبا منهما وقت المغرب الحضور لنقل الضحية الذي منعه من ولوج  سكنه، ليتنقل المعنيان ويطلب  منهما المتهم ركوب سيارته ليتوجه بهما خلف الحي الذي يقطنه ويتوقف أمام مقر الضمان الاجتماعي، واتضح بحسب شهادة المعنيين بأنهما تفاجآ لعدم تواجد الضحية على عكس تصريحات المتهم بمضايقة الضحية له.
ليحضر عند ركوبهما سيارة المتهم، مشيرا بأن المتهم وبعد ركنه سيارته أمام مقر "كناص" طلب منهما النزول والعودة لسكنه لنقل الضحية لمكان آخر، غير أنهما ولحظة عودتهما تفاجآ بوجود ألسنة نيران وتشكل مجموعات من الشباب الذين تحدثوا عن قيام الضحية بإضرام النار في جسده، وبين المعنيان بأنهما شككا في نية المتهم الأول الذي كان يريد وضع سيناريو يبرئ نفسه ويدفعهما للتصديق بأنه معهما لحظة الحادثة، ووضع ابنه كذلك سيناريو بولوجه مطعما شعبيا وسط المدينة بعد 15 دقيقة من الحادثة رفقة صديقيه، ليطلبوا من صاحبه وجبة "شواء" ليعود رفقة صديقيه ويخرجا من المطعم بعد أن سمعا خبر قيام شاب بإضرام النار في جسده، وهما الصديقان اللذان كانا متابعان في القضية.
وفندت عائلة الضحية إصابة ابنها الذي توفي بتاريخ 17 ديسمبر بالمستشفى العسكري بقسنطينة، باضطرابات نفسية دفعته للانتحار، مؤكدة بأن ابنها تعرض للحرق على يد مدير المدرسة وأبنائه، وبينت العائلة بأن ابنها معتاد على تأدية الصلوات الخمس في المسجد وكثير التشاجر مع صديقه المدير، وظهر للواجهة شابان من ششار أكدا بأن الضحية كان يحاول إيقاف مركبة للتنقل لوسط المدينة، ليقلاه على متن سيارة نفعية وهو مرتد "قشابيته"، غير أنهما لم يشما رائحة بنزين على عكس تصريحات المتهم الذي أكد بأن المتهم انتحر بقارورة بنزين اصطحبها معه، وفند عامل محطة الوقود تقديمه البنزين للضحية أو لأي زبون آخر في قارورة.                        
أحمد ذيب

جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com