مصنــع الزجـاج ينتظـر دخول مرحلة الإنتاج منذ 20 سنة
لا زال مصنع الزجاج المقعر ببلدية الماء الأبيض بولاية تبسة، ينتظر اتخاذ إجراءات كفيلة وهذا ببعث النشاط في أوصاله بعد مرور أكثر من 20 سنة على إنجازه، حتى لا يظل هيكلا بلا روح بعد أن التهم مئات الملايير، و أحيل عماله على التقاعد دون أن يدخل مرحلة الإنتاج.
مصنع تحويل الزجاج «سوفاست» الكائن ببلدية الماء الأبيض 28 كلم جنوب تبسة، كان مقررا أن يدخل مرحلة الإنتاج قبل نهاية سنة 2012 في إطار شراكة، تجسدت في التوقيع على بروتوكول اتفاق في ماي 2011 بالجزائر بين المجموعة الجزائرية «ألفير» (الشركة الجزائرية للزجاج)، و المجموعة الفرنسية «سان غوبان» على هامش فوروم الشركة الجزائرية-الفرنسية، لكن الاتفاقية لم تر النور و لم تتجسد على أرض الواقع، و تحركت السلطات العمومية في السنوات الأخيرة في اتجاه تشغيل مصنع الزجاج بالاعتماد على الشراكة، حيث أسفرت مساعيها مرة أخرى على الاتفاق مع شركة «سان غوبان» من خلال فرعها الايطالي، لحلحلة الوضعية و دخول هذه المنشأة مرحلة الإنتاج، خاصة و أن طاقة إنتاج المصنع النظرية يمكن أن تصل إلى 60 مليون قارورة و68 مليون آنية زجاجية سنويا، و بدخول المصنع مرحلة الإنتاج، سيسد حاجيات السوق المحلية من هذه المواد وقد يصدر منتوجه للخارج، و سيشغل المصنع حال دخوله حيز الخدمة أكثر من 250 عاملا دائما.
هذا المصنع الذي يعد من أكبر مصانع الزجاج بالجزائر، و الذي سبق أن كلف الدولة ما يزيد عن 120 مليار سنتيم بأسعار بداية التسعينيات، وكان حينذاك بحاجة إلى مبلغ 50 مليار سنتيم إضافية لدخوله الإنتاج، سيساهم تشغيله في تدعيم السوق الوطنية بهذه المواد، و خاصة شركات المشروبات التي ستجد في إنتاجه ما يعفيها من تبعات استيرادها بالعملة الصعبة من الخارج، يعتبر الأول من نوعه بالجزائر، وقد مرّ المصنع بظروف صعبة منذ إنشائه، إذ شرع في انجازه شهر سبتمبر من عام 1991 على أمل أن تنتهي مدة تجسيده عام 1994، غير أن ذلك لم يتحقق، و مع منتصف تسعينيات القرن الماضي، تم تحويل المشروع إلى مؤسسة مستقلة ذاتيا تحت إشراف المؤسسة الأم مؤسسة الزجاج و المواد الكاشطة سابقا، برأسمال يقارب 700 مليون دينار جزائري، 51 بالمائة من هذا المبلغ تعود ملكيته للمؤسسة الأم، فيما تعود النسبة الباقية ملكيتها للمؤسسة الجهوية للإسمنت بالشرق.
و قد واجه المصنع مع منتصف عام 1998 عوائق موضوعية مرتبطة بظروف الإنتاج و الدخول فيه، حيث برزت حاجة المصنع إلى محطة لتحويل الكهرباء 90 كيلو فولت إلى 30 كيلو فولت ، وخلال نوفمبر من عام 1998 جاء قرار من المجلس الوطني للتخطيط، يتضمن تحويل ملكية المؤسسة من المؤسسة الأم إلى بنك الجزائر الخارجي لتعويض هذا الأخير عن ديون الاستثمارات الناجمة عن إنجاز المشروع، و التي بقيت آنذاك في ذمة المؤسسة الأم، و عملت إدارة البنك في كل الاتجاهات لتحويل ملكية هذا المصنع لصالحه ليصبح بعدها المالك الوحيد له، وزير الصناعة و المناجم و أثناء تطرقه لمصنع الزجاج ببلدية الماء الأبيض خلال منتدى رجال الأعمال المنعقد مؤخرا بالعاصمة، اعتبر المستثمر الفرنسي هو من تخلى عن المشروع بسبب غلاء تكلفة الكهرباء و الغاز، و قال الوزير بأن أبواب الوزارة مفتوحة لاستقبال أي طلب استثمار للمصنع من قبل المستثمرين الأجانب أو المحليين، بشرط أن يتحمل نفقات الكهرباء و الغاز بما أنه سيستغل المصنع.
ع.نصيب