إطـارات أمــام العدالــة في قضيــة اقتناء تجهيزات غير مطابقــة
كشفت، أمس، مصادر موثوقة للنصر، عن أن قاضي التحقيق بالغرفة الجزائية الأولى بمحكمة أم البواقي الابتدائية، باشر في غضون الأيام القليلة المنقضية تحقيقات مكثفة مع إطارات بقطاع الشباب و الرياضة بالولاية، في قضية تتعلق باقتناء تجهيزات مختلفة غير مطابقة لدفتر الشروط الذي أعدته المديرية الوصية، و الذي تم استلامه بمحاضر رسمية و تم تسديد مستحقاته للممونين الذين رست عليهم صفقة التجهيز، ليوجه لتدعيم مركز التسلية و الترفيه العلمي قطراني الطاهر، لتوجه لإطارات المديرية المتهمين في القضية تهم اختلاس و تبديد أموال عمومية، و المشاركة في الاختلاس و التبديد و إساءة استغلال الوظيفة، و استعمال السلطة.
مصادر النصر أضافت بأنه تم توجيه استدعاءات لعديد الإطارات، و يشمل التحقيق الذي لا يزال جاريا المديرة السابقة لقطاع الشباب و الرياضة المسماة (ن.ف)، وأعضاء لجنة الصفقات بمديرية الشباب والرياضة من الذين عاينوا التجهيزات المستلمة وصادقوا على استلامها، يتقدمهم (م.ف) مسؤول الفوترة بالمديرية و(ع.ف) رئيس مصلحة التجهيزات وكذا (س.م) مدير دار الشباب سحنون الشريف، وكذا مديرين تعاقبا على تسيير مركز التسلية والترفيه العلمي، ويتعلق الأمر بـ(ع.ح) و(أ.م)، إلى جانب التحقيق مع أستاذين كانا متعاقدين بمركز التسلية، و يتعلق الأمر بأستاذ شعبة الإلكترونيك (ع.س) الذي التحق بأحد مراكز التكوين المهني، وأستاذ شعبة البيولوجيا (ن.ك)، إضافة إلى توجيه استدعاء للتحقيق مع رئيس جمعية ابن الهيثم للفك والعلوم المسمى (ز.د.ز)، بعد الحديث عن مشاركته في معاينة تجهيزات استقدمت لتدعيم نادي علم الفلك.
و أشارت مصادرنا إلى أن القضية طفت للسطح عقب ورود رسالة مجهولة لوالي الولاية تكشف عن جملة من الخروقات و التجاوزات المتعلقة أساسا بصرف أموال معتبرة لتجهيز مركز التسلية و الترفيه العلمي الذي فتح أبوابه مؤخرا بتجهيزات غير مطابقة لدفتر الشروط، ليشكل المسؤول الأول بالولاية لجنة للتحقيق و تقصي الحقائق يقودها المفتش العام للولاية، أين وقفت على عدم مطابقة التجهيزات المستقدمة لما هو محدد في دفتر الشروط الذي ضبط من طرف إطارات مديرية الشباب و الرياضة نفسهم.
المعطيات التي بحوزتنا تشير إلى أن الصفقة المشتبه فيها و التي هي محل تحقيق قضائي، ترجع لسنة 2013 عندما أبرمت الصفقة الموجهة لتجهيز مركز التسلية و الترفيه العلمي عشية افتتاحه ليدشن من طرف الوزير الأول، أين تم اقتناء 40 جهاز إعلام آلي، و40 شاشة إعلام آلي، و56 طاولة خشبية و200 كرسي، إلى جانب عدد من تجهيزات نادي السمعي البصري، و تجهيزات قاعة المحاضرات، و تجهيزات نادي علم الفلك، و بعد مصادقة الجهات المكلفة باستلام التجهيزات على محضر الاستلام، اتضح بأن مواصفات التجهيزات المستقدمة ليست نفسها المحددة في دفتر الشروط، فدفتر الشروط يحرص على أن تكون الحواسيب أصلية الصنع، غير أن المستقدمة صينية الصنع، كما أن دفتر الشروط يحدد حجم شاشات الحواسيب بـ21 بوصة غير أن الشاشات التي جهز بها نادي الانترنت ذات 19 بوصة، و ذكرت المصادر نفسها بأن الحصة الورقية لا تضم تجهيزات نادي علم الفلك، غير أن الصفقة أدرجت ضمنها تجهيزات لعلم الفلك، و التي تمت معاينتها من طرف جمعية ابن الهيثم.
و قد نفى المدراء المتعاقبون على التسيير التهم المنسوبة إليهم، فالمسمى (أ.م) الذي خلف المدعو (ع.ح) في تسيير المركز فند للنصر التهم المنسوبة إليه، مشيرا إلى أن الصفقة جرت سنة 2013 و العهدة التي سير فيها المرفق الرياضي تمت بين سنتين 2014 و2015، مضيفا بأن العتاد و التجهيزات استلمت من طرف إطارات المديرية و لا علاقة لمسيري المركز بها، و أكد المتحدث على أنه وقع على وثيقة لاستلام بعض التجهيزات من مديرية الشباب و الرياضة بعد رفعه طلبا للمديرية لإتمام تجهيزات بعض النوادي، في حين وقع إطارات المديرية على الوثيقة التي تخص المصادقة على التجهيزات التي تقدم بها الممون، و حسبه فإطارات المركز لا تربطهم علاقة مباشرة مع الممون.
من جهته رئيس جمعية ابن الهيثم لعلم الفلك، نفى علاقته بالموضوع، مضيفا بأن القائمين على القطاع اتصلوا بالجمعية للمشاركة في معرض أقيم على هامش إشراف الوزير الأول السابق على تدشين المركز، لتشارك الجمعية في المعرض، و أكد المتحدث على أن قاضي التحقيق أعلمه بمباشرة التحقيق معه، و طالب منه الاستماع لتصريحاته بحضور محام، أو من دونه مفضلا إحضار محام خلال التحقيق معه، و ختم المتحدث تصريحه بأن الجمعية لا ذنب لها في القضية و ذنبها الوحيد المشاركة في إنجاح المعرض في شقه العلمي الذي نظمه القطاع و شاركت فيه الجمعية، من جهة أخرى بينت مصادرنا بأن الأستاذين المتعاقدين وقعا على وثيقة لسحب تجهيزات لنادييهما من المخزن، ليتضح بعدها بأن الوثيقة التي وقعا عليها تعتبر وثيقة استلام للتجهيزات، من جهة أخرى تعذرت اتصالاتنا المتكررة بالمسؤول الأول على قطاع الشباب و الرياضة لمعرفة توضيحات أكثر بخصوص صفقة التجهيز التي أبرمت في فترة المديرة السابقة المحولة لمسقط رأسها بسكيكدة، و التي استمع قاضي التحقيق مطلع الأسبوع
لتصريحاتها.
أحمد ذيب