مختصون ينتقدون انعدام إحصائيات رسمية للأخطاء الطبية في الجزائر
قال الخبير في الطب الشرعي المعتمد لدى مجالس القضاء، الدكتور عبد الكريم عثماني، بأن العيادة الطبية التي حباها المشرع الجزائري بالحرمة المطلقة بوصفها فضاء يجمع بين المريض و الطبيب فقط، قد انتهكت حرمتها، حيث يكشف واقعها اليوم، حسبه، الكثير من العجب كون بابها أصبح مفتوحا لمن هب و دب، و هو ما أدى إلى ضياع السر المهني، و حرمة العيادة و المريض.
ذات المتدخل في الطبعة التاسعة من الأيام الطبية الجراحية للشرق المنظمة، مؤخرا ، من طرف النقابة الوطنية للممارسين الاختصاصيين للصحة العمومية بمساهمة جمعية النخبة الوطنية للعلوم الطبية، أكد على أن العلاج في 90 بالمائة منه نفسي و ليس عضوي جسماني ،و المحاورة بين الطبيب و المريض تسمح بالكشف عن الكمية الحقيقية للألم، معيبا في نفس الوقت على الأطباء المتخرجين حديثا بداية من سنوات 2000، غوصهم في طلب الفحوصات التكميلية و اقتصارهم على المحاورة السطحية التي لا تلامس حالة المريض و واقعه، كونها مقتضبة، و قد تكون صادمة، مؤكدا على أن هذا الوضع يشكل مشكلة اجتماعية ، و يعود لاهتراء النسيج العائلي، حيث أصبح أفراد العائلة و المجتمع يتخاطبون و يتحاورون عبر وسائط الاتصال الحديثة، داعيا الأطباء إضافة لدراسة العلوم الطبية، للتركيز على دراسة الحالة الاجتماعية لأفراد المجتمع، حتى يفهم مرضاهم و كذا الاهتمام بالعلوم القانونية و الإنسانية لما لها من أثر ايجابي على المهنة و السلامة فيها. من جهته البروفسور ملوكي من مصلحة الطب الشرعي بمستشفى عنابة الجامعي، تناول المسؤولية الطبية في الجزائر مفصلا في مجمل مواد قانون العقوبات التي لها علاقة بالأخطاء الطبية، مشيرا إلى أن قانون أخلاقيات المهنة يمثل المرجع الذي يفرض على كل الأطباء الامتثال لنصوصه، و شدد على ضرورة امتلاك الطبيب لنسخة من الملف الطبي، موجها ملاحظة قال فيها بأن، الكثير من الملفات الطبية تضيع، معددا في ذات الوقت مختلف الأخطاء الطبية منها بالخصوص إفشاء السر المهني، و تحرير الشهادة الطبية الكاذبة، مختتما تدخله بغياب الإحصائيات بالجزائر في مجال الأخطاء الطبية و الشكاوى و الدعاوي المرتبطة بها، متأسفا في ذات الوقت لغياب صناديق تأمين تضمن التعويض بدل الطبيب حال وقوع الخطأ الطبي. تجدر الإشارة إلى أنه قبل هاتين المداخلتين تناولت مداخلات سابقة دراسات ميدانية حول المضادات الحيوية، استهلاكها، و المخاطر المترتبة عن تناولها و تأثيرها عن المكروب في الوسط الاستشفائي المغلق، أو العائلي المفتوح . إبراهيم شليغم