تقنية القلم و الفحم لإبداع بورتريهات وأعمال من عمق التراث الجزائري
يطمح الفنان الشاب محمد إسلام كحيلة إلى تحقيق الكثير في ميدان الفن، وتحديدا الرسم الذي انطلق فيه حديثا، ساعيا إلى التوفيق بين موهبته الفنية و دراسته في تخصص الهندسة المدنية، على أمل أن يصبح عن قريب المهندس ـ الفنان المحترف، صاحب البصمة المميزة في مجال البورتريهات التى اختارها كخط سير له في الفن التشكيلي.
بالرغم من أن محمد إسلام طرق حديثا باب الفن التشكيلي، إلا أنه يعتبر نفسه مشروع فنان محترف ناجح ، حيث تمكن من تطوير قدراته ومهاراته بطريقة عصامية، و تشهد أعماله تحسنا متواصلا، رغم الفترة الوجيزة التي خاضها في غمار فن له أهله وتقنياته و وسائله التي لم يكن يعرف عنها هذا الشاب إلا القليل قبل اختيار الفن طريقا موازيا لطريق دراسته.
محمد إسلام كحيلة تمتد جذوره إلى بلدية الرواشد بولاية ميلة، و هو من مواليد جوان 1995 ، في حين نشأ و ترعرع بولاية إيليزي و يعيش بها إلى غاية يومنا هذا، و قد قال في لقائه بالنصر، خلال مشاركته مؤخرا في الصالون المحلي الثاني للفن التشكيلي بميلة المنظم من قبل مصالح دار الثقافة مبارك الميلي ، بأنه أحب الرسم منذ الصغر، خصوصا وأن جميع أخواله مهتمون بمجال الفن التشكيلي، و كانت خالته التي توفيت مؤخرا أيضا فنانة، لكنه لم يعر ذلك الميل اهتماما كبيرا في صغره وخلال مشواره الدراسي، إلى غاية الفترة الجامعية و تحديدا في سنة 2016.
كانت الانطلاقة برسم بعض البورتريهات، التي نالت إعجاب أصدقائه وزملائه في الإقامة الجامعية بولاية جيجل التي يدرس بجامعتها تخصص هندسة مدنية، ما دفعه لمواصلة محاولاته الفنية، بعد ذلك اتصلت به مديرة الإقامة الجامعية وطلبت منه انجاز عدة بورتريهات لشهداء المنطقة بمناسبة إحياء ذكرى يوم الشهيد بالإقامة بحضور نخبة من الفنانين المعروفين. و شرع محمد إسلام في رسم البورتريهات وكان كلما أنهى عملا، أحس بالفرق بينه وبين سابقه، لأنه، كما قال، كان يتدارك أخطاءه ويصححها في كل عمل ينجزه.
و بعد إحياء التظاهرة حظي الطالب الفنان بكل التشجيع ممن شاهدوا أعماله، وعلى رأسهم مديرة الإقامة التي ظلت تشجعه لمواصلة درب الفن، فكثف من العمل والبحث من أجل تطوير مهاراته وزيادة تحكمه في القلم، بعد أن اختار الرسم بقلم الرصاص و الفحم، وكان يعرض أعماله على أصدقائه من أهل الفن داخل و خارج الوطن عبر الفايسبوك، فأثنوا عليها كثيرا ،كما أكد لنا، وحظي بالتشجيع منهم و من أهله . وكان الجميع يحفزه على مواصلة هذه الهواية، خصوصا وأنه لا يزال في زهرة العمر وبإمكانه تحسين أعماله أكثر فأكثر في المستقبل، و قد قام ببيع بعض أعماله حتى خارج الجزائر عن طريق الفايسبوك. ويعتمد هذا الفنان في تجسيد أعماله الفنية على المدرسة الواقعية وما فوق الواقعية التي تتطلب منه على أقل تقدير 130 ساعة لتجسيد العمل الواحد فقط، فهو يستحضر عن طريق قلم الرصاص أو الفحم الشخوص من الصور أو أصحابها بطريقة تذهل كل من ينظر إليها ويجد نفسه يتوقف عندها لتأملها جيدا، ومن خلال ذلك يعد جملة من الأسئلة التي يرتبها ليطرحها على الفنان ، آملا أن يجد أجوبة لتساؤلاته حولها واستغرابه لها، خصوصا إذا شاهد أعمال محمد إسلام المنجزة بتقنية النيجاتيف أو قلب اللونين الأبيض والأسود التي نجدها في الكاميرات.
عوائق كثيرة و طموحات كبيرة
و من الأفكار و المشاريع التي يحاول محمد إسلام تنفيذها، رغم ما اصطدم به من عوائق، مشروع تجسيد أعمال و بورتريهات حول التراث الجزائري و البداية كانت مع اللباس التقليدي وتحديدا القبائلي، لكن كما يقول الفنان الإشكال دائما، عدم توفر صور على المستوى المحلي أو الوطني تعالج نفس الموضوع ذات جودة عالية وتوضح أهم التفاصيل، ما أدى به إلى البحث في أعمال مصورين أجانب.
و أضاف بأن هناك نقص في تناول البورتريه في الأعمال الفنية بالجزائر، ما يجعله يجد صعوبات في تكوين نفسه أكثر في هذا المجال، خصوصا مع خطه وانتهاجه للمدرسة ما فوق الواقعية التي وصفها بالصعبة لأنها تتطلب وقتا طويلا لتجسيد العمل الواحد ، ناهيك عن عدم توفر الأدوات اللازمة لتجسيد أعمال فنية في المستوى المطلوب بالسوق المحلية، كما أن قلة المعارض المحتضنة لهذا النوع من الفن أو حتى الأنواع الأخرى على المستوى الوطني قليلة جدا.و رغم هذه العوائق و التزامات الدراسة، تمكن محمد إسلام من تجسيد ما يقارب 50 عملا، و المشاركة في بعض المعارض على مستوى ولاية جيجل، قسنطينة و ميلة.
ابن الشيخ الحسين.م