زيارة "ماكرون" فرصة لتعزيز التعاون الاقتصادي و التشاور في القضايا الأمنية و السياسية
كشف يوم أمس الأول، كزافيي دوريانكور، سفير فرنسا بالجزائر، أن الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي امانويل ماكرون مطلع شهر ديسمبر القادم، ستكون فرصة لتوطيد علاقات التعاون في شتى المجالات، و سيخصص جزء هام منها لبحث سبل توطيد العلاقات الاقتصادية، و إنعاش مجالات التعاون في التعليم العالي و التشاور حول أهم المستجدات و المسائل الدولية و الإقليمية .
و أكد سفير فرنسا بالجزائر، في ندوة صحفية انعقدت يوم الخميس، على هامش زيارته لمجمع بن حمادي و مختلف وحدات شركة «كوندور» بالمنطقة الصناعية لولاية برج بوعريريج، أن العلاقات بين البلدين تسيير على أحسن ما يرام، مستشهدا باللقاءات الدورية بين كبار المسؤولين في البلدين، و التي كان آخرها زيارة وزير الداخلية الفرنسي، فضلا عن الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي إلى الجزائر يوم السادس من ديسمبر المقبل، لتعزيز العلاقات بين البلدين و بحث سبل التعاون في مختلف الملفات، خاصة ما تعلق منها بالتعاون الإقتصادي لما له من أهمية بالغة بين البلدين، و التعاون في مجال التعليم العالي و السياسي و الأمني و الثقافي و كل ما هو مشترك بين البلدين، كما أنه سيولي حيزا للعلاقات التاريخية و التباحث حول ملف الهجرة و التأشيرة .
و أشار السفير الفرنسي إلى أن العلاقات الاقتصادية في تطور ملحوظ، مستشهدا بالتواجد القوي للمؤسسات الفرنسية بالجزائر، و عقد اتفاق الشراكة بين واحدة من الشركات الفرنسية الرائدة في صناعة السيارات»بيجو» و مجمع «كوندور»، لإقامة مصنع للسيارات بالجزائر، مضيفا أن الجزائر عرفت تطورا في مجال الاستثمار الذي انتعش بفضل التوجه الشباني لإنشاء المؤسسات الصغيرة و المتوسطة، فضلا عن التطور في مجال التكنولوجيات الحديثة و « الهايتاك»، مؤكدا على بروز نوايا جادة من قبل شركات فرنسية و كذا الشباب الجزائريين من مزدوجي الجنسية على الاستثمار في الجزائر، لما تشهده من حركية اقتصادية و ديناميكية بالمدن و ولايات الوطن.
و قال كزافي دورينكور أنه لمس تطورا كبيرا في الجزائر و ديناميكية مميزة في مجال التكنولوجيات الحديثة، و تكنولوجيات الجيل الثالث و الرابع، و تحولات ملحوظة في قطاع البناء و في المجال الاقتصادي، بعد عودته للجزائر خلال الأشهر الثلاثة كسفير لفرنسا للمرة الثانية، مقارنة بالمرحلة التي شغل فيها نفس المهام سنة 2012، مؤكدا على الانتعاش الكبير للعلاقات الفرنسية الجزائرية خلال الفترة الأخيرة، ما يعكسه التشاور الدائم بين الحكومتين و عقد عدد من الاتفاقيات بين الشركات الجزائرية و الفرنسية، و الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين و اللقاءات الوزارية.
و بخصوص زيارته لمجموعة بن حمادي و شركة كوندور، أكد على أنها كانت فرصة للتعرف و الإطلاع على قدرات هذه الشركة التي بإمكانها تصدير منتوجها إلى فرنسا، لما تتوفر عليه من إمكانيات و لاحترامها للمقاييس العالمية في التصنيع، كما أبدى إعجابه بالمصنع المخصص للعجائن « اكسترا» المتواجد بمنطقة لشبور» التابعة لمجمع بن حمادي، أين اعترف أنه لم يكن يتوقع الإطلاع على مؤسسة بمثل هذه المواصفات و المقاييس في صناعة العجائن، قياسا بزيارته لمختلف المؤسسات بالجزائر و لما تعتمد عليه من مقاييس عالمية و معدات حديثة مزودة بآخر ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة عبر مختلف مراحل الإنتاج، ناهيك عن نوعية المنتوج، مضيفا أن هذه المؤسسة بمقدورها المنافسة في السوق الفرنسية و تصدير منتوجها .
كما أبدى السفير الفرنسي سعادته لما اطلع عليه بمجمع «كوندور» من جهة، و كذا لأهمية هذه الزيارة وتفنيد مختلف الإشاعات التي روجت لفشل الشراكة بين مؤسسة «بيجو» لتصنيع السيارات و مجمع «كوندور»، مجددا تأكيده على أن ابرام عقد الشراكة بين الطرفين مؤشر على قوة العلاقات بين البلدين و انتعاش مجالات التعاون في شتى المجالات.
من جانبه كشف عبد المالك بن حمادي، على أن حصة مجمع «كوندور» في اتفاق الشراكة مع شركة «بيجو» لإقامة مصنع للسيارات بالجزائر، تقدر بـ 15.5 بالمائة، و يشمل تحويل البلاستيك و تصنيع اللواحق و سيتعزز مستقبلا بالمناولة في قطع الغيار، مشيرا إلى أن زيارة السفير الفرنسي للمجمع ما هي إلا تأكيد على قوة الاقتصاد الوطني و قدرة المؤسسات الجزائرية و على رأسها مجمع «كوندور» على المنافسة الدولية، مضيفا أن المجمع يهدف من خلال تنظيم زيارات للسفراء و المشاركة بالمعارض الدولية، إلى التعريف بالمنتوج الجزائري و قدرة المجمع على اقتحام السوق الدولية، و إعطاء الصورة الحقيقية للاقتصاد الوطني للأجانب و كذا لإبراز جوانب التطور في التصنيع المحلي بعقول و أيادي جزائرية.
ع/بوعبدالله