ثالة قيلاف.. محطة سياحية عبثت بها يد الإرهاب
تعتبر محطة ثالة قيلاف، الواقعة بجبال جرجرة، وسط محيط غابي في دائرة بوغني، بولاية تيزي وزو، إحدى أهم المواقع السياحية بالولاية، نظرا لهدوئها و مناظرها الطبيعية الخلابة التي تزينها مختلف النباتات و أشجار الأرز و الكستناء و البلوط ، لتنعش الزائر بهوائها النقي و مناخها الصحي، لكن بعد التخريب الذي طال مرافقها المخصصة للإيواء و الإطعام و الترفيه، خلال العشرية السوداء تقلص عدد زوارها، في انتظار إعادة تهيئتها.
قبلة السياح و الفنانين و الرياضيين
هذه المنطقة الكائنة على بعد حوالي 60 كلم جنوب عاصمة الولاية و ارتفاع 1650 مترا عن سطح البحر، كانت قبل سنوات وجهة سياحية بامتياز، نظرا لشساعتها و موقعها الاستراتيجي الهام، و كانت تستقطب أعدادا كبيرة من الفنانين لرسم لوحاتهم الجميلة وسط الطبيعة الساحرة و الهادئة التي تغري بالتأمل و الإبداع، كما تعتبر قبلة لعشاق الرياضات الجبلية، على غرار رياضة التزحلق على الثلج، و رياضة «روندوني»، و أول من كان يستقبل الزوار لدى وصولهم إليها، قردة الماغو التي تنتشر في كل مكان.
و كانت «ثالة قيلاف» الوجهة المفضلة لأعداد كبيرة من السياح من داخل و خارج الوطن لاستكشاف المنطقة و الاسترخاء بين جبالها و سهوبها الخضراء و ينابيعها المائية المتدفقة من جبال جرجرة الشامخة، خاصة و أن هذه المحطة السياحية كانت تتوفر على مصعد هوائي و مختلف مرافق الإيواء كفندق الأرز، و كذا مرافق الترفيه و الاستجمام و الراحة و تجعل الزائر يتمنى العودة إليها مجددا.
للأسف طالت الموقع الجميل أيادي الإرهاب سنة 1995 و كذا في 2002 و أتت على الأخضر و اليابس و أحرقت جميع المرافق.
خلال زيارة والي تيزي وزو محمد بودربالي إلى دائرة يوغني و ثالة قيلاف مؤخرا، كشف عن إعادة تهيئة هذه المحطة السياحية، فقد خصصت خزينة الدولة غلافا ماليا يفوق 400 مليار سنتيم لبعث الحياة مجددا بهذا المكان الذي أكد بخصوصه ذات المسؤول، أنه من بين الأماكن السياحية المشهورة عبر الوطن، مشيرا إلى أن أشغال التهيئة كلفت بها مؤسسة تركية في مدة إنجاز لا تفوق 15 شهرا، و ستخلق ما يقارب 200 منصب شغل.
و أضاف بودربالي أن هذا الموقع ، إضافة إلى ثرواته الطبيعية، فإنه يتمتع بتراث أثري و اجتماعي و ثقافي، مما جعل منه وجهة سياحية مفضلة، وسيتحول مستقبلا إلى قطب اقتصادي هام ، و سيتم تدعيم فندق الأرز بما يقارب 550 سريرا، بهدف إنعاش السياحة الجبلية التي تعتبر أهم مورد اقتصادي على المستوى المحلي، بعد الشواطئ. سامية إخليف