مواقع أثرية بخنشلة تتعرض للتخريب والنهب على يد عصابات
تتعرض عشرات المواقع الأثرية بولاية خنشلة للإهمال و التخريب و النهب المتواصل، رغم أنها تمثل جانبا مغمورا من التراث المحلي و المحطات التاريخية الضاربة في أعماق الحضارات التي تعاقبت على المنطقة ، يحدث ذلك دون رقيب أو حسيب، و دون أن تتكفل الجهات المعنية بحمايتها أو استغلالها، كمعالم أثرية تاريخية ذات قيمة كبيرة.
تنتشر عبر مواقع واسعة أعلى سفوح جبال قرية الهماجة، ببلدية أولاد رشاش، شرق مقر عاصمة الولاية، معالم أثرية تعود إلى العهد الروماني، لا تزال عرضة لعمليات الحفر والتنقيب المنظم من قبل عصابات التهريب وشبكات البحث عن الكنوز في وضح النهار، رغم نداءات أهل الاختصاص و نشطاء المجتمع المدني من أجل التدخل لحماية هذا التاريخ الكبير الذي يتعرض يوميا للتخريب و النهب، وهو ما يحدث أيضا في مناطق أثرية أخرى بالولاية، على غرار منطقة التبروري الغنية بآثارها الرومانية ومناطق تبعليين و تمرسيط و تغربيت بخيران وبحمام لكنيف و راس متوسة.
و الأخطر هو تواطؤ بعض سكان المنطقة مع المهربين والمختصين في البحث عن الكنوز داخل القبور الحجرية والمعالم الجنائزية وأسفل الجدران والحجارة والأعمدة الضخمة المدفونة ، تحت غطاء ترميم وتوسيع مساكنهم الحجرية والطينية المهجورة، حيث يقومون بأشغال الحفر في كل مكان، ما يوحي حسب سكان المنطقة ، بأن أشخاصا يستعملون تقنيات متطورة للكشف عن مختلف المعادن الثمينة، لاسيما الكنوز و الحلي الذهبية المدفونة في أعماق الأرض بأكثر من موقع، و قد تم إبلاغ السلطات المحلية بذلك مرارا و تكرارا .
مديرية الثقافة من جهتها راسلت الوزارة الوصية بخصوص وضعية هذه المناطق الأثرية ومناطق أخرى بالولاية، و اقترحت إجراء دراسات لحمايتها و العمل بالتنسيق مع المصالح الأمنية المختلفة التي ما فتئت تضرب بيد من حديد كل المهربين الذين يتم ضبطهم. في الوقت الذي تم التأكيد فيه، على تواطؤ بعض المواطنين مع مهربي الآثار وهو ما يصعب من مهمة حمايتها بشكل جيد، و القضاء على الظاهرة.
ع. بوهلاله