طريق المستقبل يمرّ عبر الصين
صدر قبل أيام، كتاب جديد للكاتب والقاص زين الدين بومرزوق، تحت عنوان «طريق الحرير - حزام الغد بين الجزائر والصين» .
الكتاب الذي صدر عن دار علي بن زيد يقع في82 صفحة، ويمكن إدراجه في أدب الرحلة، حيث يروي فيه الكاتب تفاصيل الدورة الدراسية الرابعة لإطارات وزارة الداخلية بجمهورية الصين في الفترة الممتدة بين 29 أوت و 21 سبتمبر 2017.
وأرجع الكاتب فكرة نقل هذه التجربة وتوثيقها، إلى ما عاشه في هذا البلد وما وقف عليه من التحديات التي عاشها الرجل الصيني خلال فترات التطور والإصلاح الذي تبنته الحكومة الصينية والزعماء الذين تعاقبوا على الحكم بداية من سنة 1970الي يومنا هذا، مما جعل هذا العملاق الذي كان يوصف قديما بالنائم يتصدر الأمم في جميع المجالات الاقتصادية والعلمية و حتي الرياضية والثفافية، الأمر الذي حفزه على محاولة قراءة هذه التجربة مباشرة ، ثم يضيف عليها المحاضرات التي قدمت للإطارات الجزائرية في الأكاديمية الوطنية بالعاصمة الصينية بكين.
مقدمة استعادت موضوع كتاب سابق حمل «الخدمة العمومية بين تطبيقات النصوص القانونية والواقع» حيث تمت الإشارة إلى أهمية التكوين الذي بادرت بها وزارة الداخلية لمسايرة التطور الحاصل في الخدمة العمومية ومرافقها، فكانت هذه الدورة الدراسية الرابعة ضمن هذا البرنامج الهام ولهذا الغرض حضرت الوزارة ورقتين للنقاش والتطوير وهي تخص محورين الأول يتعلق بأنظمة النقل الذكية في الصين، تخطيط ومانجمنت قابلية التحرك، والورقة الثانية تدور حول أنظمة التخطيط التحكم والرصد لتسيير المدن .
الكتاب تعرض أيضا إلى الخرجات الميدانية التي تكمل العمل النظري خاصة ما تعلق بنشاط الطاقات المتجددة سواء في العاصمة بكين أو مدينة نانجينغ التي تعد قطبا اقتصاديا هاما أو بمدينة شنغهاي التي تم الوقوف فيها على التطور الذي عرفته خلال العشر سنوات الأخيرة .
كما تم التطرق في الكتاب إلى مواضيع المحاضرات التي تمحورت مواضيعها حول طبيعة النظام في الصين والبنى التحتية لدولة الصين التي تعتبر من أهم العوامل في نجاح وازدهار اقتصاد البلد ، فضلا عن كيفية وضع الخطط وتنفيذها و أهمية الدعم الصناعي لتعزيز التحضر، إلى جانب ما تم تبنيه من طرف الحكومة المركزية والمقاطعات المحلية من اجل تنمية الدولة ومدنها والإنسان الصيني وسبل محاربة الفقر التي تعتبر معركة صعبة لتخفيف من وطأة الفقر.
كما تم التعرض في الكتاب إلى العلاقات التاريخية الجزائرية الصينية وما تميزت به من نشاطات قبل الثورة الجزائرية وبعدها وموقف الجزائر الكبير الداعم لعودة منصب العضوية الدائم للصين، الأمر الذي بقي راسخا في أذهان كل الصينين الذين لم ينسوا هذا الجميل الذي كان وراءه آنذاك السيد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عندما كان رئيسا للدبلوماسية الجزائرية .
كما تم التعريف بالامكانات الكبيرة التي تعرفها جمهورية الصين في جميع المجالات بعد الجولات التي قام بها الكاتب إلى المعالم التي تشتهر بها الصين كحدائقها وحظائرها والمعالم التاريخية ومعابدها ومتاحفها العديدة بالاضافة إلي دار الأوبرا الوطنية التي تعتبر تحفة معمارية نادرة وزيارة جدار الصين العظيم وكذلك معالم مدينة نانجينع التي تبعد عن العاصمة بحوالي ألف كلم أين كانت الرحلة عبر قطارها السريع الذي يعد مفخرة الصين والأسرع عالميا ، وكذا زيارة مدينة شونغهاي الجميلة الساحرة بتاريخها ومعالمها وعماراتها الحديثة التي تضاهي أكبر العمارات بالمدن الغربية وفي آخر الكتاب نشر بعض الصور.