إصدار جديد يعالج المشاركة السياسية في الجزائر وعلاقتها بالتنمية
صدر مؤخرا كتاب جديد للدكتور دريس نبيل، أستاذ القانون و العلوم السياسية بجامعة البليدة 02، و تناول في هذا الكتاب المشاركة السياسية بين النظرية والتطبيق، معرجا على مراحل و واقع المشاركة السياسية في الجزائر وعلاقتها بالتنمية.
و استعرض من خلال هذا الكتاب بعض جوانب ظاهرة المشاركة السياسية لدى أفراد المجتمع، من خلال تحديد مفهوم المشاركة السياسية، ومظاهرها، دوافعها، وموانعها.
و قسم الكاتب هذه الدراسة إلى أربعة فصول، تضمن الفصل الأول المشاركة السياسية من خلال النظرية الغربية والنظرية الاشتراكية والفكر الاسلامي، أما الفصل الثاني، فتضمن المفاهيم العامة للمشاركة السياسية.
و تطرق في الفصل الثالث إلى مختلف مراحل المشاركة السياسية في الجزائر، أما الفصل الرابع، فخصصه لموضوع التنمية المحلية، لما للمشاركة السياسية من أهمية بالنسبة للعملية التنموية من جهة، ولمعرفة الوظائف والمهام التنموية للمجالس المحلية، كونها على تماس مع مصالح الناخب الجزائري من جهة أخرى.
و ذكر الدكتور دريس نبيل، بأن هذا الكتاب عبارة عن مقدمة في دراسة المشاركة السياسية من خلال عرض المفاهيم المحيطة بها، ومختلف نظريات المشاركة السياسية وعلاقتها بالواقع، مشيرا إلى أن هناك ارتباط وثيق وتأثير متبادل بين المشاركة والتنمية، فهذه الأخيرة تتيح فرصا أكبر لتوسيع مجالات المشاركة التي تخلق حافزا لها وممارسة المواطنين الضغط على صانعي القرار، لاتخاذ سياسات لصالح قضايا التنمية.
و يعد الكتاب إضافة الى سلسلة المراجع العلمية المقررة على الطلبة والمواطنين بمختلف مستوياتهم والمهتمين بالسياسة في الجزائر، خاصة الشؤون المحلية و موضوع الانتخابات.
المؤلف أوضح في مقدمة الكتاب، بأن موضوع المشاركة السياسية لقي اهتماما كبيرا ، نظرا للدور الذي لعبته في عملية التنمية، و ارتباطها بمجموعة عناصر تقوم بدور هام في تحديد الدوافع و الموانع التي تؤثر على الفرد، فتجعله يشارك أو يمتنع، فإن شارك فهي تحدد طبيعة و درجة مشاركته، فالاتجاهات السياسية والمتغيرات الاجتماعية وطبيعة الإطار السياسي، تؤثر في تحديد المشاركة السياسية للفرد، فكلما كانت الدوافع أقل حدة، كانت مشاركة الفرد أقل في مختلف صور المشاركة التي يتطلب بعضها استعدادات أكثر، مما تتطلبه أخرى، وهذه الصور تختلف، حسبه، بنسب متفاوتة، تبدأ من مجرد الاهتمام بالسياسة ومتابعة أحداثها وتطوراتها، لتصل إلى شغل مناصب صناعة القرار في مختلف الهيئات والأجهزة.
و أضاف بأن ظاهرة الامتناع عن التصويت، أخذت في الاتساع خلال الاستحقاقات الانتخابية السابقة، وأرهقت العديد من الأنظمة السياسية، خصوصا في الجزائر، وهناك فئة كبيرة من الممتنعين لا تهمهم الحياة السياسية ولا يودون المشاركة فيها، كما أن الظروف الاقتصادية القاسية في المجتمع التي تؤدي بالناخب إلى الامتناع عن التصويت، وانشغاله برفع مستواه الاجتماعي.
و أكد المؤلف في اصدراه الجديد، بأن المواطن يعد أداة التنمية المحلية وموضوعها و أن توفر الموارد المالية ووجود التخطيط المحلي المنظم، لا يكفيان لتحقيق هذه التنمية ، بسبب عدم مشاركة المواطن فيها، إذ يجب توعية المواطنين بحقوقهم وواجباتهم اتجاه الهيئات المحلية، لأن مشاركتهم في وضع الخطة المحلية يضمن نجاح المجهود التنموي.
وبالتالي فإن قلة المشاركة أو امتناع المواطن الجزائري في عملية التنمية، يقلل من فرص نجاح المشاريع التنموية، لأنه يساهم في تمويل الهيئات المحلية من خلال دفع الضرائب والرسوم، ودعا المؤلف من خلال هذا الكتاب، إلى تشجيع المواطنين ذوي الكفاءة العملية للمشاركة و المساهمة في الحياة السياسية المحلية.
نورالدين-ع