السبت 8 فبراير 2025 الموافق لـ 9 شعبان 1446
Accueil Top Pub

مسرح قسنطينة يحتضن أجيالا من المبدعين: أرشفة الأعمال المسرحية حفظ للذاكرة الفنية والثقافية

 

احضتن أمس، مسرح قسنطينة الجهوي محمد الطاهر الفرقاني، ندوة خاصة بأرشيف الركح الممتد من 1973 إلى 1980، عاد من خلالها مسرحيون ومخرجون من داخل وخارج قسنطينة، إلى الخشبة ليقدموا شهادات حول تاريخ هذه المؤسسة الثقافية العريقة، ويستذكروا محطات من مساراتهم الفنية الثقافية فيها.

وكان للفنانين المسرحيين موعد مع ماض جميل جمعهم في مسرح قسنطينة، الذي احتضن كبريات الفرق العالمية والوطنية وفقا للحضور حيث بدأت الندوة بعرض وثائقي قدم شهادات لممثلين تحدثوا عن تجاربهم وبداياتهم على الخشبة، و التي تميزت بتحدي الظروف وقلة الإمكانيات، رغم ذلك قدموا أعمالا شاركت في مهرجانات ونالت جوائز عريقة مثل مسرحية «عرس الذيب»، ليختتم الوثائقي بتكريم كبار المسرحيين الجزائريين الذين ما تزال مآثرهم مُخلدة إلى اليوم.
وبهذه المناسبة قال مدير المسرح الوطني، محمد يحياوي، إن مسرح قسنطينة يعد مدرسة احتضنت عمالقة الممثلين الجزائريين، وأن الهدف من هذا اللقاء توثيق وأرشفة المسرح الجزائري، الذي سيتبعه مشروع لوزارة الثقافة حول المتحف العمومي للمسرح الجزائري، وهو عمل يُعنى بالحركة المسرحية الجزائرية، سواء كانت مسارح جهوية، أو مسرح وطني، أوتعاونيات، وجمعيات، وفرق، وفنانين ومساهمين.
وأضاف يحياوي، بأن العملية تحتاج إلى تكاتف جهود كل الفنانين خصوصا في جانب جمع المادة، كما كشف أنهم في المسرح الوطني جمعوا أكثر من 40 ألف صورة، ونصوص، وملابس، وإكسسوارات لتشكل رصيد متحفي لذاكرة الركح. من جهته، أوضح المخرج والممثل زياني شريف عياد، بخصوص مبادرة أرشفة الأعمال المسرحية الجزائرية، أن تدوين الأعمال التي أحدثت صدى أمر مهم خصوصا في ظل ضياع جزء كبير من هذه الذكرى التي تعتبر مهمة ولا يمكن التطور بدونها، وستتم العملية حسبه من خلال جمع الصور، والفيديوهات، والنصوص، وكذا الحوارات التي أجرتها الإذاعات مع فنانين مسرحيين، بالإضافة إلى المذكرات الجامعية والأرشيف العائلي للمبدعين. وأضاف، أن المسرح ليس مجرد نشاط إنما هو فن ورسالة أساسهما جمهور، وفنانون، وتقنيون، حيث يكون دور الممثل المسرحي مخاطبة الحضور بلغة الوعي، لأن دور المسرح كان دائما تثقيف أفراد المجتمع وتعزيز إحساسهم بهويتهم الوطنية، تماما كما كان يفعل كتاب كبار من أمثال كاتب ياسين، ومحمد ديب.
وأشار المخرج، إلى أن غياب الأرشيف جعل باحثين يقعون في الكثير من المغالطات في دراساتهم العلمية، لأنه لا يوجد أرشيف حقيقي بين أيديهم كما اقترح شريف عياد، تنظيم يوم دراسي حول تجربة مسرح قسنطينة في التأليف الجماعي. وأضاف الفنان حكيم دكار في مداخلته، أن التوثيق للماضي يساعد الأجيال على التعرف على رجال المسرح من مخرجين، وممثلين، وباحثين، وسينوغرافيين، قائلا إنه تم اختيار خمسة مسارح تاريخية لهذه المبادرة هي المسرح الوطني، ومسرح عبد القادر علولة، ومسرح سيدي بلعباس، ومسرح عنابة، بالإضافة إلى ركح قسنطينة، واعتبر دكار أن المشروع وُلد من رحم القضية الوطنية، واصفا إياه بفسيفساء تجمع خرجين من المعهد العالي للفنون وهواة.
وبالحديث عن الأرشيف، تطرق دكار إلى أول مسرحة قُدمت على ركح سيرتا، وذكر عرض «الطمع يفسد الطبع»، ثم مسرحية «حسناء وحسان»، وتوالت بعدهما العروض على غرار «خطبة ديال سيدنا» و«في انتظار المهدي».
المسرح في الجزائر ولد نضاليا
ووفقا للفنان جمال دكار، فإن المسرح في الجزائر كان عملا نضاليا قدم القضايا العادلة وتحدث عن مشاكل الشعب، كما عاد الفنان بذاكرته لأول دور بطولي له على الخشبة في مسرحية «حسناء وحسان» مع الممثلة صونيا. وقال دكار، إن التجربة كانت بمثابة مسؤولية كبيرة بالنسبة له خصوصا وأنه أول عمل مسرحي محترف ضم عمالقة من خريجي المعهد العالي للفنون ببرج الكيفان. أما الفنان نور الدين بشكري، فقد تحدث عن تجربته في مسرح عنابة، وأوضح أنها كانت متنوعة وثرية، ومزيجا من التكوين الأكاديمي رفقة الخريجين بالمعهد العالي للفنون والمسرح المدرسي، والمسرحيين الهواة مضيفا، أنهم كانوا يتدربون إلى الساعات الأولى من الصباح مستفيدين من خبرة الممثلين المحترفين، كما تطرق إلى الحراك الفني الذي قاموا به من أجل فتح مسرح قسنطينة و الانتقال إليه.وعن التأليف الجماعي، علق السينوغراف عيسى رداف، أن الخطوة جاءت بسبب نقص الإمكانيات آنذاك وعدم اكتمال الفريق، واعتبر أن مسرحية «حسناء وحسان» عرفت أول سينوغرافيا محترفة.أما الفنان، عبد الحميد رابية، فكشف في مداخلته، بأن المسرح الوطني كان يضم مصلحة خاصة بالأرشيف قبل الاستقلال كُلف بها مصطفى لعماري، الذي كان يجمع كل مقال ونقد لأية مسرحية، لكن هذا الأرشيف اختفى برحيل الرجل. كما عرج الممثل، للحديث عن نظرة مصطفى كاتب لفكرة اللامركزية، وأوضح أنه كان متخوفا منها في البداية، خصوصا بعد تخرج عدد كبير من الممثلين من المعهد العالي للفنون ببن عكنون، لكن الأمر تم بنجاح سنة 1974، ونفذ تحت مسميات المسرح الجهوي لعنابة، والمسرح الجهوي لقسنطينة. وبحسب الفنان، فإن المسرح الوطني تكوّن من فرقة كبيرة تضم أكثر من 50 ممثلا وممثلة، وقد أنجزت فيه سنة 1963 تسع مسرحيات محلية، عربية وعالمية، أما سنة 1973، فقد عمل فنانوه على أربع مسرحيات منها «بوحدبة»، و«باب الفتوح»، ومسرحية «الأخر راك متسلل»، وقد شاع عنوانها حسبه، وأصبحت مشهورة في كل المدن الجزائرية، رغم أنهم كشباب مسرحي كانوا يعتمدون خلال تلك الفترة على وسائل بسيطة لتقديم هذه الأعمال. إيناس كبير

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com