أحمد رزاق يدق ناقوس الخطر حول وضعية البلاد في مرحلة ما بعد البترول
تم مساء أول عرض مسرحية «كشرودة» بالمسرح الجهوي محمد الطاهر الفرقاني بقسنطينة «كشرودة»، التي تجسد في قالب كوميدي نقدي ساخر وضعية البلاد في مرحلة ما بعد البترول، استنادا لخيال مؤلف و مخرج المسرحية الفنان أحمد رزاق.
المسرحية التي أنتجها مسرح سوق أهراس و عرضت بقسنطينة في إطار جولة فنية بشرق البلاد، عرضت في البداية في أجواء فكاهية، غذتها السينوغرافيا، ثم غاصت بسرعة على متن الموسيقى المرافقة للمشاهد، في واقع درامي كئيب، مقدما صورة مأساوية عن الوضع الاجتماعي لجزائر ما بعد البترول ، حيث يسوده الفقر و التفكك الأسري و تخلي الأم عن مسؤوليتها ، ثم أبرز مدى اعتماد أفراد المجتمع الذين وصفهم بالكسالى على إيرادات النفط و اعتباره مصدرا لا يفنى، ليصدموا بواقع مغاير، تغيب فيه الثروة و مصادر أخرى.
عرض «كشرودة» الذي دام 58 دقيقة، سلط الضوء ضمن أحداثه على حياة ثمانية أشخاص يعانون الفقر في بيت هش و محيط اجتماعي و اقتصادي كارثي ، ما يجعل تبادل أطراف الحديث بينهم صعبا و يخضع للضريبة ، الشخصيات تتمثل في الفتاة المدعوة سوسة التي تجمعها علاقة عاطفية بمنصورالعامل في مقهى بالحي، و الأم يامينة المكفوفة، و الأب أحمد الذي يعرض بيته للبيع، ليعالج زوجته، و الأخ مبارك عون مطافئ الذي يعود إلى البيت العائلي بعد أن طردته زوجته، و قد تمكنت الشخصيات بأسلوب فكاهي ساخر من وصف الفوضى العائلية و الحسرة و الانهيار الاجتماعي.
أ . بوقرن