تراجع الاهتمام بفن الخط العربي بالجزائر
أكد أول أمس أساتذة مختصون في الأدب و الخط العربي في ندوة بقصر الحاج أحمد باي بقسنطينة، بأن جغرافيا الخط العربي تقلصت بشكل كبير ، إذ لم تعد كثير من البلدان العربية و منها الجزائر، تهتم بهذا الخط باعتباره فنا له أبعاده و مقاييسه، مشددين على ضرورة تلقينه للجيل الصاعد.
خلال ندوة فكرية نظمتها مديرية الثقافة للولاية ، بالتنسيق مع جمعية حماة قسنطينة احتفاء باليوم العالمي للغة العربية المصادف لـيوم 18 ديسمبر من كل سنة ، تحت عنوان»الخط العربي،تألق، هوية، حضارة» ، أكدت الدكتورة حبيبة ضيف الله ، رئيسة قسم اللغة التركية بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية و مختصة في الخط العربي، بأن جغرافيا الخط العربي تقلصت في البلدان العربية و خصوصا في الجزائر ، و لا تزال بعض البلدان فقط تهتم به كإيران و تركيا، موضحة بأن البيئات الإسلامية التي يمتد حيزها الجغرافي من أفغانستان و إيران و باكستان إلى البلدان العربية، كانت تحتضن الخط العربي ، إلا أنها تقلصت في السنوات الأخيرة .
الدكتورة حبيبة ضيف الله التي قدمت مداخلة عنوانها «رحلة الخط العربي في الثقافة الإسلامية، تركيا نموذجا» ، قالت بأننا نجهل الكثير من الأشياء حول الثقافة التركية ، بسبب القطيعة التي فرضت على المسلمين ، نظرا لترويج فكرة أن تركيا بلد أوروبي و ليس له علاقة بالإسلام و لا بالثقافة الإسلامية و لا بالحرف العربي، مضيفة بأن الواقع عكس ذلك تماما ، لأن تركيا تبنت الحرف العربي طيلة قرون ، و ذلك منذ أن تم فتحها في عهد عمر بن الخطاب، حيث احتضنته في البداية القبائل التركية ، بعد اعتناق بلاد فارس للإسلام .
و أشارت الأستاذة إلى أنه و بعد أن استتب وضع القبائل التركية في الأنضول ، أتاح الإسلام للأتراك فرصة تعلم اللغة العربية، باعتبارها لغة الوحي و العبادة ، و أقبلوا على حفظ القرآن و تعلم الخط العربي ، لتبدأ رحلة الأتراك مع الخط العربي، حيث أن الطبقة السياسية و الحكام ، من عهد السلاطين إلى يومنا هذا، يولون اهتماما خاصا بالخط العربي إلى حد التقديس، و أضافت المتدخلة بأنه لدى إعادة فتح المدارس القرآنية في الثمانينات و حفظ القرآن الكريم تمت دراسة الخط العربي دراسة حقيقية، ما جعل كل شرائح المجتمع التركي تهتم به ، ليصبح خطا سائدا في البلاد.
في حين خصص الدكتور نور الدين درويش مداخلته للحديث عن أنواع الخط العربي و شرحها كالخط الأندلسي و الكوفي و خط الرقعة و الثلث و الخط الفارسي ، كما ألقى أبياتا شعرية كتبها بنفسه، احتفالا باليوم العالمي للغة العربية.
و خصص الدكتور محمد عمراني محاضرته لشرح كيفية استعمال وسائل الكتابة و المواضع التي يكتب فيها كل نوع من أنواع الخطوط .
و في ختام الندوة تم تكريم الفائزين الثلاثة الأوائل في مسابقة الخط العربي التي نظمت بالمتحف العمومي الوطني للفنون و التعابير الثقافية التقليدية بقصر الحاج أحمد باي، في إطار الطبعة الثانية من تظاهرة أسبوع الخط العربي . أ بوقرن